التقت «سيدتي» بالنجمة الأردنية صبا مبارك على هامش مهرجان القاهرة السينمائي، حيث كشفت العديد من الأمور حول فيلمها «بنات عبد الرحمن» المشارك بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي بأفلام «المسابقة الدولية »، حيث سيلقى منافسة شرسة مع فيلم «غدوة» للنجم ظافر العابدين، و«أبو صدام» لمحمد ممدوح ونادين خان، كما صرحت صبا خلال حوارها معنا بأنّ الفيلم يعتبر «صغيرها» الذي وُلِدَ على يديها، وفي نهاية لقائها كشفت لنا عَمّا تُحَضّر لها في الفترة الحالية، وأخيراً أفصحت بأنها أصبحت بنوعية الأفلام التي تشدها من أوّل وهلة وهي المهمومة بالقضية التي تطرحها.
*عند اختيارك لفيلم ما لتلعبي شخصية به، ما أكثر شيء يشدك إلى قبول العمل؟
بداية ما يشغلني هو قصة الفيلم التي أقدمها. دعنا نتفق على أننا نصنع ترفيهاً محترماً، ونؤمن بالشيء الذي بداخلنا، وأهم شيء ألا نخالف مبادئنا ويكون فناً محترماً.
*هل توقعت أن ينال فيلم بنات عبد الرحمن كل هذا الثناء من الجمهور الحاضر في دار الأوبرا؟
بصراحة، (وتلتفت إلى سيدتي وتخجل) لم أكن متوقعة هذا التفاعل الكبير مع الفيلم، وبرغم ذلك كنت متوقعة في قرارة قلبي أن الله لن يخذلنا؛ إذ إنه كان التحدي الخاص بي، ولم أكن متوقعة تجاوب الناس الكبير معنا مثل تصفيق الحاضرين مع كل مشهد من هتاف وصراخ بالثناء وآهات الجمهور تخرج من قلوبهم بالفرح.
*هل تتوقعين فوز فيلم بنات عبد الرحمن بإحدى جوائز مهرجان القاهرة السينمائي؟
أتمنى ذلك... ولكن الأهم هو مراهنتي على الجمهور إذ إن يقيني التحدي الأكبر بالنسبة لي شخصياً أن يحب الجمهور الفيلم، إذ إن أمنيتي أن أصنع فيلماً تجارياً وفي الوقت نفسه فنياً بالدرجة الأولى؛ حيث إنه كان التحدي الخاص بي كصبا إنتاجياً وطموحي أن أصنع فيلم تجارياً وفنياً محترماً. أما الدرجة الثانية هو حصد الجوائز.
*ماذا يعني له الجمهور المصري الذي شاهد الفيلم؟
مصر هي الدولة العربية الأكبر صناعة للسينما والفن، لذلك كان عرض الفيلم فيها نجاحاً كبيراً، لأن المصري لا يسمع لهجات غير مصرية كثيرة على الشاشة، ولأن أيضاً الصناعة في مصر غالبة، وبالتالي نحن كأردنيين نسمع أعمالاً مصرية كثيرة جداً وليس العكس. فالجمهور الذي كان حاضراً في دار الأوبرا وشاهد الفيلم هو جمهور عادي وليس سينمائيين متخصصين فنياً، بالإضافة لأنه ليس متعوداً على أن يرى أفلاماً تونسية وجزائرية؛ إذ إنه جمهور عادي ليس خبيراً بالصناعة.
*عند استقبالك للسيناريو، ما الإحساس الذي ورد على ذهنك مباشرة؟
من أول يوم قرأت فيه الورق تَيَقّنت أنّنا سننجح من اليوم الأول.
*ما تعليقك على شخصيات بنات عبد الرحمن عند قراءتها عل الورق؟
هؤلاء النسوة «فُظَاع» وشخصيات كتبت بحرفية كبيرة، وكل شخصية أحلى من الأخرى. فعندما اتصل بي مخرج الفيلم زيد أبو حمدان قال لي أريد اسمك على الفيلم حتى أستطيع بيعه وإنتاجه، ثم عرض علي الورق، وعرض علي شخصيات الفيلم (زينب وسماح وآمال وختام)، فتعلقت أكثر بشخصية آمال رغم روعة شخصية سماح بأنها (مودرن) فنياً وفيها تفاصيل المعاناة وتتسم بالجمال ومرغوب فيها طوال الوقت، ولذلك عندما أعجبت بالفيلم صار طفلي وصغيري، ثم عرضت المشروع على شقيقتي آية وحوش فوافقت على إنتاجه وبطولته.
