أعلنت دار سوذبيز (Sotheby’s ) للمزادات العالمية أن لوحة لفنان الشارع بانكسي، والتي مزقت جزئياً أثناء بيعها في عام 2018، من المقرر أن تُعرض للبيع مرة أخرى في شهر أكتوبر المقبل.
وكانت اللوحة المعروفة باسم "الفتاة ذات البالون" تم بيعها في نفس المزاد لجامع لوحات أوروبي مقابل (1.356 مليون دولار)، على أن عالم الفن اهتز بشدة من التدمير الجزئي الذاتي الذي حدث للوحة فنان الشارع البريطاني خلال المزاد.
فور انتهاء المزاد، ووسط دهشة الجمهور، سقطت لوحة الفتاة الصغيرة التي تحمل بالوناً أحمر على شكل قلب إلى أسفل اللوحة، وبدأت تتحطم تلقائياً بواسطة آلة التقطيع التي كان بانكسي يملكها ويخفيها في إطار اللوحة الذهبي، نتج عن هذه الخطوة تقطيع نصف اللوحة تقريباً.
صُدم المشتري في البداية، لكنه أعلن لاحقاً قراره بالإبقاء على اللوحة في حالتها الجديدة، وانتشرت مشاهد التمزيق العفوي عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول العالم.
التمزيق يزيد قيمة اللوحة فنياً ومادياً..
على الرغم من التشويه اللاحق للوحة، أو ربما بفضله، زادت قيمة العمل بعد هذه الخطوة التي أراد بانكسي من خلالها التنديد بالميل التجاري السائد على الفن، "فليس كل الفن قابلاً للبيع".
وحسب موقع www.dezeen.com وصفت دار سوذبيز ما حدث في ذلك الوقت بأنه "الحدث الفني الأكثر إثارة للدهشة في القرن الحادي والعشرين"، ونقل بيان دار المزاد عن المشتري قوله: "خلال تلك الأمسية السريالية قبل ثلاث سنوات، أصبحت اللوحة هي المحظية الأولى".
وحسب موقع theyeshivaworld تصاعدت التكهنات بأن بانكسي "الفنان المراوغ" قد ضغط بنفسه على الزر الذي أدى إلى تدمير العمل، فبعد أسبوع ونصف الأسبوع من الحيلة، نشر بانكسي مقطع فيديو على موقعه على الإنترنت بعنوان "Shred the Love، the Director's Cut " والذي أظهر كيف كان من المفترض أن تعمل آلية التقطيع. حيث يُزعم أن بانكسي يظهر نفسه وهو يبني آلية التقطيع داخل إطار اللوحة؛ في النهاية، يقول تعليق: "في البروفات، نجحت في كل مرة."
"الفتاة ذات البالون" تتحول لـ"الحب في سلة المهملات"
المدهش أن اللوحة الممزقة اعُتبرت في وقت لاحق عملاً جديداً تماماً من قبل Pest Control، مع إعادة تسمية بانكسي لها Love is in the Bin "الحب في سلة المهملات "، وقد وافق المشتري الأصلي "جامع اللوحات الأوروبي" على شراء العمل الجديد بنفس السعر الذي تم التوصل إليه في غرفة المزاد في 5 أكتوبر 2018.
ستُعرض لوحة "الحب في سلة المهملات" في دار سوذبيز بلندن قبل نقلها إلى هونج كونج وتايبيه ونيويورك والعودة إلى العاصمة البريطانية لبيعها في 14 أكتوبر، حيث يقدر سعر اللوحة بما يتراوح بين 4 و 6 ملايين جنيه إسترليني بما يوزاي أعلى من أربعة إلى ستة أضعاف السعر الأصلي الذي بيعت به، وذلك بحسب بيان صادر عن الدار.
من هو بانكسي..؟
بانكسي فنان جرافيتي إنجليزي مشهور ومجهول في نفس الوقت، يعتقد بأن اسمه روبرت بانكسي يركز في أعماله على القضايا الساخنة مثل المهاجرين ومعارضة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والتنديد بالإسلام الراديكالي، كان عام 2003 أول ظهور لرسوم بانكسي على جدران بريستول، ولندن، وقد أثارت العديد من التساؤلات حول شخصه وأفكاره خصوصاً صورة الموناليزا وهي تحمل قنبلة.
في عام 2007 عاد بانكسي من بيت لحم، بفلسطين، تاركاً وراءه مجموعة من رسومات الجرافيتي على الجدار الأمني، تظهر إحداها فتاة تفتش جندياً ويداه مرفوعتان بينما بندقيته بجانبه، كما رسم على حائط سلم فتاة مع بالونات تتطاير، وهي اللوحة المفضلة عند البريطانيين، ويبرز من خلالها تأثير الجدار على حياة الفلسطينيين، حيث أصبح الجدار عقب ذلك مكاناً للاحتجاجات ومساحة للتعبير السياسي الفني، وفي مارس 2020، تم بيع عمل قام به على هيئة ممرضة بملابس الأبطال الخارقين، تكريماً للعاملين في مجال الرعاية الصحية، بمبلغ 20 مليون يورو، وخصص المبلغ لخدمة الصحة العامة في بريطانيا.
حصل بانكسي على جائزة أعظم فنان يعيش في بريطانيا والتي وزعتها قناة ETV البريطانية، وكما كان متوقعا لم يحضر بانكسي لاستلام جائزته واستمرت شخصيته مجهولة حتى اللحظة.
تابعوا المزيد: الفرق بين الفيلسوف والمفكر