تمكنت دولة الإمارات من تحقيق إنجاز جديد، تمثل في إعادة تمديد تسجيل ملف الصقارة للمرة الرابعة في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي في منظمة التربية والعلوم والثقافة "اليونسكو".
وتم الإعلان عن تمديد تسجيل ملف الصقارة في القائمة خلال الاجتماع الدوري السادس عشر للجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي للبشرية، الذي عقد يوم 13 ديسمبر وتستمر أعماله حتى 18 من الشهر نفسه.
كما تم الإعلان أيضا عن تسجيل ملف "الخط العربي: المعارف والمهارات والممارسات" في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي في اليونسكو، والذي قامت المملكة العربية السعودية بالتنسيق له بدعم من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو"، ومشاركة ودعم دولة الإمارات و 15 دولة عربية أخرى كأحد أكبر الملفات المشتركة بين الدول العربية.
ويشكل هذا الإدراج جزءً من الجهود المشتركة التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع الدول الأخرى المشاركة في الملف في إبراز المكانة التاريخية والثقافية للصقارة والخط العربي، ودعما للعمل الثقافي الإنساني المشترك في حماية وحفظ وتعزيز ونقل هذا العناصر من التراث الإنساني الثري.
وأكدت نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب رئيسة اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، أن هذا الإنجاز يجسد اهتمام دولة الإمارات والدول المشاركة من مختلف مناطق العالم في تطوير ملف "الصقارة" التي تعد جزءً لا يتجزأ من التراث الإنساني المشترك كما يبرز مساعي الدولة للحفاظ عليها، وإثراء حضورها العالمي دعما للموروث الثقافي.
وقالت: "شراكتنا الاستراتيجية مع دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي لإعادة تسجيل ملف الصقارة في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي، في منظمة اليونسكو ستساهم في تعزيزها والحفاظ عليها ويدعم تطوير الخطط التي وضعت للمحافظة عليها كعنصر من عناصر التراث الإنساني".
وأشادت بالجهود المبذولة من قبل المملكة العربية السعودية ومنظمة الألكسو في التنسيق للجهود التي أدت إلى نجاح إدراج ملف الخط العربي، في قائمة اليونسكو للتراث غير المادي مشيرة إلى أن الخط العربي يمثل أحد الفنون الرئيسية المرتبطة باللغة العربية والتي تشكل إلى جانب عناصر أخرى من تراثنا جزء مهم من هويتنا الوطنية والثقافية.
من جانبه قال محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي: "تجسد جهودنا المتواصلة لصون وترويج عناصر التراث الثقافي المادي والمعنوي لدولة الإمارات العربية المتحدة أحد أهم الركائز الأساسية التي نعمل على تطبيقها إيمانا منا بأهميتها في بناء الهوية الوطنية الإماراتية، وتعزيز الشعور بالانتماء لتاريخنا وممارسات الآباء والأجداد في تعميق هذا الانتماء".
وعرفت الصقارة منذ 4000 سنة ومارسها البدو في بواديهم لاسيما صحراء دولة الإمارات العربية المتحدة وشبه الجزيرة العربية، باعتبارها أحد أشكال الصيد المهمة في أرض شحيحة بالموارد الطبيعية، إلا أن دور الصقارة في المجتمع قد تغير مع الزمن، فأصبحت اليوم من أهم الرياضات التقليدية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقدم ملف الصقارة بنسخته الأولى بمشاركة 11 دولة تتوزع في مختلف قارات العالم وأدرج في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لليونسكو، وفي ديسمبر 2021 سجل الملف للمرة الرابعة في اليونسكو بعد انضمام 6 دول، هي: كرواتيا- إيرلندا- بولندا- هولندا- سلوفاكيا- قيرغستان ليرتفع عدد الدول المشتركة في الملف إلى 24 دولة على المستوى العالم.