أطلقت هيئة الأزياء السعودية برنامج 100 براند سعودي؛ بهدف دعم تطوير الأعمال لـ100 من المصممين والمصممات والعلامات التجارية السعودية الفاخرة في عالم الموضة والأزياء، لتقديم منتجات سعودية ذات معايير تنافسية عالمية، ومن بين أبرز المصممات التقت "سيدتي" بالمصممة، هلا الغرباوي، لتحدثنا عن قصة تصميمها ومشاركتها في هذا المعرض.
- بداية حدثينا عن نفسك.. من هي هلا الغرباوي؟
على الصعيد الشخصي، أنا زوجة لاستشاري جراحة عظام، وأم لـ٣ أطفال، كما أنني امرأة طموح مكافحة ومجتهدة عنيدة تسعى لنيل ما تحلم به وتحب ما تفعله، بالإضافة إلى أنني أمتلك طموحاً وشغفاً لا حدود لهما، أما على الصعيد المهني فأنا مصممة ومدربة أزياء، تخرجت بدرجة البكالوريوس في مجال الفنون من جامعة الملك عبد العزيز، ولديَّ شهادة بكالوريوس تصميم أزياء من جامعة اسمود العالمية في ألمانيا، وحُزت على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة روما للأعمال، وحصلت على جائزة Excellent Award للمصممين الشباب في الصين.
- ما الذي يميز تصاميمك عامةً.. وإلى أي امرأة تتجهين؟
اللعب في الأقمشة والشغل اليدوي هو أكثر ما يميز هلا الغرباوي؛ فأنا كمصممة أزياء أحب التفرد والتميز، وأحب استخدام أدوات وخامات مختلفة في تصميماتي، وأتجه إلى كل امرأة طموح وقوية تحب التميز والثقافة ولديها ثقة في نفسها، بالإضافة إلى المرأة الواعية المحبة لمجال الأناقة والأزياء.
- كيف كانت استعداداتك للمشاركة في معرض ١٠٠ براند سعودي؟
كانت بمحض الصدفة؛ ففي وقت التقديم كنت في دولة إسبانيا للعمل، وقدمت للمشاركة في ١٠٠ براند سعودي، ونسيت الموضوع تماماً، وبعد مرور عدة أيام جاءني بريد إلكتروني برغبتهم في مشاركتي في البرنامج، وفرحت كثيراً بقبولي بين أكثر من ٤٠٠ مصمم ومصممة.
- كيف تلقيتِ خبر قبولك.. وكيف كانت خطوات المشاركة؟
تلقيتُ خبر قبولي ببريد إلكتروني محترف، لم أكن أتوقع تواصلهم بقبولي، ولكن من الجميل أنه حدث، وخطوات المشاركة تكون بتعبئة نموذج الاشتراك من موقع هيئة الأزياء، ومن بعد ذلك يتم الفرز والانتقاء.
- ما الذي قدمتِه خلال مشاركتك في المعرض؟ ولماذا اخترتِ اللون الأسود تحديداً؟
قدمتُ تصميماً مكوناً من ٣ قطع (فستان أسود، فستان مشغول يدوياً بالحبال، غطاء للرأس)، واخترت اللون الأسود لكونه ملك الألوان ولوناً أنيقاً وفخماً ومسيطراً، غير أن العباية السعودية قديماً كانت سوداء اللون، وأنا أحب أن أعبِّر عن كيف خرجت المرأة من الظلام إلى النور بالألوان بتدرجها بين الأسود والرمادي والفضي.
