في بشائر موضة 2022، في عالم الديكور الداخلي، يرد في مراجع متخصّصة أن المواد المُستدامة ستصبح أكثر شيوعاً في الأثاث والمنتجات والإضاءة. تُعرّف المواد المستدامة بأنّها متاحة بوفر، وقابلة للتصنيع، من دون استنفاد الموارد أو الإخلال بتوازن الحالة المستقرّة للبيئة. بعد أن كانت هذه المواد، ومنها الروطان والخشب الرقائقي والبامبو والحبال، تستخدم في تصميم قطع محدودة، لتطعّم هذه الأخيرة لوحات الديكور الداخلي المعاصرة، هي ستسجّل حضوراً أكبر في مساحات الشقق السكنيّة.
تابعوا المزيد: "المينيمالية" مستعادة في ديكور 2022
تتحدّث مهندسة التصميم الداخلي ياسمين قليلات لـ"سيدتي. نت" عن المواد الصديقة للبيئة، والمستلّة من الطبيعة، من دون أن تنضب، فتقول عن الروطان والخشب الرقائقي والبامبو والحبال منها، إنّها "تستخدم في صنع المفروشات والإكسسوارات وتزيين الجدران..."، مضيفةً أن "المصمّمين يحافظون غالباً على ألوان المواد المذكورة، وقوامها، في معظم الحالات، وذلك لإشاعة إحساس من خلال الأثاث والإكسسوارات يقرّب من الطبيعة البكر. لكن، في حالات أخرى، يقولب المصمّمون المواد المذكورة، ويدمجونها ببعضها البعض، كما بمواد أخرى، في إطار التعبير عن إبداعاتهم".
مواد طبيعيّة تصنع المفروشات الدارجة في 2022
تتحدّث المهندسة ياسمين، في الآتي، عن بعض المواد الطبيعية التي ستتصدّر واجهات معارض المفروشات، خلال العام الجديد، فتذكر الآتي:
• البامبو أو الخيزران، مادة متينة، تتحمّل أوزان أجسام البشر، كما العوامل الطبيعيّة القاسية، وهي آمنة في صنع الكراسي والمقاعد والطاولات الخارجيّة، مع ميل أخيراً إلى توظيف المصنوعات منها في دواخل المنزل... إذ تناسب مادة البامبو في إعداد الفواصل بين أركان المنزل وحتّى الجدران، من دون أن تكون عازلة للصوت. ثمّة مثل صيني عن شجرة الخيزران، مفاده بأن قوّتها تكمن في ليونتها، الأمر الذي يُفسّر سهولة قولبة المادة حسب أفكار المصمّم، الذي قد يدمج البامبو بالروطان أو الحبال، كما بالأقمشة، وحتّى يطلي البامبو بلون داكن.
• الروطان Rattan، مادة تستخدم في تصميم أسطح المفروشات، كما في ظهور الكراسي أو مساند الأيدي الخاصّة بها، بالإضافة إلى أغطية المصابيح، وحتّى الفواصل.
• الحبال، بدورها، تشيع جوًّا مرحاً في المساحة الداخليّة، وتحقّق ردود فعل إيجابيّة حولها، بخاصّة أنّها توظّف أخيراً في صنع أغطية المصابيح والفواصل بين الغرف والـ"بوف".
• الفلّين؛ مصدره الرئيس البرتغال، وهو يستخرج من الشجر الذي يتجدّد، ويصنع الكراسي والطاولات والأرضيّات البديلة من الباركيه، علماً أن الفلّين جسم صلب يتحمّل كثرة دعس الأقدام، وأنّه قابل للطلاء بلون داكن أو للظهور بهيئته الطبيعيّة. أضف إلى ذلك، يوظّف الفلّين في تلبيس الجدران لغرض تجميلها.
• الخشب الرقائقي Plywood عبارة عن بقايا الخشب التي تضغط لهدف الاستخدام في صنع مجموعات الطاولات، لا سيّما أسطحها، وأسطح الـ"بار"، وفي تلبيس الجدران...
الطراز البوهيمي في الديكور
المواد الطبيعيّة مناسبة للجلسات الخارجيّة، باستثناء الفلّين الذي يحتاج إلى طلائه بمادة عازلة حتّى يتحمّل الأمطار، لكن في موضة 2022 سيدخل كلّ من الخيزران والروطان والحبال والفلّين والخشب الرقائقي بقوّة في مجال صنع قطع المفروشات والإكسسوارات والإضاءة الخاصّة بالمساكن، حتّى تضيف هذه المواد لمسةً من الطبيعة إليها.
تابعوا المزيد: لمحة عن ديكورات المنزل في موضة 2022
صحيح أن الصالات الفخمة لا تتحمّل حضور المواد المذكورة حسب المهندسة ياسمين، بيد أن الطراز البوهيمي والـ"بوهو شيك"، يغمر الأثاث المصنوع من المواد المستدامة المذكورة آنفاً، وغيرها من المواد المعاد تدويرها، لا سيّما الخشب والزجاج. يشعر هذا الطراز بالراحة وبالحرّية وبالتفلّت من القواعد المحدّدة في مدارس الديكور. أضف إلى ذلك، تنسجم قطع الأثاث المصنوعة من مواد عضوية، لا سيّما الخشب المتجدّد، في المنزل ذي الطراز الريفي.
لكن، تدعو المهندسة ياسمين إلى التفلّت من قيد أي مدرسة في التصميم الداخلي، وبجعل المواد المذكورة متاحة في الشقق، مهما كان أسلوب تأثيثها، وذلك عند اختيار زاوية تتضمن مفروشات مماثلة، كما في الـ"ترّاس" الخارجي أو في كسر الطابع المعاصر بقطعة من المفروشات، مصنوعة من مادة عضويّة، لافتة إلى أن الحالة الأخيرة شائعة، كما في مقعد جانبي مفصّل من الروطان في بعض أجزائه لإحساس دافئ أو في غطاء المصباح الجانبي أو في إكسسوارات من الحبال تزيّن وسط طاولة الطعام.
تابعوا المزيد: المجلس في الطراز المعاصر.. فخم.. عملي ورائق الألوان