تحتفل النجمة شريهان اليوم السادس من ديسمبر بعيد ميلادها ال 57، وهو أول احتفال لها بعد العودة إلى عالم الفن بمسرحية "كوكو شانيل" وحملة إعلانية خطفت قلوب وأنظار محبيها، وفتحت الباب مجددا أمام حلم عودتها إلى شاشة السينما وعالم الدراما، بعدما اثبتت أنها لا زالت تحتفظ برشاقتها المعتادة وحضورها الآسر أمام الكاميرا، "سيدتي نت" يحتفل معكم بعيد ميلاد شريهان بتقرير مفصل عن أبرز أسرارها وصور نادرة.
شريهان أحمد عبد الفتاح الشلقاني اسم بقدر ما يدعو للفخر، بقدر ما صنع أول مأساة بحياتها، فقد تزوجت والدتها السيدة عواطف للمرة الثانية من المحامي الشهير أحمد عبد الفتاح الشلقاني، وأنجبت منه طفلتها شريهان في السادس من ديسمبر عام 1964، ولكن الزواج كان عرفيا لسبب أغرب من الخيال، وهو خوف السيدة عواطف على ابنها الموسيقار عمر خورشيد من خوض التجنيد الاجباري، حيث حصل على الاعفاء المؤقت بصفته العائل الوحيد لوالدته، وزواجها الرسمي يعني دخوله الخدمة العسكرية فورا، ولكن شريهان التي دفعت الثمن بعد وفاة والدها عندما رفضت أسرته الاعتراف بها ومنحها نصيبها من تركته، وتم تداول قضايا إثبات النسب طويلا داخل أروقة المحاكم، حتى حكمت المحكمة نهائيا ببنوتها للمحامي الشهير، في العشرين من يونيو 1980، أي عندما كان عمر شريهان 16 سنة.
شبح عمر خورشيد لا زال حاضرا في ملحمة العشق والدم للفنانة شريهان، فقد كان أول مكتشف لموهبتها، وساهم بتدريبها موسيقيا، كما أرسلها لباريس وهي طفلة صغيرة لتتعلم فنون الرقص التعبيري، وباتت ظله في كل الحفلات والسهرات والبرامج الفنية، وتعرفت بصحبته على كوكب الشرق أم كلثوم، والعندليب عبد الحليم حافظ والموسيقار فريد الأطرش، وهو ما أهلها لخوض تجربة الفن مبكرا، حيث بدأت في برنامج أطفال اسمه "دو ري مي"، وفي السينما كان ظهورها الأول من خلال فيلم "قطة على نار" مع النجوم فريد شوقي، نور الشريف وبوسي، ثم فيلم "الخبز المر" الذي أنتجته لها والدتها، التي ساهمت أيضا بإنتاج مسلسل لها باسم "المعجزة".
عازف الجيتار الشهير عمر الذي احتل مكانة الأخ والأب والصديق، غادر الحياة سريعا إثر حادث سيارة أليم، لا زالت ظروفه غامضة، وكانت تردد دائما «الحياة بدون عمر ليس لها طعم، فقد كان أخي وأبي وصديقي». وقبل أن تفيق شريهان من هذه الأزمة فوجئت بوفاة والدتها، لتفقد سندها الأول في الحياة.
والمأساة نفسها تكررت كثيرا مع النجمة الأسطورة، فمثل شقيقها الأكبر تعرضت في الرابع والعشرين من مايو 1989، لحادث سيارة كاد أن يودى بحياتها وسط ملابسات لا زالت غامضة جدا، ونجت منه بأعجوبة، وقيل وقتها أنها لن تعود للعمل الاستعراضي أبدا بعد كسر فقرات الظهر، ولكن كما تعلمت الفن في عاصمة النور باريس، استعادت الأمل في الحياة من نفس المدينة بعدما خضعت لجراحات متكررة على يد واحد من أفضل أطباء العظام بالعالم، البروفيسور روا كامي بالتعاون مع طبيب المخ والأعصاب المصري الشهير سمير الملا وطاقم طبي تكون من 14 فردا، وعادت لتتحدي الجميع بتقديم الفوازير الاستعراضية مرة أخري.
بعد فقد الأب ومأساة إثبات بنوتها له، وضياع الشقيق والراعي الرسمي لموهبتها، وكسر الظهر ومن قبله "تحطم القلب"، لم يبق للفنانة شريهان الا البحث عن المجد الفني، وإثبات قدراتها الفريدة كممثلة وراقصة تعبيرية ومؤدية تتمتع بخفة الظل والأنوثة الطاغية، وكان الطريق ممهد أمامها على يد الأستاذ فؤاد المهندس الذي علمها فنون وآداب المسرح، بينما كانت المهمة في مجال السينما بيد الفنان الكبير فريد شوقي، ومن بعدهما اسطورة المسرح محمد صبحي، لتنطلق شريهان وتقدم المسرحية الشهيرة "سك على بناتك" مع المهندس و"المهزوز" و"انت حر" مع صبحي، و "شارع محمد علي" مع فريد شوقي، وبالسينما أبدعت في "العذراء والشعر الأبيض" مع نبيلة عبيد ومحمود عبد العزيز، و"عرق البلح" مع المبدع المخرج رضوان الكاشف والراحل عبدالله محمود، و"خلى بالك من عقلك" مع عادل أمام.
