تُعَرف الحضارة على أنها مرحلة متقدمة من المجتمع البشري، وتشمل جملة المظاهر التي تعبر بواسطتها الأمم عن ثقافاتها وتطورها من مختلف المناحي كالصناعة والثقافة، والمعايير الاجتماعية المشتركة. على أن المعنى الاصطلاحي للفظ حضارة لم يتفق عليه العلماء، فهناك الكثير من الجدل حول ما يُشكل حضارة وما لا يُشكل حضارة، وما يحدد ما هو "متقدم" وما هو غير ذلك.
"سيدتي" التقت د. علي ناجي الأهلي أستاذ بقسم الحضارة واللغات الأوروبية بكلية الآداب، ليحدثنا حول الحضارة، ماهيتها ومفهومها وخصائصها وماذا تعني في السياق التالي:
أوضح د .ناجي أن كلمة حضارة أو "Civilization" نفسها تأتي من الجذر اللاتيني"Civilis"، والتي تعني مدني، وقد بدأت كلمة "حضارة" بالظهور لأول مرة خلال عصر التنوير حيث كان عصر التنوير يتناول حضارة الجنس البشري، التي تعنى باستخدام العقل والتعليم والعلوم لرفع مستوى أداء الإنسان، ومن ثم فالحضارة ما هي إلا جملة المظاهر الملموسة التي تعبر بواسطتها الأمم عن ثقافاتها، ومن خلالها تقوم بحماية هذه الثقافة؛ حتى تستطيع توريثها للأجيال القادمة، كما تعتبر الحضارة شاملة لكل من الثقافة، والمدنية، فهي تقوم على رابط قوي يجمع وشائجهما، وعند ضعف أو انحدار أي منهما يتأثر الآخر ولربما يكون بداية لانهيار الحضارة.
تابعي المزيد: أقدم الحضارات في العالم، تحكي قصة الإنسان الحديث
يقول د. ناجي "حدد المؤرخون وعلماء الأنثروبولوجيا العديد من الخصائص الأساسية للحضارة، والتي تتناول اللغة المكتوبة، وهيمنة الفكر على العاطفة والخرافات، ونشر المعرفة عن طريق التعليم، والتوحيد الديني، والتنظيم السياسي، والتمكن التكنولوجي على البيئة الطبيعية، وتحقيق الكفاية الاقتصادية من خلال الزراعة الحديثة، والتجارة الحضرية، والتصنيع من هذه الخصائص:
- مصطلح المدينة والمراكز الحضارية بعمارتها وهويتها
- تكنولوجيات الزراعة وطرق الري
- اللغة المكتوبة ومعايير القياس
- تكنولوجيا الحِرف
- الطبقات الاجتماعية ونظام الحكم
- النظرة الأيديولوجية، والثقافة المشتركة.
تابعي المزيد: أقدم الحضارات في العالم، تحكي قصة الإنسان الحديث
- المراكز الحضارية بعمارتها وهويتها، حيث تساعد المراكز السكانية الكبيرة (المناطق الحضرية) على تطور الحضارة فتظهر أنساق معمارية مميزة وخصائص مناطقية تكرس لهندسة المكان، بالرغم من أنّ الأشخاص الذين يعيشون خارج هذه المراكز يعتبرون جزءً من حضارة هذه المنطقة، فالتجارة تؤدي إلى التنمية الحضرية.
- تكنولوجيات الزراعة وطرق الري، حيث تعتمد جميع الحضارات الإنسانية على تحقيق الاكتفاء الذاتي من خلال الزراعة، إذ إنّ وجود فائض من الطعام عن طريق الزراعة المكثّفة تسمح للأشخاص بالقيام بمجموعة من الأعمال الأخرى، فبدلًا من الاكتفاء بتوفير الغذاء على أساس يومي. يسمح الري بنمو المحاصيل، وفي بعض الحالات مياه الشرب النظيفة، وتظهر آليات وتقنيات للزراعة والري مما يؤدي إلى تنوع النشاط البشري.
- اللغة المكتوبة ومعايير القياس، فاللغة المكتوبة توحد الناس وتسمح لهم بتوصيل الأفكار، كما أن النظام المشترك للقياسات يعني أن الشخصين يمكنهما التعامل تجاريًا ومن ثم يمكنهما تبادل المنتجات والأدوات وتبادل خبرة تطويرها ومن ثم تطوير الحرف والذي يؤدي لتطور الأدوات والتقنيات، حيث تسمح مراحل تطوير تقنيات وتكنيكات الصنعة ببناء الهياكل والأدوات والفنون المعقدة.
- التقسيم الطبقي الاجتماعي والتحول لنظام قانوني مشترك للسلطة السياسية، حيث تعمل الحضارة على توفير أنماط ملكية مختلفة مثل ملكية الأرض وغيرها، إذ إنّ حياة الإنسان ومشاركته للآخر في مكان واحد يتيح له جمع ممتلكات خاصة بشكل أكبر.
- تطور الكتابة وما يتبعه من ميزة تدوين مراحل التطور، حيث تعد الحضارة عاملًا رئيسيًا في تطوّر الكتابة، إذ إنّها تعتبر من أهم مميزات الحضارة.
- يشير الدين والأيديولوجيا إلى معتقدات الناس عن الخالق و الطريقة التي يعمل بها العالم. ولعل الأهم من ذلك أن الثقافة تشير إلى أسلوب الحياة بين مجموعة معينة من الناس.
