تشارك الفنانة التشكيلية لولوة عبدالرازق الحمود، إحدى رائدات الفن المعاصر في السعودية، في أول بينالي عالمي للفن المعاصر بالدرعية، والذي يحظى بمشاركة فنانين عالميين يزيد عددهم عن 60 فناناً عالمياً ينتمون إلى أكثر من 18 دولة من حول العالم، بينها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وألمانيا واليابان والصين.
حُلم تحقق
وحول مشاركتها في بينالي الدرعية المقام في حي جاكس (الحي الفني)، تقول التشكيلية لولوة عبدالرزاق الحمود، إن تنظيم السعودية لبينالي عالمي كان حُلماً تحقق بإطلاق بينالي الدرعية، والذي حظي بمشاركة فنانين عالميين من حول العالم؛ إذ تجمعوا في مكان واحد وتحت شعار ملهم، ألا وهو "عبور النهر من خلال تتبّع الحجارة" ولمدة ثلاثة أشهر؛ فهذه مدة كافية لتحقيق أهداف البينالي، والتي تتجسد في تعزيز المشهد الثقافي والإبداعي المحلي والدولي، وإثراء التبادل الفكري بين الفنانين والمقيمين وقادة الفكر المبدعين من جميع أنحاء العالم، عبر سلسلة من البرامج الثقافية، من أهمها الجلسات النقاشية والحوارية بين مختلف الثقافات؛ فبينالي الدرعية قام بدور محوري لدعم الفن والثقافة والرقي بهما، كما مثّل فرصة للتبادل الثقافي فيما بين الفنانين المحليين والعالميين، وأثبت الفن السعودي خلال البينالي جدارته في منظومة الفن العالمي، ومدى تأثيره القوي على حركة الفن العالمي.
المشروع الكبير
وعن أعمالها المشاركة في بينالي الدرعية، أوضحت الفنانة التشكيلية لولوة الحمود، أن أعمالها المشاركة كانت حصيلة 21 عاماً من العمل لإتمام مشروعها الفني الكبير، وهو أسماء الله الحسنى، ويعتمد مشروعها على الحروف العربية وعلاقتها بالهندسة والرياضيات ومفهوم الوحدة والتعدد.. وأعمالها عبارة عن مجسم لهذه الحروف التي تم إنشاؤها من خلال هذه العلاقة، وتأثير اللغة اللامحدود على متلقيها، وهو مكون من جزئين.
تتكون الأعمال المشاركة في بينالي الدرعية للفنانة لولوة الحمود من جزئين: العمل الأول لغة الوجود 2021، نقش على زجاج البلكسي مع شرائط إضاءة LED زرقاء مغلفة، 99 قطعة، كل قطعة: 30 × 40 سم، بتكليف من مؤسسة بينالي الدرعية، والعمل الثاني بعنوان الأبجدية 2021، وهو عبارة عن أشرطة إضاءة LED سوداء قابلة للبرمجة على كل لوح، إطار صلب، خلفية عاكسة 332 × 253 × 320 سم، بتكليف من مؤسسة بينالي الدرعية.
ورشة الطباعة الحريرية
وأشارت الحمود إلى أنها قدمت ورشة عمل للكبار ضمن البرنامج الثقافي لبينالي الدرعية تحت عنوان (الطباعة الحريرية للمبتدئين)، والورشة كانت بمثابة مدخل للطباعة الفنية المتمثلة بطباعة الشاشة الحريرية، وهي إحدى أكثر الوسائط التي تستخدمها في إنتاجها الفني، وهذا الأسلوب المهم في الإنتاج الفني في العالم، للأسف لايزال غير معروف أو منتشر محلياً، وهذا كان مصدر سعادتي لتقديم هذه الورشة المميزة المقدمة بالتعاون مع معهد مسك للفنون، الذي أصبح لديه أفضل ستوديو طباعي على مستوى العالم العربي.
لغة بصرية فريدة
يشار إلى أن الفنانة التشكيلية السعودية لولوة عبدالرازق الحمود تشتهر بإبداعاتها في مجال الفن التجريدي، ولديها اهتمام خاص بالقوانين الخفية للوجود، وتجمع في أعمالها الفنية بين العناصر الهندسية واللغة والروحانيات والفنون الإسلامية التقليدية، والتي تمثل العناصر التي تتشكل منها لغتها البصرية الفريدة، ومن جانب آخر؛ فإن فنون الخط العربي تمثل ركيزة أساسية في أعمالها الفنية.. تحاول الحمود استكشاف أدق الفروقات في السيميائية اللغوية والرياضيات في التعبير البصري، وبعيداً عن عملها الفني تقدم خدمات كمستشارة وقيّمة فنية لعدد من المتاحف في المنطقة.
كما أنها أول سعودية تحصل على الماجستير من جامعة سانت مارتن المركزية للفنون في تخصص الفن الإسلامي، وبيعت أعمالها الفنية من خلال دار كريستيز في دبي، ودار سوذبيز للمزادات، وبونهامز في لندن، كما اقتنى أعمالها المتميزة متاحفُ عالمية، ومن أبرز المتاحف متحف القارات الخمس في ميونيخ بألمانيا، والمتحف البريطاني للمقتنيات، ومتحف لوس أنجلوس للفن الحديث، ومتحف جيجو في كوريا.