التاء هي ثالث حروف هجاء المعجم العربي، ويندرج حرف التاء تحت ظل الحروف النطعية؛ فهو حرف من حروف الإدغام؛ يقول طارق إدريس أستاذ اللغة العربية: يمكن أن يرِد حرف التاء على شكل حرف أو اسم؛ حيث إنّ هناك العديد من أنواع التاء في اللغة العربية، منها ما يأتي:
* تاء الاسم
- تاء الفاعل:
هو ضمير يتصل مع الكلمة ويكون هو الفاعل في الجملة، وهو حرف متحرك بِالضم إذا كان للمتكلم، مثل: شرحتُ الدرس، أو بالفتح، مثل: هل شرحتَ درس اليوم أيها المعلم، أو بِالكسر، مثل: هل شرحتِ الدرس أيتها المعلمة، أما محله من الإعراب فيكون بِحسب الفعل الذي يتصل به؛ فإذا كان مبنياً للمعلوم فيعرب فاعلاً في محل رفع: شكرت الله على نعمه، أمّا إذا كان مبنياً للمجهول؛ فيعرب نائب فاعل في محل رفع، مثل: عُرفتَ من خطك أيّها المعلم، وفي حال اتصاله مع كان وأخواتها؛ فتعرب الأداة كان أو إحدى أخواتها بِحسب موقع الفعل لكن في محلّ رفع دائماً.
- التاء الأصلية:
وهي التاء التي ترد في فاء وعين ولام الجذر الأصلي للكلمة، مثل: "تمر، وفتر، وبيت".
* التاء المفردة لعدد من الوجوه
أولاً:
تأتي حرف جر للقسم، يختص بالدخول على لفظ الجلالة، نحو: تالله لأدافعن عن الوطن.
ومنه قوله تعالى: (قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم).
ومنه قوله تعالى: (قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف).
ثانياً:
تاء التأنيث الساكنة:
حرف من الحروف التي تشير إلى الفاعل الذي يحمل الصفة المؤنثة في الجملة من خلال دلالة تشير إلى ذلك؛ فهي تلحق الأسماء والأفعال الماضية، وتكون حركتها السكون، مثل: ذاكرتْ الطالبة الدرس، أما محلها من الإعراب فلا محل لها؛ لأنّها تُميز الصفة المذكرة من المؤنثة، نحو: كتبتْ فاطمة الدرس، وطلعت الشمس.
ومنه قوله تعالى: (إذ قالت امرأة فرعون).
ومنه قوله تعالى: (علمت نفس ما قدمت).
وقد تتصل تاء التأنيث بحرف العطف (ثُم)؛ فنقول: جاءت الطالبة ثمت خرجت.
وتتصل (برُب)؛ فنقول: رُبت صدفة خير من ألف ميعاد.
وتتصل بالظرف (ثَم)؛ فنقول: ثمة كتاب مفيد.
وتتصل (بلا) النافية؛ فنقول: ولات ساعة مندم.
وتتصل بالحرف المشبه بالفعل (لعل)؛ فنقول: لعلت النائم يستيقظ.
وتأنيثها للأحرف الأخيرة التي اتصلت بها ينصب على اللفظ ليس غير، ويعرف بالتأنيث اللفظي، وغالباً ما تكون التاء مع تلك الحروف مفتوحة غير ساكنة، كذلك تكون تاء التأنيث لتمييز الاسم المؤنث من المذكر.
التاء
نحو: مؤمنة، ومسلمة، وجمعها مؤمنات، ومسلمات.
وتكون لتحديد اسم المرّة واسم الهيئة.
كما تكون للتمييز الواحد من، كتمييز: ثمرة من ثمر، وبقرة من بقر.
ثالثاً:
وتأتي التاء ضمير رفع متحرك تتصل بالأفعال:
وتكون للمتكلم، نحو : كتبتُ الدرس، ومنه قوله تعالى: (وإذ كففت بني إسرائيل عنك).
أو للمخاطب، نحو: أنت كتبتَ الدرس، ومنه قوله تعالى: (ثم جئتَ على قدر يا موسى.
أو للمخاطبة، نحو: هل كتبتِ الدرس، ومنه قوله تعالى: (قالوا يا مريم لقد جئتِ شيئاً فريا).
رابعاً:
وتأتي التاء للخطاب إذا لحقت الضمير المرفوع المنفصل.
نحو : أنتَ، وأنتِ، وأنتما، وأنتم، وأنتن .
المائدة (2) (وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبَرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) .
[110] (إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ).
(3) طه (إِلاَّ تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى).
[40](إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَن يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى).
[27] (فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا).
خامساً:
وتأتي التاء أحد حروف الزيادة المجموعة في كلمة (سألتمونيها)، وتزاد في الأفعال كما في قولهم: تناثرت فصوص العِقد، وتحطمت السفينة، وتدحرجت الكرة؛ فالتاء في أول الفعل تناثر، وتحطم، وتدحرج، حرف من حروف الزيادة.
وتزاد في المصادر، كما في المصدر تكليم، ومنه قوله تعالى: (وكلم الله موسى تكليماً)، وكما في تكرمة، وتقتال، وتحنان، وتكون زيادتها في المصادر للمبالغة.
ومنها التاء الزائدة في أواخر المصادر، نحو: دحرجة، واستعانة، واستقامة.
وتزاد في أواخر الأسماء، وتستبدل بهاء السكت، نحو: حمزه، وطلحه.
وفي نحو: ملكوت وجبروت، وهي بمعنى الملك والتجبر.
وكما في عنكبوت؛ لأن الأصل عنكباء، وفي الجمع عناكب؛ فسقوط التاء دليل على زيادتها.