بعد عامين من انقطاعه وعرض جزأين منه في عامي 2018 و2019، عاد طاقم عمل العاصوف مجدداً ليعيد ما مضى ويصل ما انقطع، ليلم أوراقه ويكشف عن تفاصيل وأحداث جديدة ستحل اللثام في جزئه الثالث، وبعد أن تصدر الترند السعودي والعربي في السباق الرمضاني لعامين متتالين بالكشف عن أحداث حقبة السبعينيات مروراً بالثمانينيات التي انتهت معها الحلقة الأخيرة من الجزء الثاني، يترقب المشاهد العمل الدرامي الأضخم بالفترة المقبلة.
العاصوف كشف الكثير من الخفايا والأمور أيضاً في تلك الحقب التي مرت على المجتمع السعودي، وتحديداً في العاصمة الرياض، وقد صاغ كلماته الراحل عبد الرحمن الوابلي، وما طرأ من التحولات الاجتماعية التي عاشت في تلك الفترة من أحداث رجال الدين المتشدِّدين وقصة التثمين التي طغت على السوق العقاري إبان تلك الفترة والإشكاليات التي يمر بها التاجر بشكل عام ما بين الربح والخسارة، إذ شكّل تمثيل مرحلة مهمة وجوهرية على أعقاب النهضة العمرانية والاقتصادية الكبيرة.
ورصد أيضاً أحداثاً سياسية واجتماعية، وصوَّر أيضاً طريقة عيش المجتمع السعودي في الماضي، وما واجهوا من صراعات، حتى من ناحية الموروث الشعبي في الزي والاكسسوارات، وتقمص الشخصيات القديمة بالشكل الذي يوحي للمشاهد بالعيش في المشاهد خلال ذلك الوقت.
العاصوف الذي تم عرض 60 حلقة منه على مدى موسمين شكَّل نقطة تحوُّل في الدراما السعودية، وأصبح صديق الترند اليومي على مدى عرض حلقاته؛ إذ شكَّل عرضه الحنين وإعادة وجدانيات المجتمع للماضي، ورغم الانتقادات التي طالتة وإثارته الجدل، فإنه تمكَّن من عصف وبلورة عين المشاهد الذي أصبح يترقبه بشكل يومي في شهر رمضان.
وتم التحضير للجزء الثالث قبل ثلاثة أسابيع، ويخوض بطولته ناصر القصبي وعبد الإله السناني وعبد العزيز السكيرين وحبيب الحبيب وليلى السلمان وريم عبد الله وريماس منصور وغيرهم، من إخراج المثنى الصبح.
وتم تصوير أولى المشاهد منه في الفترة الأخيرة، إذ يكشف في الجزء الثالث الأحداث التي مرت والتحولات الاقتصادية والمجتمعية والفكرية والأدبية، تحديداً في الفترة من 1988 إلى عام 1998، ومن بين الأحداث التي يستعد لها صناع العمل أحداث حرب الخليج التي دأبت في عام 1990، واستمرت إلى فبراير من عام 1991 وما صاحبها من نزاعات، وتحرير دولة الكويت، وإبراز جهود المملكة العربية السعودية في تحرير الكويت بالجهود العظيمة التي بذلها الملك فهد -رحمه الله-.
ويحاكي في حيثياته وأحداثه التطور والطفرة العمرانية في نهاية الثمانينيات وبداية التسعينات الميلادية والنشاط الاقتصادي الكبير، إلا أن فترة التسعينيات شهدت ركوداً عقارياً بعد فترة حرب الخليج، وهو ما سيتطرق له العمل من منظور أو آخر، كما يُبرز التصدي القوي للأحداث الإرهابية في فترة التسعينيات.
بالإضافة إلى ذلك سيحوّل بآلية الانتقال من مرحلة إلى أخرى من خلال التطور في الإسكان والتخطيط العمراني، كما حدث بين جزأيه الأول والثاني، والنقلة من بيوت الطين إلى البيوت المسلحة، ومن ثَمَّ الانتقال إلى أحياء ومناطق جديدة.
إلا أن هناك الكثير من نجومه قد انتهت مهامهم في الجزء الثاني، وبالتالي سيطرق بابَ العاصوف وجوهٌ سعودية جديدة كانت قد برزت في الآونة الأخيرة، وستتم الاستعانة بالكثير من الوجوه الجديدة التي ستخوض أدواراً جديدة.
يُشار إلى أن العمل الدرامي التراجيدي جرت العادة على عرضه في الماراثون الرمضاني، وستكشف الفترة المقبلة بعد الانتهاء من تصويره ما إذا كان سيُعرض في شهر رمضان أو سيتم تأجيل عرضه فيما بعد، في حين أن تتر العاصوف سيبقى كما هو عليه كماركة مسجلة له منذ عام 2018.