بحثًا عن المعاني المتفردة التي تتجاوز الحدود التقليدية لشعر التفعيلة وقوانينه الصارمة، وسعيًا وراء لغة شعرية وصيغًا جمالية أكثر تحررًا وإبداعًا، وركضًا وراء استعادة لحظات إبداعية وتبلورات لفظية أكثر انطلاقًا ظهر الشعر الحر، والذي بدأ يتبلور بقوانينه ونظمه منذ نهاية القرن التاسع عشر حتى وصل لعالمنا العربي في ثلاثينيات القرن الماضي. وقد أطلق عليه "الشعر المرسل" أو "النظم المرسل المنطلق" أو "الشعر الجديد" أو "شعر التفعيلة" في بداياته، أما بعد الخمسينيات فقد أطلق عليه مسمى "الشعر الحر". "سيدتي" التقت الشاعر الكبير جابر بسيوني الناقد الأدبي وعضو مجلس إدارة اتحاد كتاب مصر في ليحدثنا حول قوانين الشعر الحر.
- ما هو الشعر الحر؟
يقول الشاعر جابر بسيوني أن الشعر الحر هو ذلك الشعر الذي تحرر من الالتزام بالقافية والروي الواحد في القصيدة، وتحرر من البيت كوحدة عضوية داخل القصيدة، واستخدم بدل البيت الشعري السطر الشعري.
- لماذا سمي بهذا الاسم؟
سمي الشعر الحر بهذا الاسم لأن الشاعر تحرر فيه من الشعر التقليدي البيتي أو الشعر الملتزم بالروي في آخر البيت الشعري، حيث يعمد الشاعر للتنويع في القافية والتنويع في حروف الروي، ويعتمد على تفعيلة واحدة، كما أن الشعر الحر يمتاز بأن شاعره لا يلتزم بالبحر الشعري بكامل القصيدة فهو لديه الحرية في التحرر من القوانين الحاكمة الناظمة للشعر العمودي التقليدي لذا سمي بالشعر الحر، بعد ذلك سمي الشعر الحر باسم شعر التفعيلة والشعر الجديد أو الشعر المنطلق وأصبح مستقرًا الآن علي أنه شعر التفعيلة.
- أهم خصائص الشعر الحر
- اتخاذ السطر الشعري بدلًا من البيت الشعري
- التحرر من الالتزام بقافية واحدة وروي واحد
- التنوع في استخدام القافية واستخدام الروي
- الاعتماد على تفعيلة وليس بحرًا شعريًا
- القصيدة كلها ذات وحدة عضوية وليس بيت الشعر، أي أنه في القصيدة التقليدية البيت وحدة عضوية أثناء القصيدة أو في سياق القصيدة أما في الشعر الحر القصيدة كلها هي وحدة عضوية
- الشعر الحر أسهل في نظمه من شعر التفعيلة
- شعر التفعيلة أصبح مسمي للشعر الحر بعد أن استقر وأصبح له قاموسه
تابعي المزيد: الشِعر والأدب في عصر الفيسبوك.. هذا ما يراه الشعراء والكُتاب
- ظهور الشعر الحر بالمنطقة العربية
ظهر الشعر الحر قبل الأربعينات بشكل خجول هنا وهناك إلا أنه في منتصف الأربعينات وبالتحديد عام 1947 كتبت نازك الملائكة قصيدة الكوليرا ونشرتها وبنفس الوقت نشر الشاعر العراقي بدر شاكر السياب ديوانه الشهير بعنوان أزهار ذابلة والذي تضمن قصيدة "هل كان حبًا"، وكانت من شعر التفعيلة أو الشعر الحر، ولكن كما ذكرنا نازك الملائكة كانت قد سبقته بنشر قصيدة الكوليرا عام 1947. وبعد ذلك في مصر ظهر الشاعر صلاح عبد الصبور في نص بلادي وأحمد عبد المعطي حجازي نشر مدينة بلا قلب وتوالت الابداعات والقصائد ولكن تنسب الريادة بمصر في شعر التفعيلة لصلاح عبد الصبور وأحمد عبد المعطي حجازي.
- أهم شعراء الشعر الحر
نازك الملائكة وبدر شاكر السياب من شعراء العراق، وفي مصر وصلاح عبد الصبور واحمد عبد المعطي حجازي، ومن فلسطين الشاعر محمود درويش بعد ذلك في الستينيات ظهرت أمل دنقل ومحمد إبراهيم أبو سنة وأحمد سويلم بعد ذلك وصبري أبو علم والدكتور فوزي خضر في بداية السبعينات وتوالت الحركة الشعرية في الكتابة والتأثير والإبداع في النظم والصياغة والبلاغة.
- كيف أكتب الشعر الحر
- البداية دائمًا باختيار موضوع الشعر مما يجول في الفكر أو الشعور.
- اكتبي عما تعرفينه، فالكتابة تُصبح أكثر صعوبة عندما تكون عن أمر مجهول للشاعر.
- حاولي أن تتحلي بالصبر وصفاء الذهن عند البدء بالكتابة؛ وذلك لتتمكني من إيجاد اللغة والعبارات المناسبة التي تُعطي لشعرك الجمال المطلوب.
- اختيار أفضل أسلوب أو أفضل كلمات أثناء الكتابة.
- حاولي الاطّلاع على أكبر عدد من القصائد خصوصاً القصائد التي تندرج تحت النوع الذي ترغبين الكتابة فيه.
- كوني جريئة وحاولي وجربي ولا تخافي من الانتقاد فالخوف يُعيق عن كتابة الشعر.
- اعلمي أن الشعر الحر لا يعني عدم الالتزام بالقوانين الشعرية.
- كاتب الشعر الحر لا بد أن يُراعي التقنيات الأدبية المتمثلة في الصور الجمالية والإيقاع الموسيقي وغيرها.
تابعي المزيد: "الإعلام" تحتفي بيوم الشعر العالمي