- حدّثينا عن القطعة التي شاركتِ بها.. وكيف كانت خطوات تصميمها.. ومِمَّ استوحيتِ فكرتها؟
بدأتُ بالبحث عن الماضي، أفعال وأقوال، وحتى روائح جميلة تأخذني لذكريات لا تُنسى، كونت فكرتي وجمعت الماضي بالحاضر والمستقبل في تصميم واحد، واستوحيت الفستان الأسود من زمن الثمانينيات، فهناك تغييرات كثيرة حصلت في هذا الزمن، زمن القوة والزمن الذهبي، واستوحيت فستان الحبال من (العقال)، ولا أنسى أبداً حين كان أبي يصلي ويجعلني أمسك بعقاله، كنت أتأمل في العقال، كيف صُنع ومن الذي صنعه وكيف جاءت الفكرة، حتى رائحة عطر أبي أتذكرها في العقال، غير أنني أحب الأعمال اليدوية في تصميماتي، فقررت أن أصمم فستاناً مستوحًى من العقال، والحدايد التي تُثبته استوحيتها من زمن الثمانينيات، وكيف كان الحديد يُستخدم بكثرة في الأزياء، غير أن اكسسوارات الملابس التراثية السعودية كانت تزيّن بالقروش الفضية واكسسوار الحديد، واستوحيتُ غطاء الرأس من العباية السعودية قديماً؛ حيث كانت المرأة قديماً تلبس عباية سوداء اللون فوق الرأس، وأحببت أن أوضح فكرة كيف كانت المرأة وكيف اصبحت، حبيسة الماضي باللون الأسود وتدرجه إلى البياض في القطعة المصنعة يدوياً بالحبال، وكيف أنها امرأة قوية واثقة من نفسها، وكيف استخدمت قوتها في التغيير للأفضل.
- ما المعايير التي حرصتِ عليها عند تقديم هذه القطعة.. وبِمَ تميزت؟
- حرصتُ على وجود عنصر التميز؛ إذ إن أكثر ما يميز قطعي هو الأعمال اليدوية واللعب في الأقمشة، لا أحب استخدام الأقمشة كما هي عند شرائها، أحب أن أجردها وأغير فيها وأجعلها مميزة.
- كيف كانت أجواء عمل هذا التصميم؟
كان هناك الكثير من الضغط والجهد والعمل المتواصل، وكنت لا أستطيع النوم إلا ٣ ساعات يومياً حتى أنهي التصميم في الوقت المحدد؛ إذ إن القطعة المصنوعة يدوياً أخذت شهراً كاملاً مني، ولكن عند رؤية النتيجة نسيت الضغط والتعب، فأنا إنسانة تحب عملها جداً، وتتفنن في كل الخطوات، وأنسى أي تعب فقط عند رؤيتي للتصميم كاملاً وجاهزاً للمناسبة.
- ما الذي تتميز به مشاركتك في هذا المعرض عن مشاركاتك في المعارض الأخرى؟
كل التميز يكفي أن يكون في بلدي الحبيب، وأن أضع بصمتي في معرض محلي بصفات عالمية، وفكرة المعرض جبارة وعميقة، ومن هنا أحب أن أشكر كل من ساهم في إنجاز ونجاح هذا المعرض من قائمين ومشاركين فيه، وكل الشكر لوزارة الثقافة وهيئة الأزياء والأميرة نورة بنت فيصل على جهودها اللامتناهية.
- لِمَ اخترتِ المشاركة في هذا المعرض تحديداً.. ما الذي يميزه من وجهة نظرك؟
أنا إنسانة أحب التحدي والمغامرة والمجازفة، وعندما أرى مسابقة أو اشتراكاً في برنامج فإنني أفعل ما بوسعي للمشاركة، وأحب أن أضيف أنه في بعض المسابقات في مجال الأزياء أو البرامج هم الذي يتواصلون معي، ولكنْ معرض بمواصفات عالمية مقام في بلدي فأكيد أن له الأولوية والمثابرة للاشتراك به، والذي يميزه هو وجود ١٠٠ مصمم ومصممة من السعودية، وكل علامة تجارية ترجمت استلهامها بقصص مؤثرة وعميقة من التراث السعودي.
- ماذا تتوقعين أن يضيف لكِ معرض 100 براند سعودي؟
معرض ١٠٠ براند سعودي فخر لكل مصمم ومصممة سعودية، وتكفي فكرة الاستلهام لكل مصمم ومصممة، وكيف تمت ترجمته لقطعة أزياء فنية متقنة قوية في التعبير والإنجاز، وفي رأيي فإن المعرض إضافة لكل مصمم ومصممة في جميع المجالات في قطاع الأزياء، سواء كان من ناحية العلاقات أو التعريف بالمصمم أو المصممة أو العلامة التجارية، والتسويق وتكوين تعاونات مستقبلية أمر يعود بالفائدة والمنفعة على جميع الأطراف.