بالنهاية يقول د. ناجي هذه هي خصائص الحضارة الشائعة والتي تناولها العديد من العلماء، لافتًا أنهم كانوا يضّمنون خصائص أخرى للحضارة تتعلق بالقوات العسكرية وأنظمة التعليم وأشكال الضرائب.
"سيدتي" التقت د. علي ناجي الأهلي أستاذ بقسم الحضارة واللغات الأوروبية بكلية الآداب، ليحدثنا حول الحضارة، ماهيتها ومفهومها وخصائصها وماذا تعني في السياق التالي:
• معنى الحضارة
أوضح د .ناجي أن كلمة حضارة أو "Civilization" نفسها تأتي من الجذر اللاتيني"Civilis"، والتي تعني مدني، وقد بدأت كلمة "حضارة" بالظهور لأول مرة خلال عصر التنوير حيث كان عصر التنوير يتناول حضارة الجنس البشري، التي تعنى باستخدام العقل والتعليم والعلوم لرفع مستوى أداء الإنسان، ومن ثم فالحضارة ما هي إلا جملة المظاهر الملموسة التي تعبر بواسطتها الأمم عن ثقافاتها، ومن خلالها تقوم بحماية هذه الثقافة؛ حتى تستطيع توريثها للأجيال القادمة، كما تعتبر الحضارة شاملة لكل من الثقافة، والمدنية، فهي تقوم على رابط قوي يجمع وشائجهما، وعند ضعف أو انحدار أي منهما يتأثر الآخر ولربما يكون بداية لانهيار الحضارة.
تابعي المزيد: أقدم الحضارات في العالم، تحكي قصة الإنسان الحديث
• العلماء يختلفون على تحديد خصائص الحضارة
يقول د. ناجي "حدد المؤرخون وعلماء الأنثروبولوجيا العديد من الخصائص الأساسية للحضارة، والتي تتناول اللغة المكتوبة، وهيمنة الفكر على العاطفة والخرافات، ونشر المعرفة عن طريق التعليم، والتوحيد الديني، والتنظيم السياسي، والتمكن التكنولوجي على البيئة الطبيعية، وتحقيق الكفاية الاقتصادية من خلال الزراعة الحديثة، والتجارة الحضرية، والتصنيع من هذه الخصائص:
- مصطلح المدينة والمراكز الحضارية بعمارتها وهويتها
- تكنولوجيات الزراعة وطرق الري
- اللغة المكتوبة ومعايير القياس
- تكنولوجيا الحِرف
- الطبقات الاجتماعية ونظام الحكم
- النظرة الأيديولوجية، والثقافة المشتركة.
تابعي المزيد: أقدم الحضارات في العالم، تحكي قصة الإنسان الحديث
• الخصائص الأساسية للحضارة
- المراكز الحضارية بعمارتها وهويتها، حيث تساعد المراكز السكانية الكبيرة (المناطق الحضرية) على تطور الحضارة فتظهر أنساق معمارية مميزة وخصائص مناطقية تكرس لهندسة المكان، بالرغم من أنّ الأشخاص الذين يعيشون خارج هذه المراكز يعتبرون جزءً من حضارة هذه المنطقة، فالتجارة تؤدي إلى التنمية الحضرية.
- تكنولوجيات الزراعة وطرق الري، حيث تعتمد جميع الحضارات الإنسانية على تحقيق الاكتفاء الذاتي من خلال الزراعة، إذ إنّ وجود فائض من الطعام عن طريق الزراعة المكثّفة تسمح للأشخاص بالقيام بمجموعة من الأعمال الأخرى، فبدلًا من الاكتفاء بتوفير الغذاء على أساس يومي. يسمح الري بنمو المحاصيل، وفي بعض الحالات مياه الشرب النظيفة، وتظهر آليات وتقنيات للزراعة والري مما يؤدي إلى تنوع النشاط البشري.
- اللغة المكتوبة ومعايير القياس، فاللغة المكتوبة توحد الناس وتسمح لهم بتوصيل الأفكار، كما أن النظام المشترك للقياسات يعني أن الشخصين يمكنهما التعامل تجاريًا ومن ثم يمكنهما تبادل المنتجات والأدوات وتبادل خبرة تطويرها ومن ثم تطوير الحرف والذي يؤدي لتطور الأدوات والتقنيات، حيث تسمح مراحل تطوير تقنيات وتكنيكات الصنعة ببناء الهياكل والأدوات والفنون المعقدة.
- التقسيم الطبقي الاجتماعي والتحول لنظام قانوني مشترك للسلطة السياسية، حيث تعمل الحضارة على توفير أنماط ملكية مختلفة مثل ملكية الأرض وغيرها، إذ إنّ حياة الإنسان ومشاركته للآخر في مكان واحد يتيح له جمع ممتلكات خاصة بشكل أكبر.
- تطور الكتابة وما يتبعه من ميزة تدوين مراحل التطور، حيث تعد الحضارة عاملًا رئيسيًا في تطوّر الكتابة، إذ إنّها تعتبر من أهم مميزات الحضارة.
- يشير الدين والأيديولوجيا إلى معتقدات الناس عن الخالق و الطريقة التي يعمل بها العالم. ولعل الأهم من ذلك أن الثقافة تشير إلى أسلوب الحياة بين مجموعة معينة من الناس.
بالنهاية يقول د. ناجي هذه هي خصائص الحضارة الشائعة والتي تناولها العديد من العلماء، لافتًا أنهم كانوا يضّمنون خصائص أخرى للحضارة تتعلق بالقوات العسكرية وأنظمة التعليم وأشكال الضرائب.