الثّقة بالنّفس وفق ما عرّفها بعض العلماء بأنّها إيمان الشّخص بقدراته وإمكاناته واحترامه لذاته، واتخاذ القرارات الصّائبة متمتّعاً بتفاؤلٍ واطمئنان، علماً أنّ الثّقة بالنّفس تبدأ منذ الولادة مروراً بمراحل الحياة المختلفة لتصقلها حتى تكون على هيئتها الأخيرة، ككيفيّة التّعامل مع الآخرين وإقامة علاقاتٍ إيجابيّة معهم، وبالتّالي التّخلّص من شعور عدم الاستقرار أو عدم الأمان.
إنّ الثّقة بالنّفس مرتبطة بالذّكاء العاطفي، ذلك أنّ معرفة الإنسان لذاته ونقاط قوّته وتعزيزها ومناطق الضّعف وتحسينها، والتّميّز بعيداً عن التّكبّر وحسد الآخرين لما يملكون في حين عدم امتلاكه ذلك، فالحسد يسبّب شرخاً كبيراً في النّفس البشريّة وزعزعة داخلية لما تمتلكه من ثقة بالنّفس، لذا لا بدّ من زيادة هذه الثّقة بمنح النّفس جرعة من التّفاؤل والطّمأنينة والتّوازن السّليم بعيداً عن التّعصّب والغطرسة، خصوصاّ في المراحل الصّعبة الّتي تمرّ بالإنسان وتعمل على زيادة نسبة السّلبيّة داخلهُ، وبالتّالي إطلاق قرارات غير مدروسة تؤدي لنتائج لا تُحمد عقباها.
وللعلم إنّ الثّقة بالنّفس لا تتوقّف على جنس الإنسان من ذكرٍ أو أنثى، فكلاهما يحتاج لها، إلّا أنها تكون بدرجات متفاوتة بينهما وبين نوع الجنس نفسه، فالبعض يرى أنّ الثّقة بالنّفس هي امتلاك الجمال الخارجي، من جمال الخَلق إلى نوعية الملابس - وخاصّة في الإناث - فالبعض منهنّ يعتقدن أنّ جمالهن هو جواز سفرهن نحو العالم، في حين ترى أخريات أنّ العقل النّاضج الواعي هو بوابة عبورهن لعالم آخر، فالحياة ليست على وتيرةٍ واحدة، وهذا التّنوّع والتّعدّد يعطي الحياة طابعاً خاصّاً محفّزاً لمتابعة الطّريق بامتلاك صفاتٍ تساعد على ذلك، والأنثى على وجه الخصوص، فهي مُحبّة للحياة، معطاءة، متجدّدة دائماً، مصدر للطاقة ترسلها لمن حولها مغلّفة بمشاعر وعواطف جميلة تزيد من ثقتها بنفسها، وتسخّر ذكاءها وروحها المرحة البشوشة في نشر الخير والسّرور لها ولغيرها، باجتهادٍ مطلقٍ منها محاطةٍ بقدرٍ من المسؤوليّة والنّشاط والتّجدّد الذّاتي، ما يبعث الأمل والتّفاؤل في الكون الواسع ونشر طاقة إيجابية في مختلف أرجائه يمتصّها كلّ تائهٍ.
لذا نجد أنّ الإنسان كما أنّه بحاجةٍ لتغذية جسديّة من طّعام وشرابٍ، فهو بحاجةٍ لدعمٍ نفسيّ يدفع بمركبته نحو الأمام لخوض غمار الحياة ومواجهة الأمواج العاتية، وبالتّالي يكون كالعمود الثّابت يتصدّى للرّياح القويّة فيكون بمثابة جبلٍ صامدٍ يجعل الأرض التي يقف عليها ثابتة لا تتزعزع مع زلازل الحياة، فرسالتي لكلّ إنسانٍ وخاصةً لكلّ أنثى كوني واثقة من نفسك وستجدين العالم بأسره تحت إمرتك.