- كيف جذبتِ الأنظار نحو تصاميمك مع تواجد مائة من المصممين؟
بفعل شيء أحبه وأتميز فيه دائماً، فكل شخص يجب عليه البحث في نقاط قوته والعمل عليها، وهذا ما حدث؛ حيث صممت ونفذت قطعة فنية من الحبال وقمت بلفها وتثبيتها يدوياً، والتصميم للقطعة المشغولة يدوياً استغرقت شهراً كاملاً من العمل.
تابعي المزيد: المصممة رانيا أنس: المصممات السعوديات جديرات بالوصول إلى العالمية
- كيف ستستثمرين هذه المشاركة في المستقبل؟
بالبقاء على تواصل مع من كوَّنت معهم علاقات صداقة وعمل، وبالتعرف على بيئة العمل السعودية والسوق السعودي؛ حيث إن علامتي التجارية موجودة في أوروبا في مدينة برلين بألمانيا، وسعدت جداً بهذه المشاركة التي أجني ثمارها إلى الآن في عدة مجالات.
- ما الذي غيرته أزمة كورونا في قطاع الأزياء من وجهة نظرك؟
أزمة كورونا أثرت على صناعة الأزياء بشكل كبير، ولم يقتصر التأثير على تراجع حجم الصناعة أو إغلاق بعض المتاجر أو إلغاء عروض الأزياء، لكنه امتد ليغير شكل الصناعة نفسها وشكل الأزياء بشكل عام، وأتوقع أن تعود الأزياء إلى الاعتماد على التصاميم الأساسية، ومراعاة تراجع حجم الإنتاج والقوة الشرائية، حيث ستقل الزخارف والجماليات لمصلحة الألوان الأساسية واللجوء إلى الأقمشة القوية التى تدوم أطول فى الملابس مع الزمن ويمكن تغيير شكلها بإضافة قطعة أخرى، بالإضافة إلى انتهاء عصر عروض الأزياء وأسابيع الموضة التقليدية، وإن كان لا بد منها فسيكون بحضور قليل من الأشخاص، أو سيكون بالاعتماد على منصات السوشيال ميديا لعرض التصاميم.
- كيف فتحت لك البيئة السعودية المعاصرة مجالات الإبداع في التصميم؟
يجب على العالم أن يعرف هذه المعلومة، السعودية غنية بالتراث، غنية بالفن، غنية بالمواهب، غنية بالأصالة، غنية بالحضارة والتاريخ، وأحب أن أصمم من بيئة بلدي وأترجمه برؤيتي الخاصة؛ حيث أحب أن أمزج بين الحضارات والموضوعات والأفكار، وبهذه الطريقة فتحت مجالات الإبداع في عملي.
- ما دور المصممين الشباب في وضع السعودية على قائمة عواصم الموضة في العالم؟
يجب أن نؤكد للعالم بتصميماتنا أن المرأة العربية، وعلى وجه الخصوص السعودية، لديها فكر خلاق مبدع، فالمرأة السعودية قوية ومعتزة بنفسها، وموهوبة ومكافحة ومجتهدة، كما أنني أدعو المصممين والمصممات الشباب للإبداع في التصميم، والتمكن والاحترافية في التنفيذ، مع الإبقاء على عنصر التميز والهوية، فلا يوجد أفضل من التمسك بقصة كمرجع للتصاميم، كل شيء يبدأ بقصة، فلو أن كل مصمم صمَّم بحب وشغف فمن وجهة نظري ستتميز تصميماته بلا شك.
- ما مشروعاتك المستقبلية؟
أنا شخصية تحب أن تعمل على نفسها وتطور من مهاراتها أكثر وأكثر، وأستعد لعرض أزياء قادم في أسبوع الموضة في ألمانيا، وتحديداً برلين، وابتكرتُ تصميماً خاصاً لسباق الخيل في السعودية، ومجموعة جديدة في فصل الصيف، كما سأقدم ورشة عمل عن تصميم الأزياء، بالإضافة إلى مشروع جديد لكل مراحل تصميم الأزياء لعلامة تجارية ناشئة.
تابعي المزيد: مجوهرات أردنية تليق بالعبايات الخليجية من "أنا عربية"