كل إبداعات شريهان بكفة.. وتفردها بسحر الفوازير الرمضانية بعد الساحرة الأولى نيللي بكفة أخري، فعبر 10 سنوات كاملة بدأت من العام 1985 بفوازير الف ليلة وليلة " عروسة البحور"، وحتى العام 1995 بفوازير حاجات ومحتاجات، سطرت شريهان فصلا جديدا من فصول الاستعراض الدرامي، وقدمت مع المخرج فهمي عبد الحميد مزجا ما بين أسطورة ألف ليلة وليلة والشكل الاستعراضي الكوميدي للفوازير، والفوازير الأخيرة تحديدا تمثل إعجازا طبيا، بعدما قدمت شريهان فواصل من الرقص الحاد والعنيف رغم معاناتها من تركيب شرائح البلاتين لجبر فقرات الظهر المكسورة.
ظهر شريهان وجد طبيبا يجبره، ولكن قلبها انتظر طويلا ليجد من يحنو عليه، فمرارات الموت دفعتها للبحث عن "رجل حياتها" الذي يرث ظل والدها الراحل أو شقيقها المغدور، ولكنها بتجربة الحب الأولى كادت ان تدفع حياتها بحادث سيارة _ يقال أن حقيقته هو الالقاء من نافذة الدور الثالث لاحدي البنايات_ ورغم تعدد الروايات تبقى حقيقة أن الأمر كله كان انتقاما من سيدة أخري هي زوجة رفيقها في السيارة _أو البناية_.
عادت شريهان مجبورة الظهر بعد رحلة علاج، وطلبت التئاما لجرح قلبها، فتزوجت من أول طارق على باب الحب، الشيخ علال الفاسي، ولكن الزواج السريع انتهى بأسرع مما تتصور، ولكنها كعادتها لم تيأس وخاضت تجربة الزواج سرا من رجل الاعمال الأردني علاء الخواجة، لتشتعل معركة كبري بينها وبين ضرتها الفنانة الكبيرة إسعاد يونس، لم تنطفئ نارها الا بجحيم اشد، وهو سقوط شريهان صريعة مرض نادر وهو سرطان الغدد اللعابية، أحد أندر أنواع المرض اللعين في العالم، لتعود لباريس مجددا بحثا عن طوق نجاه.. ونصف وجه.
منذ العام 2002 انقطعت علاقة الفنانة شريهان بالعمل الفني، لدرجة أنها لم تقدر على التواجد اثناء حفل تسليمها جائزة مهرجان الاسكندرية كأفضل ممثلة عن دورها في فيلم "العشق والدم"، واكتفت برسالة حزينة كشفت فيها للمرة الأولى عن مرضها الخطير وطلبت الدعاء.. والمؤكد ان السماء كانت مفتوحة على مصراعيها فكتب لها الشفاء بعد رحلة علاج مريرة بالكيماوي والاشعاع، والعشرات من عمليات التجميل المتلاحقة لبناء نصف وجهها الأيسر من جديد، واستعادة جانب كبير من سر جمالها "شعرها" علما بأنه في الحقيقة أقصر بكثير الآن مما يظهر بالصور، وفي هذه الرحلة رزقت بابنتها الأولى لولوة والثانية تالية القرآن، وتولت رعايتهن الضرة "إسعاد يونس" التي حولتها الأزمة لشقيقة حقيقية.
اختفاء شريهان واكبته العشرات من الشائعات حول عودتها للعمل الفني، فأعلن عام 2007 عن استعدادها للعودة بمسلسل إذاعي يبث طوال ليالي شهر رمضان، ثم تردد أنها بصدد تسجيل أدعية دينية للشهر الفضيل ابتهالا بتجاوزها رحلة العلاج، ثم قيل انها اختارت "أبو الفنون" المسرح للعودة لعالم الأضواء، وبعدها أكد أحد المنتجين أنها وقعت على بطولة عمل سينمائي استعراضي، وتجاوزت الشائعات حدود السحاب، عندما انتشرت أخبار تؤكد أن الفنانة نيللي وافقت على تقديم الفوازير مجددا بالتعاون مع النجمة شريهان.
المشروع الأقرب للحقيقة كان " دموع السندريلا " المقتبس عن مأساة النجمة سعاد حسني وبعدسة المخرج الراحل محمد خان، ومن تأليف زوجته الكاتبة وسام اسماعيل، ولكنها اعتذرت تماما وأغلق خان المشروع برمته، بينما كانت أغلب أنباء عودتها للفن غير دقيقة، لأسباب عديدة، منها أن وجه شريهان حتى العام 2013 كان يعاني من جروح غائرة بالجانب الأيسر، ورغم خضوعها لعمليات تجميل حديثة لزرع عضلات بالوجه وترميم عضلات الفك الا أنها لا زالت ترفض إظهار هذا الجانب كاملا، وتفضل أن تخفيه بخصلات شعرها، كما أنها حتى اللحظة ولآخر يوم بعمرها مرتبطة بالفحص الدوري كل ستة أشهر للتأكد من عدم عودة المرض اللعين وهو اجراء متبع مع كل المتعافين من السرطان خوفا من انتشاره بأماكن أخري بالجسد.