*هل خفت من الإنتاج مع مخرج هذا أول أعماله؟
إنتاج السينما مختلف تماماً عن الدراما، ولكن إيماني بمشروع زيد أبو حمدان قصّر المسافة.
*هل تخشين بأن يواجه الفيلم تصنيفاً عمرياً أكبر يشكل حجباً لشريحة عمرية كانت مستهدفة لمشاهدة الفيلم؟
هناك ألفاظ كثيرة في الفيلم، ولكنها بنت البيئة التي نشأ فيها الفيلم. وبالنسبة لتدخين السيدات والمحجبات في الأردن والعراق فهذه ظاهرة عادية، ولكن مصر مختلفة كثيراً، بكل أمانة لا يهني الهجوم على شخصية آمال.
*شخصية آمال تمت مهاجمتها، هل خفت من هذا الهجوم؟
بكل أمانة لم أخش الهجوم علي بسبب شخصية آمال لعدة أسباب: أولاً، أنا أصنع فيلماً أردنياً تفاصيله كبيئة صحيحة جداً. ثانياً شخصية آمال ارتدت النقاب في الفيلم مجبرة، عليه، وعندما قررت أن تأخذ قرارها بيدها نزعت النقاب. ثالثاً، بدلاً من أن تدخن طوال حياتها بالسر اتخذت قرارها بأن هذه آخر سيجارة تدخنها وأتلفت علبة السجائر؛ لأنها لم تعد محتاجة لأن تفرغ كبتها وإحباطها في شيء آخر. وبالنسبة لشخصية زينب هي شخصية درامية اكتشفناها واخترعناها.
*ما رأيك في عرض الفيلم كعرض عالمي أول في مصر؟
محظوظة، لأن تفاعل الجمهور المصري كان تفاعلاً لجمهور محب ومعطاء ودافئ ومرحب، وهذا شيء جميل.
*صبا... قدمت العديد من اللهجات العربية في أعمالك الفنية، ما اللهجات التي لم تقدميها إلى الآن وجديد أعمالك؟
(تضحك)... عندك حق، فقد قدمت هذا العام لهجة عراقية وأيضاً لهجة ليبية سترونني في فيلم السرب مع الفنان أحمد السقا والمخرج أحمد نادر جلال، وسأجسد هذا العام أيضاً شخصية لبنانية، والعام القادم سأكون قد ختمت جميع اللهجات العربية.
*ما الرابط بين شخصيات بنات عبد الرحمن إليك؟
سأكون صريحة فجميع الشخصيات تتقاطع في مشكاة واحدة، وهي حادث فقدان الأب، فتجتمع الإخوة البنات جميعاً في 48 ساعة - مدة عرض الفيلم – التي غَيّرت حياه البنات الأربعة. أحياناً لا بد أن نُقَدِّر نعمة الحياة التي أعطاها الله لك في هذا اليوم، ولا تشغل بالك ونفسك بما هو قادم، وأيضاً لا تشغل نفسك بما حدث، لأن ما حدث فات بالفعل؛ فالهدف والأهم أن تَشغَل بالك باللحظة التي تعيشها الآن... فاللحظة الحاضرة هي اللحظة الوحيدة الحقيقية في حياتنا، والتي لا يجب ألا نُفَرِّط فيها... أوقات كثيرة تتفلت مِنّا لأننا ربما نفكر في شيء نَدِمنا على شيء فعلناه، أو مشغولين بما سيحدث في المستقبل، ولكن عندما اجتمع الإخوة مع بعضهم وأغلقوا السيارة على أنفسهم أنهوا مشاكلهم بالفعل.
