تواصل الإمارات جهودها في أن تضع بصمتها في عالم الفضاء بقدم راسخة، وذلك من خلال إعلانها عن مهمة جديدة لاستكشاف كوكب «الزهرة»، لتثبت وبقوة أن أمام اللاعبين الخمسة الكبار في قطاع استكشاف الفضاء قدرتها على تحقيق معجزات في هذا المجال بالوصول إلى كوكب المريخ.
وقد اعتمدت استراتيجية دولة الإمارات في هذه المرحلة الخاصة بعلوم الفضاء واكتشافه، إلى البدء مما انتهى إليه الآخرون، وذلك بداية من الاستثمار في البشر وتوسيع مداركهم بشأن العولم الحديثة والتأسيس لقاعدة وطنية وعربية في علوم الفضاء، ورغم ذلك فإن المهمة التي أسندها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، للشباب لم تكن سهلة أبدًا، وقال « اختبار جديد لقدرات الشباب الإماراتي لتحقيق طموح زايد في الفضاء».
وفي إطار هذا المضمون، تم الاستثمار في مشاريع لتخريج علماء ورواد فضاء وبناء مركبات فضاء بأيدي وطنية، للتأكيد على أن مؤسساتنا الأكاديمية والبحثية التي حققت إنجازات نوعية في قطاع الفضاء، قادرة على تولي مهمة المشروع الفضائي الجديد.
يُذكر أن المركبة الفضائية الإماراتية ستنفذ الهبوط الرابع لها عالميًا على كويكب في مجموعتنا الشمسية، وتقدر المسافة التي من المقرر أن تقطعها بحوالي 3.6 مليارات كيلومتر تعادل 7 أضعاف الرحلة التي قطعها «مسبار الأمل» للوصول للكوكب الأحمر.
ويرتكز المشروع الإماراتي الجديد على أن استكشاف مجموعة من كويكبات داخل المجموعة الشمسية خلال الـ5 سنوات القادمة، شرط ألا تكون وصلت إليها أي مهمة فضائية من قبل، بجانب دراسة كوكب الزهرة وجمع بيانات ومعلومات دقيقة عن الكويكبات ضمن المجموعة الشمسية.
وتأتي المهمة الثانية للإمارات في مجال الفضاء لترسخ ريادة الدولة كوجهة عالمية قادرة على جذب الكفاءات والعقول والاستثمارات بداخلها، فضلًا عن تأهيل جيل جديد من العلماء وتأسيس شركات وطنية في قطاع الفضاء.
وتتمثل تفاصيل المهمة الثانية في أول هبوط عربي على كويكب يبعد عن كوكب الأرض 560 مليون كيلومتر، لتحقق بذلك الإمارات الريادة في مجال الفضاء كونها الرابعة حول العالم التي تصل للزهرة والخامسة التي وصلت للكوكب الأحمر، حيث إن ثلث أسماء نجوم السماء عربية.