بعد 19 عاما قضاها جمهورها في انتظار العودة إلى عالم الفن بلا ياس، كان أول أيام رمضان الماضي الموعد المنتظر، حيث ظهرت شريهان في حملة إعلانية مستوحاة من قصة حياتها باعتبارها رمزا للتحدي والصمود.
الإعلان تدور فكرته حول كيف بدأت نجوميتها بحلم الشهرة، ثم دخول عالم الاستعراضات مع الفوازير، وانتهاء هذا الحلم بعد تعرضها لحداث سيارة تسبب في خضوعها لعدة جراحات في الظهر، وبعدها أزمتها الصحية الشهيرة، وكيف انتصرت على كل هذه الصعوبات وعادت لتتألق من جديد.
وقدمت شريهان الإعلان بطريقتها الاستعراضية المميزة واستوحت أجواء فوازير ألف ليلة وليلة، بمشاركة فرقة راقصة سبق وان شاركت معها في تصوير مسرحيتها التي لم تعرض بعد "كوكو شانيل".
واستبقت شريهان عرض الإعلان بتوجيه رسالة مؤثرة إلى جمهورها الذي دعمها منذ غيابها عام 2002 إثر أزمتها الصحية الصعبة، وقالت إنها تنتظر لحظة العودة لإمتاع هذا الجمهور بفارغ الصبر.
شريهان نشرت الرسالة كاملة عبر حسابها بموقع الفيس بوك وموقع تويتر، وقالت: أنا بعيش لحظة إنسانية صادقة، لحظة إنحناءة شكر من قلبي وعمري لكم جميعاً ودون ترتيب ولا إستثناء، لحظة انتظرتها كثيراً لرد جميل في رقبتي من سبتمبر ٢٠٠٢، مشاعري كلها متلخبطه لكن سعيدة.
تابعت قائلة: كنت بكتب، بكتب وبكتب، رسائل كتييير لا يعلمها غير ربي وأبعت لكم وأحلم بثانية إحتضاني وإنحناءة شكر لكم جميعاً، ولكن كلها كانت من طرف واحد، مكنتش عارفه ازاي اقدر اقولها لواحد واحد فيكم و بنفسي!! ولو عليا.. كنت عايزه ادخل بيت بيت وزقاق زقاق وشارع شارع وحارة حارة وكل حي ومدينة وقرية..
وواصلت: وفي هذه الأيام الكريمة وهذا الشهر العظيم، عايزه اقولكم أنا متشكرة أكتر من جداً. حبتوني احترمتوني احتضنتوني وبحبكم ودعائكم شفيتوني ولسه بتشفوني.
واختتمت رسالتها بقولها: شكراً و ١٠٠ مليون انحناءة شكر وقبلة على جبين كل واحد بدايةً من أصغر مولود ومواطن مصري وصولاً لآخر انسان في العالم.. شكراً، شريهان منكم وبكم ولكم للأبد.. حبكم حياة رمضان كريم.
نجاح الحملة الإعلانية منح شريهان الثقة لتفرج عن مسرحيتها الاستعراضية كوكو شانيل التي عرضت عبر إحدى المنصات المشفرة وحققت نجاحا غير مسبوق علقت عليه شريهان قائلة: أنا فرحانه وسعيدة.. فخورة إني قدرت أسعدكم، سعادة تليق بشرف انتظاركم وحبكم واحترامكم وتقديركم.
أنا فرحانه وسعيدة.. فخورة إني قدرت أسعدكم سعادة محترمه تليق بشرف إنتظاركم و حبكم و إحترامكم و تقديركم يا لميس.. وهكذا في نظري و قلبي و دمي و فكري الفن لابد أن يكون و لازم أن يكون، بدون أي تنازل في كل وأي شئ..
ونعم يا حبيبتي "حولوا كل محنة إلى منحة" هذا أنا.
— Sherihan (@Sherihan) July 24, 2021
أضافت شريهان: وهكذا في نظري وقلبي ودمي وفكري، الفن لا بد أن يكون، ولازم أن يكون دون أي تنازل في كل وأي شئ.. ونعم يا حبيبتي حولوا كل محنة إلى منحة.. هذا أنا.
شريهان تستقبل اليوم عاما جديدا.. فهل تواصل عودتها "المحسوبة" إلى عالم الفن، أم تكتفى بما حققته من نجاح مدوى.. سؤال إجابته الوحيدة لدى شريهان نفسها وسنعرفه خلال الشهور القليلة المقبلة.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي»
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن»