أكد الشاعر والقاص العراقي علي محمود خضيّر بأن اختيار العراق ضيف شرف على معرض الرياض الدولي للكتاب دلالة على العلاقة الإنسانية والحضارية المشتركة بين البلدين، وما تحمله هذه الثنائية من أواصر ثقافية ومعرفية ضاربة في جذور العراقة والأصالة.
وقال:"سعدت فور اختيار العراق في هذا المحفل الثقافي الدولي، لأهمية السعودية وثقلها الحضاري، وما تشهده من شغف القراءة الأضخم في الوطن العربي.وتتضمن هذه الاستضافة قيمة رمزية، خصوصاً أن معرض الكتاب يعد من الفعاليات الثقافية الأساسية في العاصمة الرياض المتحفزة للإبداع والعطاء".
وعن أبعاد استضافة العراق، أبان: "جمهورالسعودية يتسم بحب الاطلاع،وهو قارئ نوعي، ومبتكر لا يحبذ التقليدي، وتتشارك هذه الصفات مع الأدب العراقي المعروف بالتجديد، فحداثات الشعر والسرد والنحو بزغت من بلاد الرافدين، بدءاً بأبي نواس والمتنبي والفراهيدي والجاحظ حتى السياب ونازك الملائكة والجواهري، لذا فالمعرض فرصة لالتقاء متعطش، ترويه حوارات لا نهائية.في حين احتياج المثقف العراقي إلى جسر متين يصله بالجمهور، يمكّنه من ممارسة التفاعل الميداني الذي يترك أثراً في سيكولوجية المبدع".
وأشار خضيّر إلى أن العراق يعيش في السنوات الأخيرة حراكاً في التأليف والنشر، غير مسبوق في التاريخ المعاصر، إلا أن المعضلة تتمثّل في التوزيع، حيث نشأت فجوة ما بين الإنتاج العراقي وبين المشهد العربي، نتيجة للعزلة التي خاضها العراق في وقتٍ سابق، بالإضافة إلى الرتابة التي أبطأت عملية نشر الكتاب.
وتمنى الأديب العراقي أن يثمر التعاون ما بين السعودية والعراق في إيجاد طريقة لتسويق المجلات والإصدارات الرصينة التي لا تصل ليد القارئ العربي، مثل "الأقلام" و"المورد" و"التراث العربي".