تقدير الذات والثقة بالنفس هي من أهمّ السمات الشخصية الانفعالية البنَّاءة التي يتحلّى بها الفرد، والتي تُعتبر حجر الأساس في الكينونة الذاتية السليمة له، وممّا لا شكّ فيه أنّ كل نجاح يحققه الإنسان يكون سببه الأوّل والأساسي بعد التوكّل على الله عزّ وجل هو ثقة الإنسان بنفسه وتقديره لذاته، وقُدرته على تجاوز المشكلات والتحدّيات بقوة وثبات.
تقول الدكتورة هبة علي الخبيرة النفسية لسيدتي: أهمية تقدير الذات والثقة بالنفس للشباب وتقدير الذات لها أهميّة كبيرة في حياة الفرد النفسيّة والاجتماعية. فهما مُصطلحان يُعبِّران عن التوافق النفسي السوي، وسلامة الاتجاهات نحو الذات، والقُدرة الإيجابية على تَوليد المَشاعر السويّة في جميع الاستجابات الناجحة أو الفاشلة.
*أهمية تقدير الذات لدى الشباب
-تحقيق التوافق النفسي:
تَرتبط سلامة الصحّة النفسيّة بمدى الشعور بتقدير الذات والثقة بالنفس التي يتحلّى بها الفرد، وبالتالي شعوره بالسّعادة ومنها إلى الراحة والأمان النفسي، بالإضافة إلى التوافق النفسي الذي يُضيف السعادة على حياه الفرد واعتزازه بثقته وتوكيده لذاته في جميع المواقف والأزمات والاضطرابات التي قد يتعرّض لها في حياته اليوميّة، كما أنّ الثقة بالنفس تجعل من انفعالات واستجابات الفرد أكثر اتّزاناً وبُعداً عن التهوّر والعدوانية.
-اكتساب الخبرات:
الثقة بالنفس مع تقدير الذات تُعطي الفرد دافعيّةً أكبر للتعلّم واكتساب الخبرات التي من شأنها إثراء حصيلته النفسيّة والاجتماعيّة والعلميّة في شتى المجالات، والتطلّع باستمرار لجني وتعلّم كلّ ما هو جديد، والتقدم نحو الأفضل باستمرار.
-النجاح في العمل:
إن ثقة الفرد بقدراته ومهاراته وتقديره لها تجعله أكثر قابلية للإقدام على الأعمال والنجاح بها، بالإضافة إلى إيمانه بذاته وكفاءاته لأداء المهام بالشكل المطلوب، وبالتالي قُدرة الفرد على مقاومة الأعباء التي من المُمكن أن تقع على عاتِقه وتحمُّلها، كما أنّ الشخص الواثق بذاته يمتلك ردّات فعل رزينة ومُتّزنة تجاه المُثيرات المُختلفة تحميه من الوقوع في الأخطاء التي تقف في وجه تقدّمه ونجاحه.
-محبة المحيط والمجتمع:
المحبة والأُلفة تجاه الآخرين هي تَفاعل اجتماعي حتمي مبني على العلاقات والانفعِالات بين الفرد والمجتمع؛ فالثقة بالنّفس تَجعل من العلاقات الاجتماعيّة علاقات إنسانيّة مبنيّة على احترام شخصية الفرد لذاته ولمن حوله، ونبذ مشاعر الكراهيّة ومنعها من التوغّل في النفس، وبالتالي فإنّ العلاقات بالناس لا تُعتبر مَصدراً للمُتعة والسعادة، كما لا يُعتبر التقصير فيها مدعاةً للحزنِ والألم النفسي.
-مواجهة المشكلات:
يتعرّض الفرد للكثير من الضغوط والأزمات التي من المُمكن أن تُهدّد عمليّة تنفيذ أهدافه التي رسمها لنفسه، إلا أن تقدير الفرد لذاته وثقته بها يَجعله أكثر قدرةً على التعاطي مع المشكلات والأزمات وحلها والتّعامل معها بشكلٍ حكيم وفاعل، بالإضافة إلى الحفاظ على ضبط النفس تحت الظروف الحرجة التي من المُمكن أن يتعرّض لها الفرد.
*حوافز تقدير الذات
-يُساعد في تحقيق وتحديد الأهداف وتخطّي خيبات الأمل أو الفشل. يُساعد الفرد في زيادة قدرته على الاستجابة للآخرين وللنفس أيضاً.
-يزيد من قدرة الفرد الذي يتمتّع بتقدير عالٍ لذاته ونفسه على التكيّف مع الظروف المحيطة، الأمر الذي يجعله يشعر بالأمن والراحة، وبالتالي تزيد من قدرته على توظيف طاقاته النفسيّة؛ من أجل معرفة حقائق الحياة.
-يُزيد من شعور الفرد بثقته بنفسه واحترامه وتقبّله لذاته، وبالتالي الإيمان بالقدرات التي تُمكّنه من فعل الأشياء والنجاحات والتغلّب على التحديّات.
-يُعدّ تقدير الذات الفارق الوحيد الذي يقود صاحبه للفشل أو النجاح؛ فالشخص الذي يكون تقديره لذاته عالياً، تكون قدرته على تحقيق المزيد من النجاحات والأهداف أكبر.
-يزيد من القدرة على اتخاذ قرارات صائبة وسلمية؛ إذ لا يُمكن اتخاذ قرارات صائبة إذا كان الفرد لا يُقدّر ذاته أو كانت نظرته تجاه نفسه سلبيّة.
-تطوير مهارات التواصل الاجتماعيّة؛ إذ إنّ تقدير الذات يُساعد في زيادة احترام الشاب لنفسه، وبالتالي تطوير مهاراته، الأمر الذي يزيد من التواصل الاجتماعي مع الآخرين.
-يقوّي موقف الفرد في عمله؛ إذ يُساعد الفرد في الظهور بموقف إيجابي وتقديم أفضل ما لديه لعمله، وزيادة قدرته على التعبير عن الأفكار والمشاعر وإيصالها للآخرين والذي يؤدي إلى النجاح في العمل. الشعور بالسعاة؛ إذ إنّ تقدير الفرد لذاته يجعله راضياً تماماً عن نفسه وبالتالي يجعله أكثر سعادةً.