منذ أن تم تأسيس الهيئة العامة للغذاء والدواء عام 1424هـ كان السعي نحو الأفضلية وجعل صحة المجتمع أولوية هو الهدف الذي تسعى لتحقيقه والوصول إليه، وتم لها ذلك من خلال التطوير المستمر والتحسين الدائم في جميع مهماتها الإجرائية والتنفيذية والرقابية، والتي تهدف أولًا وأخيرًا لضمان سلامة الغذاء والدواء والأجهزة الطبية ومنتجات التجميل والمبيدات والأعلاف، وتعزيز وحماية الصحة العامة والمجتمع.
وكانت "الهيئة" قد حرصت أيضًا على تسريع واختصار تقديم خدماتها الخاصة بالتسجيل والتراخيص وأذونات الاستيراد والتصدير والدعاية والإعلان، وذلك دون الإخلال بضمان السلامة والفعالية والكفاءة، ونجحت باختصار مدة التسجيل والترخيص والتصنيف وأذونات الاستيراد والتصدير بنسبة (88%).
كما نجحت ومن خلال العمل على رفع كفاءة الأداء والإنتاجية والاستفادة من الخدمات الإلكترونية في تخفيض مدة تسجيل المنتجات، إذ اختصرت مدة تسجيل المنتج الغذائي إلى يومين فقط بعد أن كان في العام 2018م يستغرق (35) يومًا، ومنتجات التجميل من (22) يومًا إلى يوم واحد، والأجهزة الطبية منخفضة الخطورة من (11) يومًا إلى (3) أيام، وإعلانات الأدوية والأجهزة الطبية من (30) يومًا إلى (5) أيام.
وأيضًا لوحظ انخفاض فترة ترخيص منشآت الغذاء والأعلاف من (33) يومًا إلى (6-12) يوم بحسب خطورة النشاط، وكذلك الحال في منشآت الأدوية والتجميل والأجهزة الطبية، وفي تصنيف المنتجات وأذونات الاستيراد والتصدير حيث إنّ معظم الخدمات المقدمة لا تتجاوز مدة الإنجاز فيها يوم عمل.
ولعل ما قدمته "الهيئة" من جهود كبيرة خلال جائحة كوفيد-19 يعد نجاحًا مميزًا ترفع له القبعة تقديرًا واحترامًا، فقد تواصلت الهيئة مع السلطات والمنظمات الدولية لمشاركة المعلومات المتعلقة بالأدلة الإرشادية والاعتبارات التنظيمية الخاصة بلقاحات وعلاجات كوفيد-19، كما كثّفت المشاركة مع الخبراء الدوليين من خلال الاجتماعات العلمية وورش العمل للتغلب على بعض التحديات المتعلقة بتقييم اللقاحات.
يذكر أنّ نجاح الهيئة العامة للغذاء والدواء خلال جائحة كوفيد-19 يعد جزءًا من قصة النجاح الكبيرة التي حققتها المملكة في مواجهة هذه الجائحة التي شكّلت تحديًّا كبيرًا أمام القطاع الصحي في دول العالم، ومن الجهود التي بذلتها "الهيئة" ما اتخذته من إجراءات أسهمت في توفير منتجات الوقاية من فيروس كورونا، والموافقة على اللقاحات.
وكانت الهيئة العامة للغذاء والدواء من أوائل الهيئات التنظيمية التي منحت الموافقة المشروطة للقاح "فايزر-بايونتيك" بعد وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية البريطانية وقبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، وساهمت "الهيئة" في ضمان سلامة وجودة سلسلة النقل والتخزين للقاحات الواردة، وأشرفت على جميع العمليات المتعلقة باستيراد وفسح اللقاحات ونقل العينات الخاصة بالتحليل للمختبر، وعملت على حل المعوقات وتذليل العقبات مع جميع الجهات الخارجية ذات العلاقة، كما أجرت دراسة (4,471) سجل لقراءات دراجات الحرارة لجميع الشحنات الواردة من اللقاحات للتأكد من مطابقتها لظروف النقل والتخزين الموصى بها.
ولمراقبة جودة الدفعات المستوردة من لقاحات كوفيد-19، طبّقت "الهيئة" آلية داخلية تهدف إلى مراقبة ضمان جودة اللقاحات قبل استخدامها، ويتيح هذا الإجراء التواصل المبكّر مع الشركات المصنّعة في حال رصد ملاحظات على جودة الدفعات المستوردة مقارنة ببيانات الدفعات السابقة من اللقاح.
كما أعطت الأولوية وبشكل استثنائي لتسجيل المنتجات الوقائية، وسهّلت إجراءات إضافة خطوط إنتاج المعقمات والكمامات، وفعّلت مسارًا خاصًا لمنح أذونات الاستيراد، وعملت على التصنيف الفوري للشحنات في المنافذ، والعمل على مدار الساعة للبت في طلبات الاستيراد الطارئة.
وفي بداية شهر مارس 2020م كان عدد مصانع إنتاج المعقّمات داخل المملكة (12) مصنع تنتج أسبوعيًّا قرابة (600) ألف لتر، وخلال (90) يومًا تضاعف العدد إلى (94) مصنعًا و7 جهات حكومية تنتج ما يقارب (460) منتجًا باختلاف التراكيز والأحجام، وارتفع عدد المعقّمات المسجلة بـ "الهيئة" لتصل إلى (118 منتج)، الأمر الذي انعكس إيجابًا على توفر هذه المنتجات بشكل كاف وحقّق الاكتفاء المحلي خاصة مع تزايد الطلب عليها وذلك بالتكامل عددًا من الجهات الحكومية والقطاع الخاص.
ومن التدابير والإجراءات التي اتخذتها خلال الجائحة تسريع دراسة الاعتراض على أسعار المستحضرات المضمنة في البروتكولات العلاجية لجائحة كورونا، والتواصل مع الجهات التنظيمية في الدول الأخرى لتسريع إصدار رخص تصدير المستحضرات الخاضعة للرقابة، مع إعطاء الأولوية للطلبات المتعلقة بالأدوية الداخلة ضمن بروتوكول وزارة الصحة العلاجي لجائحة كورونا، وتسريع إجراءات طلبات التعديل للمستحضرات الصيدلانية المرتبطة بالبرتوكولات العلاجية لفيروس كورونا، وتطبيق إجراءات تسعير المستحضرات والعبوات غير المسجلة.
تجدر الإشارة إلى أنّ "الهيئة" حصلت في مجال التوعية على العديد من الجوائز، منها جائزة المركز الأول في التوعية الصحية التي تنظمها جمعية التوعية الصحية، وجائزة تميّز الحكومة والمدن الذكية عن فئة "تميز شبكات التواصل الاجتماعي للحكومة الذكية"، وذلك عن البرنامج التوعوي "تحدي 2030".
وتُوِجت جهود "الغذاء والدواء" مؤخرًا بجوائز تميز وتقدير دولي ومحلي، تمثل ذلك بالحصول على جائزة التميز الحكومي كأفضل هيئة أو مؤسسة حكومية عربية لعام 2020م، وجائزة الملك عبد العزيز للجودة (المستوى الفضي) عن فئة الهيئات والمؤسسات الحكومية للعام 1442هـ - 2020م، وشهادة الاعتراف بالتميز من المؤسسة الأوروبية لإدارة الجودة (EFQM) بمستوى أربعة نجوم لعام 2020م.