نحل العسل.. يكمل لوحات آفا روث متعددة الوسائط

لم تشعر الفنانة المعاصرة آفا روث بالقلق أو الخوف عند تعاملها مع النحل؛ بل أدركت بفطرتها مدى ذكاء تلك الحشرة المدهشة وحِرفيتها كحشرة ملهمة ذات ذكاء إنشائي هندسي فطري؛ فتعاونت معها في عمل إبداعي مذهل، اعتبرت النحل فيه وسيطاً فنياً بالغ الأهمية.

• وسائط مختلطة تراكيبية

في أعمالها الفنية ذات الوسائط المختلطة التراكيبية، والتي تجمع بين شمع العسل والألوان وخامات من الطبيعة، أنشأت روث تركيبات تجريدية مذهلة؛ فقد احتضنت في سلسلتها الأخيرة Honeycomb Collection المنتجات الطبيعية لخلايا النحل؛ لتقوم من خلالها بمزج ديناميكي بين التطريز اليدوي للوسط المغلف، مع إضافة تكوينات أخرى من مواد طبيعية؛ إضافة لأقراص العسل الطبيعية التي أنشأها النحل.
هذا المشروع جعل روث كفنانة تتجاوز حدود الفُرشاة والألوان لتعتمد وبشكل رئيسي على أشياء غريبة مثل: المواسم، والشمس، وتدفق الرحيق، ومصادر حبوب اللقاح، ولأنها شخص غير صبور؛ فقد تطلب الأمر منها الكثير من الاتزان والتكيف والقبول، أن قطعها الفنية سيتم تصنيعها فقط عندما يناسب النحل تماماً صنعها.. على أنها أدركت بالنهاية أن الاستماع إلى احتياجات النحل واحترامها، يمثل جزءاً كبيراً من جمال هذا المشروع!
تابعي المزيد: اكتشاف نحل أسترالي نادر اختفى منذ قرن

• البداية اضطراب انهيار مستعمرات النحل

كانت البداية عندما لاحظت روث وهي مالكة منحل، ما يعرف باضطراب انهيار مستعمرات النحل، والذي يتعرض له نحل تقوم بتربيته؛ مما يتسبب في تقليل إنتاجيته؛ فقررت عملياً الاهتمام بصحة النحل لاستعادة نشاطه وإنتاجيته؛ فتدربت تحت إشراف Master Beekeeper Mylee Nordin، والذي أفادها كثيراً وألهمها ذلك التعاون مع النحل في مشروع فني يجعل النحل يبني مستعمراته في بيئة آمنة.

• الإمكانات التعاونية لنحل العسل في فن مذهل متعدد الوسائط

وحسب موقعها avaroth.ca توضح الفنانة المقيمة في تورنتو عملها؛ حيث تبدأ بخياطة تصميماتها على ورق ياباني، ثم تبدأ بإضافة مجموعة متنوعة من العناصر المحلية مثل: الريش، ومشط لدغ، وأوراق شجرة التوليب، وكوارتز الورد.. بمجرد الانتهاء من ذلك، تحول روث إبداعاتها إلى مستعمرة نحل تقوم بسرعة بتأطيرها يدوياً باستخدام أقراص العسل الغنية بالنسيج.
تجمع روث بين مجموعات أقراص العسل والمواد الطبيعية وأخرى من البيئة على حد سواء؛ حيث تتكون معظم الأعمال ضمن إطارين، أحدهما طوق تطريز؛ حيث تعمد روز للشمع وتكويناته الهندسية، والخرز والنسيج؛ حيث تطرز خرزات ملونة بداخل التصميم باستخدام شعر الخيل ومواد أخرى.. ثم يتم وضع الطوق داخل إطار يربى به النحل، ولاحقاً في خلية نحل؛ حتى يمتلئ الإطار بأقراص العسل التي تتكامل بشكل طبيعي مع عمل روث - وتنسكب فيه، والنتيجة تكون تعاوناً بلا حدود بين الإنسان والحشرة الفنانة لتخرج لوحات مدهشة الجمال.
وفي مشروعها الأخير، قامت بدمج المواد الطبيعية مع تلك المصنوعة يدوياً على عكس عملها القديم، الذي كانت تستخدم فيه أطواق التطريز التي كانت تحتوي على العنصر المخيط، على أن أحدث تصميمات روث تتضمن إطارات خشب القيقب الداخلية والخارجية المصنوعة خصيصاً، والتي قامت بتصميمها بنفسها.
تابعي المزيد: علماء يفكون الألغاز العجيبة حول ملكات النحل

• حدود تفصل عمل روث عن عمل النحل

حسب موقع artifier-net، تؤكد روث أن كل تصميم يتطلب نوعاً من الحدود لكي تفصل عملها عن عمل النحل؛ فقد سمح لها هذا التغيير بتجربة أحجام وأشكال مختلفة، وساعد في تأطير كل جوانب تصميم عملها وعمل النحل؛ لافتة لأهمية اختيارها للمواد المكملة للتصميم، والتي لا يأكلها النحل حتى لا تختفي حدود ومعالم التصميم.

• فنانة ومطرز وفنانة ونحاّلة

آفا روث رسامة ومطرزة وفنانة وسائط متعددة، أمضت سنوات عديدة في العمل بشكل حصري باستخدام شمع العسل، وهي تتعاون مع نحل العسل المحلي؛ فتنشئ له ملصقات مجمعة معلقة في أطواق تطريز، يتم بعد ذلك تثبيت الأطواق على إطارات خلية لانجستروث المصممة خصيصاً لتوضع داخل خلايا نحل العسل؛ حيث يقوم الآلاف من النحل بتضمين العمل في المشط، هذا المشروع، مثله مثل كل أعمال روث، يستكشف حدود مكان اصطدام البشر بالبيئة الطبيعية، ويتخيل نتيجة هذه اللقاء؛ حيث تأمل أن يلهم فنها الجميل المزيد من الناس لاتخاذ خطوات للمساعدة في إنقاذ النحل.
تابعي المزيد: تقنية سعودية عالمية جديدة في عالم تربية النحل