التفكير الإيجابي لا يعني محاولة تزييف الحقائق وتجاهل مواقف الحياة الأقل متعة؛ فالمقصود بالتفكير الإيجابي أنكِ تتعاملين مع المواقف المزعجة بطريقة أكثر إيجابية وإنتاجية.. تعتقدين أن الأفضل سيحدث وليس الأسوأ.
يبدأ التفكير الإيجابي دائماً بالحديث مع النفس.. الحديث مع النفس هو تدفق ليس له نهاية للأفكار الخفية التي تجري في رأسك، وقد تكون تلك الأفكار التلقائية إيجابية أو سلبية، يكون بعض حديثك مع النفس نتاجاً للعقل والمنطق، وقد يظهر حديث آخر مع النفس ناتج عن مفاهيم خاطئة تشكلت لديك بسبب نقص المعلومات.
إن كانت معظم الأفكار التي تدور في رأسك سلبية؛ فسوف تكون نظرتك للحياة على الأرجح متشائمة، وإن كانت معظم الأفكار التي تدور في رأسك إيجابية؛ فإنكِ على الأرجح شخص متفائل؛ أي أنك شخص يمارس التفكير الإيجابي.
وبحسب الدكتورة هبة علي خبيرة التنمية البشرية لـ«سيدتي»: يُعد التفكير الإيجابي، الذي يصحب التفاؤل عادةً، جزءاً أساسيّاً من التحكم في التوتر الفعال، ويصحب التحكمَ في التوتر الفعال العديدُ من المزايا الصحية.. إذا كنتِ تميلين للتفكير المتشائم؛ فلا داعي لليأس؛ لأنه بإمكانك أن تتعلمي مهارات التفكير الإيجابي.
* التركيز على التفكير الإيجابي
يمكنك تعلم تحويل التفكير السلبي إلى تفكير إيجابي.. إن العملية بسيطة، ولكنها ستأخذ وقتاً وممارسة؛ فأنتِ تكتسبين عادة جديدة في نهاية الأمر.. فيما يلي بعض الطرق كي تفكري وتتصرفي بطريقة أكثر إيجابية وتفاؤلاً:
- تحديد الجوانب التي يمكن تغييرها
إذا كنتِ تريدين أن تصبحي أكثر تفاؤلاً، ويكون تفكيرك أكثر إيجابية؛ فحددي أولاً جوانب الحياة التي تفكرين فيها بطريقة سلبية عادةً، سواء أكانت العمل أو الانتقالات اليومية أو علاقاتك، يمكنك البدء بشكل بسيط من خلال التركيز على أحد الجوانب؛ كي تفكري فيه وتتعاملي معه بطريقة أكثر إيجابية.
- تقييم النفس
توقفي وقيّمي ما تفكرين فيه بشكل متكرر خلال اليوم، وإذا وجدت أن أغلب أفكارك سلبية؛ فحاولي إيجاد طريقة لوضع لمسة إيجابية عليها.
-الانفتاح على المزاح
أعطِي نفسك الإذن للابتسام أو الضحك؛ خاصةً أثناء الأوقات العصيبة، ابحثي عن المرح فيما يحدث كل يوم، حينما تضحكين من الحياة، ستشعرين بتوتر أقل.
- اتباع نمط حياة صحي
اهدفي إلى ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة تقريباً في معظم أيام الأسبوع، ويمكنك أيضاً تقسيمها على تدريبات، مدة كل منها 10 دقائق خلال اليوم؛ فممارسة الرياضة قد تؤثر إيجابيّاً على مزاجك، وتخلصك من التوتر.. اتبعي نظاماً غذائيّاً صحيّاً لتوفير الطاقة لعقلك وجسدك، وتعلمي أساليب التعامل مع التوتر.
- مخالطة الأشخاص الإيجابيين
تأكدي من وجود أشخاص إيجابيين وداعمين يمكنك الاعتماد عليهم؛ لتزويدك بالنصائح والملاحظات المفيدة، وعلى الجانب الآخر، قد يرفع الأشخاص السلبيون مستوى التوتر لديك، ويجعلونك تشكين في قدرتك على التعامل مع الضغوط بطرق صحية.
- الحديث الإيجابي مع النفس
ابدأي بهذه القاعدة البسيطة، تُحدِّثين نفسك بأي شيء لم تكوني لتقوليه للآخرين.. كوني رفيقةً بنفسك وشجعيها.. إذا خطرت لك فكرة سلبية، فقيِّميها بطريقة عقلانية واستجيبي للتأكيدات بشأن ما تتميز به من صفات جيدة.. فكِّري في أشياء تقدرينها في حياتك.
* التحول إلى الإيجابية
مارِسي الامتنان: عندما تكونين منزعجةً من شيء ما، سيكون من المفيد التركيز على تجارب مختلفة كلياً تُشعرك بشعور أفضل.. بينما من السهل الافتراض بأن التنفيس عن مشاعرك السلبية سوف يساعدك على التَّخلُّص منها، لكن التركيز على شيء ما جيِّد - على الأقل - سوف يساعد عقلك على تغيير اتجاه تفكيرك من السلبية نحو الإيجابية، والذي بدوره يعود بالفائدة؛ فعليكِ بكتابة الأمور التي نشعر بالامتنان لوجودها في حياتنا، وإن كان هذا الأمر قد يبدو صعباً قليلاً، لكن يجب عليك العمل للحصول على النتائج؛ فإن الكتابة لبضع دقائق يومياً عن الأشياء التي تشعرين بالامتنان لوجودها، يمكنها تعزيز سعادتك وعافيتك بشكل كبير.