*هل نضجت صبا مبارك فنياً وأصبح لها شخصية فنية، أم ما زالت تبحث عن بوصلتها الفنية؟
شكراً على حديثك إليك وأنك فتحت تلك النقطة... فالتوهج الفني يضاهيه ويوازيه نضج إنساني مررت به أعطى طاقة وشحنة نفسية في الشخصيات التي أجسدها.
*هل مشهد جريك بالسيارة على حافة الجبل أنت من جسدته أم استعنت بآخر؟
هذا المشهد تحديداً كان مشهداً يَتَعَلّق بالضغط النفسي الذي كانت تتعرض له آمال وشَكّل مُتَنَفّساً إنسانياً لها بأن تخلصت من هذا الضغط النفسي عليها... وقد استعنّا بالفعل بدوبلير يؤدي هذا المشهد لأنه من المشاهد الخطرة، حيث خَفنا على الحيوانات والماشية.
*هناك فنانون تائهون لم يصلوا إلى ما وصلت إليه من تَوَهّج فَنّي... ما العوامل التي أوصلتكِ لهذا النضج الفني؟
لا بد أن يظل الإنسان مُصِراً... هوجمت كثيراً وظلمت كثيراً، ولم آخذ حقي في الصناعة، ولا تأتي الأدوار (الحلوة) لي بل تذهب إلى أناسٍ آخرين، وهناك أشخاص أقل كفاءة مِنّي تذهب إليهم الأدوار المميزة. هناك مشاعر ولا لحظات يأسٍ وإحباط تأتي علي كثيراً، وتأتي على الممثل مثل هذه اللحظات، وأشعر باليأس والتعب أحياناً كثيرة، وترد علي لحظات أخاطب نفسي: لماذا لم تأتي الفُرصة بعد، حيث أكبر وأتقدم في السن. في تانهاية “فأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض».
لا بد أن يَظَلّ الإنسان أميناً مع نفسه، وجربت أن أفعل أشياء كثيرة ولم تفلح، وهناك تشبيه أعرضه عليك: (لك أن تتخيل نقطة الماء التي تظل تسقط وتتساقط على الصخر، يأتي يوم عليها وتَتَركَ وأثراً في النهاية). فأحب أن أكون مثل نقطة الماء هذه... ولا أحب أن أكون متعجلة، بل أحب أن أكون موجودة... وأحب أختي وابني وبيتي، وأحب أن يكونوا فخورين بي... وأحب أن أسمع إطراء من أشخاص بأني تركت أثراً في حياتهم... من الممكن أن أبدو رومانسية وكلامي عاطفي، ولكن الأهم بالنسبة لي أن ذلك الإطراء والثناء هو الطاقة والشحن الإيجابي الذي يزود محركاتي وطاقاتي الإنسانية والإيجابية.
*على مدار الـ5 أعوام الماضية منصات التواصل الاجتماعي تقدم مبارك كوجه جميل لامرأة فاتنة... ولكنّ ما حدث معك في فيلم بنات عبد الرحمن قدم صبا مبارك بصورة مغايرة تماماً... ما ردك؟
هذا جميل أن يراني الناس والجمهور بصورة مختلفة... وأحب أن أظهر جميلة في مصر تحديداً ومختلف... فمصر تُقَدِّر الفن بشكل كبير... خلال وجودي في مصر أشعر أنني في بلدي الثاني مصر... لا أشعر إطلاقاً بأنني في بلد غريب عليّ، وأنّني لست في بلدي، فمصر تحتضن كل الفنانين، وشعبها يحتضنهم أيضاً. الصناعة في مصر أكبر، وشعبها لديه أخلاق كبيرة، وأشعر وسطهم بالدفء.
*كيف أصبحت متمرسة على اللهجة المصرية؟
اللهجة المصرية لهجة صعبة لمن لم يتقنها... وبذلت جهداً كبيراً ومضاعفاً على إتقان اللهجة المصرية، لأنني أحب مصر، وأحب أن أشعر أنني فعلاً مصرية.
*بماذا تتمنين في قادم أيامك وتعدين به جمهورك؟
أعدكم أن أظَلّ نفسي صبا مبارك.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي»
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن»