ظلت الأوساط الثقافية تنتظر بفارغ الصبر حصول الكاتبة والشاعرة الكندية مارجريت أتوود، على جائزة نوبل للآداب لهذا العام 2021، إلا أن فوز التنزاني عبد العزيز جرنة لم يكن متوقعا، فبعد سنوات طوالٍ لم تخرج الجائزة من عباءة الأقلام الأوربية والأمريكية، إلا أنها هذا العام طرقت أبواب جرنة ليكون خامس روائي أفريقي يحصل عليها بعد النيجيري والي سوينكا عام 1986، والمصري نجيب محفوظ عام 1988، والجنوب إفريقية نادين جورديمر عام 1991، والجنوب إفريقي جون ماكسويل كويتزي عام 2003.
أشادت لجنة تحكيم جائزة نوبل بجرنة، والذي قدم روايات مؤثرة كانت على اتصال بمصير اللاجئين العالقين بين القارات والثقافات، وكانت روايته "الجنة" أعظم تجسيد لهذه القضية، خاصة أنه لا يوجد حل وسط في العديد من أعماله، ويقف موقفًا واضحًا ومبدئيًا ضد الاستعمار والعنصرية.
• أديب تنزاني فارّ من الاضطهاد
ولد جرنة في جزيرة زنجبار، وكانت عائلته تتعرض للاضطهاد مما دفعه للهجرة في عام 1968، ولم يتسنّ له العودة إلى زنجبار سوى في العام 1984.
خلال الفترة من 1980 إلى 1982 حاضر جرنة في جامعة بايرو كانو في نيجيريا ثم انتقل إلى جامعة كنت حيث حصل على الدكتوراه عام 1982، وعمل أستاذًا ومديرًا للدراسات العليا في قسم اللغة الإنجليزية بجامعة كنت في كانتربري.
• ذاكرة الوطن لا تفارق رواياته
بدأ جرنة الكتابة في سن 21، ورغم اختلاف لغته عن لغة بلد المنفى، أصبحت اللغة الإنجليزية أداة أدبية له، حسب موقع newsbeezer.com الأدبي كان الشعر العربي والفارسي، ولا سيما الليالي العربية، مصدرًا مبكرًا ومهماً بالنسبة له، وتتعلق كتابات جرنة بموطنه إلى حد كبير فغالبًا ما تظهر علاقته بالمكان والوطن الذي غادره، مما يعني أن الذاكرة أمر حيوي في متن رواياته لا يفارقه، والمقتفي لأثره دائمًا ما يجد كتاباته تلقي الضوء على الشعوب الأفريقية الأصلية في ظل الاستعمار.
حسب موقع موند ديبلوماتيك فقد وصف الأديب الفرنسي عبد الرحمن وابري روايات جرنة بأنها متجذّرة في التاريخ الاستعماري للشرق الأفريقي حيث تعبق بالأساطير السواحلية المطعّمة بلغة ساحرة تبحر بين القصص الإرشادية والتعايش مع آلام المنفى والاستكشاف الذاتي والتأمّل في حالة البشر.
تابعي المزيد: «مارغريت آتوود» و«برناردي إيفاريستو» تتقاسمان جائزة البوكر لعام 2019
• أشهر روايات عبد الرازق جرنة
- ذاكرة المغادرة Memory of Departure 1987
هي رواية جرنة الأولى. تدور أحداثها حول رجل مسلم من كينيا، غادر وطنه ليعيش في بريطانيا، ووصفت الرواية بانها نابضة بالحياة، ومتقنة، وشرسة في وصف تجارب المهاجرين في المجتمع البريطاني المعاصر.
- طريق الحجيج Pilgrims’ Path 1988
بطل الرواية هو داوود، مهاجر من تنزانيا يعمل كمساعد رعاية صحية في كانتربري، وهو يعاني من إساءة عنصرية ويبدأ في الشعور بالخوف والاكتئاب على الرغم من علاقته الرومانسية بكاثرين ماسون الممرضة التي تتعاطف معه.
- دوتي Dottie 1990
دوتي بادورا فاطمة بلفور ولدت في ليدز بإنجلترا، وهي فتاة فقيرة سوداء وتصف الرواية نضالها في الحياة كأم لأخيها وأختها بعد وفاة والدتها واختفاء والدها في ظل ما تواجهه من عنصرية.
- الجنة Paradise 1994
تحكي قصة يوسف، وهو صبي ولد في بلدة كاوا الخيالية في تنزانيا في مطلع القرن العشرين، يخسر والد يوسف أمواله فيتم رهن الصبي مقابل ديون والده المستحقة فيعمل كخادم غير مدفوع الأجر للدائن لوالده، وتدور الكثير من الاحداث ليتم تجنيد يوسف قسرًا كجندي في الجيش الألماني خلال الحرب العالمية الأولى.
- جوار البحر Jewar Al Bahr 2001
تم إدراج الرواية في القائمة الطويلة لجائزة بوكر، والقائمة القصيرة لجائزة لوس أنجلوس تايمز للكتاب وهي تروي قصة رجل يُدعى صالح عمر، يحاول دخول المملكة المتحدة بجواز سفر مزور، ويستخدم أيضًا الاسم المستعار "رجب شعبان محمود"، وهي هوية سرقها لاستخدامها في جواز سفره المزور.
- Afterlife بعد الحياه عام 2020
هي رواية خيال تاريخي لجرنة، تدور في سياق تمرد ماجي، وتتبع أربعة أبطال يعيشون في شرق أفريقيا التي يحتلها الألمان، وفي إبريل الماضي تم إدراجها ضمن القائمة الطويلة لجائزة أورويل للرواية السياسية.
نشر جرنة عشر روايات، تم ترجمتها للعديد من اللغات فضلاً عن عشرات القصص القصيرة، وقام بتحرير مجلدين لمقالات عن الكتابة الأفريقية، كما نشر مقالات عن عدد من الكتاب المعاصرين ما بعد الاستعمار، بما في ذلك. S. Naipaul ، و Salman Rushdie ، و Zoe Wycombe.، وأحدث كتبه بعنوان "التفاني للحقيقة" "Dedication to the truth".
تابعي المزيد: رواية "دفاتر الورّاق" تفوز بالجائزة العالمية للرواية العربية 2021