يجسد قصر المربع البديع في تصميمه، معلمًا تاريخيا لبداية توسع وتطور مدينة الرياض، وهو المنزل الذي عاش فيه مؤسس المملكة العربية السعودية، الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، ويعد أحد النصب المجسدة لتاريخ المملكة وماضيها العريق.
شُيد القصر خارج أسوار مدينة الرياض القديمة، في الأراضي الزراعية الشتوية، وعاش فيه المؤسس منذ عام ١٩٣٨م وحتى وفاته في عام ١٩٥٣م. وسبب تسميته بهذا الاسم يعود لاسم المنطقة الذي يتواجد فيه وهي منطقة المربع.
يتميز قصر المربع بتصميمه على الطراز النجدي التقليدي، وجدرانه وسقوفه الواسعة المغطاة بسعف النخيل والغرف المحيطة لفناء القصر.
وتقع منطقة قصر المربع شمال مدينة الرياض القديمة على بعد نحو كيلومترين من شمال وسط المدينة القديمة، وقد أُنشئت بجانبه مجموعة من القصور والأبنية السكنية للملك عبد العزيز ولحاشيته وبعض الأبنية الإدارية.
عند زيارتك لقصر المربع في فصل الربيع أو الشتاء، ستتجول في حدائق القصر الخضراء المورقة، والممتدَّة على عدة هكتارات.
ويتواجد في داخل القصر العديد من التذكارات في مركز الملك عبد العزيز التاريخي، بما فيها ممتلكات الملك المؤسس الشخصية - مثل نظاراته - وصور الاجتماعات التي عقدها مع رؤساء العالم. كما يتواجد سيارة "الرولز رويس" التي أهداها رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل إلى الملك عام ١٩٤٦.
وخلال زيارتك إلى القصر ستجد مصعد الملك عبد العزيز الشخصي الذي كان عند تركيبه عام ١٩٤٨ أول مصعد في المملكة. أما محبو التاريخ فسيستمتعون بمحفوظات القصر التي تتضمن - بفضل دور القصر كمركز إداري آنذاك - كنزًا من الوثائق ذات العلاقة بفترة محورية في تاريخ المملكة، كما توجد فيها تسجيلات صوتية لخطابات الملك عبد العزيز.
مرحلة بنائه
في عام 1357ه الموافق 1937م أصدر الملك عبد العزيز - رحمه الله - قراره بالشروع في بناء قصر المربع خارج سور مدينة الرياض، تلبية للاحتياجات المتزايدة للديوان الملكي، ونظراً لاعتبارات الحكم التي استجدت، والأسرة التي نمت وكبرت بحيث لم يعد المجمع القديم بقصر الحكم يفي بحاجة الملك عبد العزيز السكنية ودوائره الرسمية، وقد أدى بناء قصر المربع والبيوت الطينية التابعة له إلى توسيع نطاق مدينة الرياض، وتحديد اتجاه نموها العمراني.
النمط العمراني
كان يحد موقع قصر المربع من الناحية الشمالية سلسلة مرتفعات وحزوم، ومن الشرق ضفاف وادي البطحاء "الوتر قديماً" ويحده من الغرب مجمعات ومجاري وادي أبو رفيع، ومن الجنوب تحده بساتين الفوطة، والحوطة، والسويدي.
أقيم القصر في بداية بنائه على شكل مستطيل تتراوح أبعاد أسواره ما بين (300م) إلى (400م)، كما أجريت للقصر عملية توسعة في أوائل الخمسينات الهجرية من القرن الماضي حتى بلغت مساحته (16) هكتاراً.
يتكون قصر المربع من طابقين بُنيا على الطريقة التقليدية حيث تطل جميع غرفة على الفناء الداخلي مما يوفر لها النور والهواء كما روعي في التصميم توفير الحماية والخصوصية، ويتميز بناؤه بتلاصق وتكرار عنصر تصميم الأساس وتفاصيل مكوناته.
شيد قصر المربع على الطريقة التقليدية النجدية التي تتجسد فيها أعلى مستويات براعة العمل والتصميم، وقد بنيت الجدران الضخمة والسقوف الداخلية والخارجية من الإثل وسعف النخل، كما استخدمت الأحجار في أساسات القصر والأعمدة الحاملة للأسقف، واستخدمت الأخشاب للأبواب والنوافذ، وجعل منها شرائح وقطعاً زينت بزخارف هندسية غائرة وبارزة ومسامير ذات رؤوس كبيرة.
الأمراء الذين سكنوا القصر
وسكن معظم أبناء الملك عبد العزيز في قصر المربع قبل بناء قصور لهم خارج أسوار مجمع المربع بأمر من الملك المؤسس في ذلك الوقت، وكان آخر من بقي في القصر الملك عبدالله بن عبدالعزيز قبل أن ينتقل إلى أحد الدور التي يمتلكها الملك عبدالعزيز خارج القصر، ويقع جنوبي قصر الديرة مباشرة.