الألم العاطفي هو جزء لا مفر منه في الحياة.. معرفة ذلك والتسليم به قد لا يكون كافياً لجعله عملية أسهل، وسواء أكان هذا الألم مرتبطاً بصدمة نفسية، أو خسارة لشيء معين، أو إحباط نفسي؛ فالمشاعر والعواطف عابرة - حتى أحلك الأيام وأكثرها إيلاماً، لا تدوم إلى الأبد.. ولكن عندما تكونين في خضم حزن وصدمة، قد يكون من الصعب تخيل أن هناك أياماً أفضل في مستقبلك.
ووفقاً لموقع (domesticshelters) فإنك تكونين بحاجة إلى تطوير إستراتيجية من أجل تخفيف الألم العاطفي والتحكم في معاناتك.. تقول سوزان بيرنشتاين، الأخصائية الاجتماعية ومعالج الزواج والأسرة: عن طريق أخذ زمام المبادرة، والتنقيب عن مشاعرك المدفونة بداخلك، والسعي للمساعدة الطبية المتخصصة، سوف تكونين قادرة على تعلم كيفية التأقلم مع الألم العاطفي.
* جربي هذه النصائح لتخطي الحزن والألم:
- اشتركي في رسائل البريد الإلكتروني
إن كتابة اليوميات يمكن أن تكون تقنية فعالة في إدارة الحزن؛ خاصة بالنسبة للناجيات من العنف المنزلي.. "يمكن أن يساعدك التدوين في تذكير نفسك بمن أنتِ ومن أين أتيت"، كما تقول.
- تدربي على التنفس الاصطناعي
عندما تغمرك مشاعر قوية، اشعري بجسمك وأنت تتنفسين، وذكّري نفسك بأنك مسيطرة.. يمكن لبعض التطبيقات وأجهزة تتبع اللياقة البدنية إرشادك خلال بضع دقائق من تمارين التنفس، التي يمكن أن تساعد في تهدئة المشاعر الغامرة.
- اعتني بالأساسيات
يصعب الشفاء إذا كنتِ جائعةً أو عطشانةً أو متعَبة؛ فالتغذية الجيدة والماء وعادات النوم، كلها جزء من تجديد نفسك.
- جربي التمارين التصالحية
جربي المشي في الهواء الطلق، والذي يمكن أن يساعدك على إعادة التواصل مع الطبيعة، تعتبر اليوجا خياراً جيداً وترميمياً آخر.. تقول بيرنشتاين: "يجد الكثير من الناس في مراحل التعافي من الصدمة أو سوء المعاملة، أن التمرين هو خلاصهم".. "إنهم يحبون فكرة أنه يمكنهم لكمة كيس أو رفع الأثقال وإظهار مدى قدرة عضلاتهم ومدى قوتها، إنه دليل على أنهم أقوياء جسدياً أثناء إعادة التواصل مع كونهم أقوياء عاطفياً".
-افهمي أن المشاعر القوية لا تعني أنك مجنونة
قد تكون لديك أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، مثل: الاستجابات المبالغ فيها، والتقلبات المزاجية الشديدة، واليقظة المفرطة والأرق.. هذه المشاعر شائعة ويمكن علاجها.
- كوني صبورةً مع نفسك
ومارسي التعاطف مع الذات.. يكاد العنف المنزلي وكأنه يزداد سوءاً بشكل تدريجي.. يستغرق الأمر وقتاً طويلاً قبل أن يغادر الناجي للأبد، أو لاتخاذ خطوات لإنفاذ القانون.. انظري إلى نفسك كشخص صمد كثيراً ويستحق المساعدة والوقت للشفاء.
* اجتهاد عليكِ أن تقومي به
- استبدلي كلمات
مثل: "دائماً" و"أبداً" بكلمات "أحياناً" و"مؤخراً".. تقول ساندبرج: "أريد أن يعرف أي شخص يمر بصدمة؛ فلن يشعر دائماً بهذا السوء، كل قصة ليس لها نهاية سعيدة، لا ينجح الأمر دائماً، لكن هناك نور وهناك سعادة وهناك فرح، وأنت تستحقين ذلك، بغض النظر عما حدث لك، بغض النظر عما مررت به، ستكون هناك لحظة أخرى ستضحكين فيها، ومعرفة أن ذلك يساعد في بناء قوتك للوصول إلى هناك".
- تذكري أن الأحداث الصادمة لا تحدد هويتك
"عندما تشعرين بالخزي والإحباط والانهيار، يستغرق الأمر بعض الوقت لبناء نفسك احتياطياً، لكنك نجوت، ويمكنك تغيير طريقة تفكيرك من ضحية إلى واحدة ناجية".
- افهمي أن التعافي يحدث على مراحل
ستواجهين الغضب والاكتئاب والمساومة وكل مراحل الحزن، عندما تبدأين في مسامحة نفسك وتسمحين لنفسك بقبول أن الماضي قد انتهى، يمكنك النمو وبناء المرونة.
- ابحثي عن الدعم
سواء أكنت قد تركت الشخص الذي أساء إليك بالفعل، أو مازلت مع المعتدي، أو تعرضت للإيذاء منذ فترة طويلة؛ ففكري في التواصل مع مدافع عن العنف المنزلي مدرَّب، في أي وقت للعثور على دعم غير حكمي لما تشعرين به وما تمرين به، يمكن أن تساعدك معالجة مشاعرك خلال عملية الشفاء.
- ابحثي عن معالج
يمكن أن يساعدك العلاج في إعادة صياغة عملية الحزن بشكل إيجابي، وإعادة إحياء هويتك، يمكن أن يساعد العلاج أيضاً في علاج اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب والقلق، وهي أمور شائعة لدى الناجيات من العنف المنزلي.
- ابدأي في إعادة بناء هويتك
من أنت لنفسك وعائلتك ومجتمعك؟ قد تجدين أن لديك دوراً تلعبينه في مجموعة دعم أو بين ناجين آخرين في ملجأ.
- تخيلي أين ستكونين في المستقبل
تقول بيرنشتاين: "في كثير من الأحيان لم يُسمح للناجين بتخيل ما يريدون القيام به، ناهيك عن القيام به، قد تجدين نفسك تنظرين إلى ما بعد اللحظة لأول مرة منذ وقت طويل، ولا تعرفين كيف يبدو مستقبلك، حددي الأشخاص والأماكن والفرص التي يمكن أن تساعدك.. هل هناك دروس كنت ترغبين دائماً في الالتحاق بها؟ هل تحبين القراءة أو الكتابة؟ ما الذي تودين أن تعرضي نفسك له والذي يمكن أن يساعدك على تجديده؟".. تقول بيرنشتاين: "الآن يمكنك أن تنمي لتصبحي فرداً يمكنك أن تصبحي بدون عوائق".