اختتم مؤتمر الناشرين الذي نظمته هيئة الأدب والنشر والترجمة السعودية، أعماله ضمن فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب، بحضور ممثلي ومستثمري قطاع النشر محلياً وإقليمياً ودولياً، وذلك لمناقشة مستقبل صناعة النشر.
وخلال كلمته التي ألقاها في افتتاح المؤتمر، أكد الدكتور محمد حسن علوان رئيس هيئة الأدب والنشر والترجمة على أهمية الدور الذي تؤديه الحكومات والمنظمات المعنية في العالم العربي في تفعيل وتمكين قطاع النشر من خلال إيجاد حلول لضعف جاذبية الاستثمار ومصادر التمويل والنمط الاستهلاكي السلوكي للفرد العربي، مؤكداً على أن المؤتمر يأتي ضمن الجهود التي تسعى من خلالها الهيئة إلى الإسهام في رفع كفاءة وجاذبية صناعة النشر
في حين لفت الدكتور علوان إلى أن المؤتمر يهدف إلى مناقشة تحديات النشر عبر جلسات: "نستشرف من خلالها الآفاق المستقبلية لصناعة النشر، وأشدد هنا على أن هذه المهمة يجب أن تُمارس بشكل تكاملي بين كل دول المنطقة، وأن تكون معارض الكتب أدوات التأثير الكبرى بوصفها منظومة متكاملة لا متنافسة بين دول المنطقة، والمستفيد منها هم الناشرون والمستثمرون والمتلقون والقطاعات غير الربحية".
وانطلق المؤتمر بندوة بعنوان "التحوّل إلى الكتب الرقمية"، قدمها ناشرون دوليون على مسرح معرض الرياض الدولي للكتاب، تحدث فيها كل من بن جلوفر، وشارلوت إليس، وبراد هيبل، وجوناثان كوكسل، وأدارها رندا الشيخ.
حيث أكد المشاركون في الندوة على دور الكتب الرقمية والإلكترونية المتزايد في عصرنا هذا، وأنه يجب مواكبة الحركة سريعة في التحول إلى الكتب الرقمية وعلى أهمية وجود حاجة ملحة إلى استثمار واسع في هذا المجال.
كما لفتوا إلى دوره الذي يسهم في شكل سوق العلم والتدريب والنماء المعرفي، إضافة لتأثيره على الثقافة والفنون وجميع القطاعات في كل المجتمعات، مشيرين إلى أن جائحة كورونا أظهرت الحاجة إلى استخدام التطبيقات، وتوظيفها للوصول والتواصل.
وثمّن المتحدثون النهضة الثقافية التي تعيشها السعودية، وأنها تشكل تجربة رائدة في توظيف التقنيات والرقمنة لخدمة الثقافة والفنون، معبّرين عن اعتزازهم بوجودهم في معرض الرياض الدولي للكتاب الذي يعدّ نافذة إثرائية مهمة.
ويأتي مؤتمر الناشرين ضمن فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب بتنظيم من هيئة الأدب والنشر والترجمة، وهو أول مؤتمر من نوعه يقام في المملكة؛ لبحث تحديات صناعة النشر المحلية والإقليمية والدولية بمشاركة خبراء وقيادات في صناعة النشر من مختلف دول العالم.
وتضمن المؤتمر على مدى يومين ورش عمل وجلسات حوارية تقدمها دور النشر العربية الكبرى، وقيادات صناعة الكتاب، بمشاركة جهات رسمية ومنظمات متخصصة، وذلك لبحث تحديات النشر الراهنة، وفرص الاستفادة من الثورة الرقمية، إلى جانب استعراض أفضل الممارسات العالمية لتوزيع الكتب، ونمو تقنيات الطباعة، ومناقشة قضايا حفظ حقوق الملكية الفكرية للكاتب ولدور النشر.
تابعي المزيد: تنظيم مؤتمر الناشرين ضمن فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب
يذكر أن المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام SRMG، أعلنت عن إطلاق دار "رف" للنشر، التي دشنت أعمالها في معرض الرياض الدولي للكتاب، لتلبية احتياجات الجمهور في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عبر تبني أحدث التقنيات الرقمية، واعتماد نماذج أعمال جديدة ومبتكرة، وعقد شراكات دولية مع أكبر دور النشر حول العالم.
وبهذه المناسبة، أكدت هيفاء الجديع، المدير العام لـ SRMG Think: "سنعمل في "رف" على دعم المؤلفين الجدد في العالم العربي ممن يقدمون محتوى منوعاً لشرائح قراء مختلفة تبحث عن قصص تهمها وتمثلها، كما سنعمل على بناء شراكات مع أفضل دور النشر حول العالم لتقديم أجود ما تنتجه تلك الدور للقراء في المنطقة".
ولتعزيز الوصول إقليمياً إلى الجمهور، تم التوصل إلى عدة اتفاقات مع دور نشر دولية متخصصة في الإصدارات ذات الطلب المرتفع وغير المتوفرة على نطاق واسع في المنطقة، وعدد من كبار المؤلفين، ومن ذلك، Penguin Random House، أكبر ناشر للكتب التجارية في العالم، John Wiley & Sons، وهو ناشر كبير للأعمال العلمية، بالإضافة إلى الكتب الأكثر مبيعًا بالنسبة لسلسلة كتب Dummies، ودار نشر Abrams، ناشر الأعمال ذات الصيت والأكثر مبيعاً، وMIT Press واحدة من أكثر المطابع الجامعية تميزاً في العالم.
كما تجري دار "رف" للنشر عديد من المفاوضات مع مجموعة من المؤلفين العالميين الأكثر مبيعاً بهدف نشر أعمالهم باللغة العربية، مثل سلسلة كتب "ماكس آينشتاين" للمؤلف الشهير جيمس باترسون.