تُعد الدوائر الحجرية «الصوانية» في وادي السرحان الأثري التي تبعد عن مدينة دومة الجندل التابعة لمنطقة الجوف شمال السعودية بنحو 25 كم؛ من المواقع الأثرية الشهيرة في المملكة التي يعود تاريخها إلى القرن الرابع قبل الميلاد، فهي عبارة عن سلسلة من المواقع الحجرية الكبيرة التي يزيد عددها على خمسين موقعاً موزعة بشكل عشوائي فوق منطقة جبل ناقل، بحيث تصل مساحتها إلى نحو 15.000 متر مربع، كما يحيط بهذه الدوائر نصب ركامية تنتشر على سفوح المرتفعات والمنحدرات، وبأحجام كبيرة يصل قطرها إلى 50 أو 60م، وارتفاع محيطها لا يزيد على 80 سم.
تُعتبر هذه الدوائر إحدى الشواهد الأثرية لمنطقة الجوف؛ فهي شُيِّدَت من كتل من الحجر الجيري، على هيئة ألواح ثبتت بشكل رأسي أو أفقي، كما أنها تختلف في أسلوب بنائها عن الكثير من المواقع الأثرية الأخرى في المملكة؛ باعتبارها تعكس ثقافة العصر الحجري النحاسي، التي كانت يشتهر بها سكان فلسطين وسيناء في تلك الفترة.
تتميز الدوائر الحجرية في وداي سرحان بوجود مصاطب زراعية، و حظائر مسورة، معظمها مزوَّدة بأقسام داخلية، وملحقات خارجية ذات تصميم عشوائي، وهذه دلالة أكيدة على أن من كان يستوطن هذا المواقع التاريخي في ذلك الزمان كان يمارس مهنة الزراعة، كما أن المنطقة المحيطه بها تتميز بوفرة المياه.
لقد عُثر داخل هذه الدوائر، من قبل مكتشفين من هيئة السياحة والتراث الوطني وعلى فترات زمنيه العديد من المقتنيات الأثرية لبقايا منشآت وأساسات عمرانية، وكِسَر فخارية، وقنوات مياه، يعود تاريخها لآلاف السنين، كما عُثر على كمية من الأدوات الحجرية «الصوانية» ذات الأسلوب القديم للصناعات اليدوية، مثل المكاشط ورؤوس الرماح، والسواطير والشفرات الصوانية، إضافة إلى بعض المجارف و القطع الفخارية.
يُذكر أن وادي السرحان يوجد فيه العديد من المعالم الأثرية التي يعود تاريخها لأكثر من 3 آلاف سنه قبل الميلاد، حيث يمتد طوله نحو 500 كيلومتر تقريباً، الذي يبدأ من منطقة الجوف وتحديداً من الطرف الشمالي الغربي لصحراء النفود، والذي يضم عدداً من المدن السعودية، ومنها مدينة سكاكا ودومة الجندل وقارا، مروراً بمدينة القريات، وإثره، وكاف، ومنوه، والعين، وينتهي في الجهة الشرقية من منطقة الأزرق التابعة لمملكة الأردن، كما يوجد في هذه الوادي