في خطوة جديدة تهدف لتمكين القطاع الثقافي والإبداعي وتنميته وإبراز قوته، قامت هيئة الثقافة والفنون في دبي "دبي للثقافة"، اليوم الثلاثاء، بإطلاق "إطار دبي للإحصاءات الثقافية"، الذي يضع توصيفاً وتصنيفاً إحصائياً محلياً لمجالات وأنشطة الاقتصاد الإبداعي في الإمارة وفق المرجعيات والمعايير الدولية في هذا الحقل.
وتعد هذه الخطوة محطة جديدة على طريق تصميم نظام ديناميكي يمكّن دبي من تحديد نبضها الإبداعي من خلال اعتماد مقاييس وبيانات شاملة ترصد صحة القطاع بمعايير عالمية، ومن ثم رصد المعطيات الإحصائية في ميادين الصناعات الثقافية والإبداعية وتمكين هذا القطاع وتنميته وإبراز قوته.
وتعليقًا على هذه الخطوة، قالت الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي "دبي للثقافة"، إن الإطار الإحصائي الجديد تم تطويره بما يلائم الوضع الثقافي المحلي للإمارة من خلال استخدام نقاط مرجعية تتيح المقارنة الدولية وتحترم العمل المعياري، مشيرةً إلى أنه سوف يدعم في منهجية التخطيط للمشاريع الاستراتيجية ذات الأثر على قطاعات الصناعات الثقافية والإبداعية وتطوير البيئة المحفزة لها، والتعرّف إلى تطلعات وتوجهات النخب الثقافية والإبداعية عالمياً واستقطابهم للعيش والازدهار في دبي، وتمكينهم من تحقيق إبداعاتهم وابتكاراتهم وملكياتهم الفكرية بكافة المجالات الإبداعية مما يساهم في الارتقاء بالمشهد الإبداعي للإمارة وتحقيق أثر اقتصادي واجتماعي إيجابي، وصولاً إلى تحقيق أهداف استراتيجية دبي للاقتصاد الإبداعي الرامية إلى جعل الإمارة مركزاً عالمياً للاقتصاد الإبداعي بحلول عام 2026.
هيئة الثقافة والفنون في #دبي "دبي للثقافة" تطلق "إطار دبي للإحصاءات الثقافية" الذي يضع توصيفاً وتصنيفاً إحصائياً محلياً لمجالات وأنشطة الاقتصاد الإبداعي في الإمارة وفق المرجعيات والمعايير الدولية في هذا الحقل.https://t.co/F9WOU5DvbS pic.twitter.com/r7dn1KW99f
— Dubai Media Office (@DXBMediaOffice) December 7, 2021
وأكدت الشيخة لطيفة على التطور المضطرد الذي شهدته قطاعات الصناعات الثقافية والإبداعية في دبي خلال السنوات الماضية، وقالت: "ويعود الفضل في ذلك إلى دعم قيادتنا الرشيدة لهذا القطاع الواعد، ولجهود هيئة الثقافة والفنون في دبي في تعزيز قوة ركائز القطاع الإبداعي".
إطار دبي للإحصاءات الثقافية
وأضافت الشيخة لطيفة: "عملنا على تطوير "إطار دبي للإحصاءات الثقافية" بالاعتماد على إطار اليونسكو للإحصاءات الثقافية باعتباره المرجع الرئيسي في هذا الميدان، وإطار مكتب الإحصاء للجماعات الأوروبية (يوروستات)، مع إضافة تصنيفات وتوصيفات تتلاءم مع الوضع الثقافي والإبداعي المحلي وتخدم قطاع الثقافة والإبداع في دبي".
ووفقًا لتصريحات رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، فإن إطار دبي للإحصاءات الثقافية يشمل جميع نظم التصنيف الإحصائي الدولي والمعايير الدولية الحالية ذات الصلة ضمن بوتقة محلية، وجداول رموز التصنيفات الدولية وجداول الأنشطة الإنتاجية والسلع والخدمات الثقافية وتعريفاتها وفقاً للتصنيف الصناعي الدولي الموحد (ISIC4).
وتضم المجالات الثقافية التي تم تعريفها في الإطار قطاعات رئيسية، تشمل: التراث الطبيعي والثقافي، الكتب والصحافة، فنون الأداء والاحتفالات، الإعلام المسموع والمرئي والتفاعلي، الفنون البصرية والحرف، والتصميم والخدمات الإبداعية؛ بجانب طيف واسع من المجالات الفرعية التي تتفرع عنها.
يشار إلى أن الإطار مبني على مفهوم نموذج " سلسلة القيمة الإبداعية" للقطاع، الأمر الذي يساعد على فهم العلاقات التي تربط بين مختلف مراحل المنتج الثقافي من الفكرة إلى الإنتاج إلى التوزيع إلى منهجية الولوج للمنتج الإبداعي، وبالتالي الحرص على وجود منظومة اقتصادية متكاملة ومحفّزة للصناعات الثقافية تدعم المجتمع الإبداعي من أفراد ومؤسسات بكافة أحجامها وتمكّنهم من المساهمة بشكل إيجابي في خلق فرص عمل للمواهب المحلية والمساهمة بشكل أكبر بالناتج المحلي للإمارة.
وفي إطار خارطة طريق استراتيجية الاقتصاد الإبداعي 2021-2026، تلتزم "دبي للثقافة" بتطوير الآليات والأطر التشريعية واللوائح والسياسات التي تضمن سهولة ممارسة الأعمال في المجالات الإبداعية، مستثمرة شراكاتها مع الهيئات الحكومية وشبه الحكومية والخاصة.
الجدير بالذكر أن إمارة دبي كانت قد حققت نجاحًا جديدًا في المجال الثقافي، خلال نوفمبر الماضي، حيث حصلت على المركز الخامس عالميًا مع احتفاظها بالمركز الأول عربيًا ضمن مؤشر «المدن العالمية القوية 2021»، الصادر عن معهد الاستراتيجيات الحضرية، مؤسسة «موري ميموريال» اليابانية، في معيار التفاعل الثقافي.