تعد أعمدة "الرجاجيل"، واحدة من أقدم المواقع الأثرية التي تقع في منطقة قارا جنوب محافظة سكاكا إحدى محافظات منطقة الجوف الواقعة في شمال السعودية، حيث يعود تاريخ الموقع والذي يحتوي على خمسين مجموعة من الأعمدة الحجرية والتي تم نحتها من الحجر الرملي، للألفية السادسة قبل الميلاد، فيما تضم كل مجموعة من هذه المجموعات من ثلاثة إلى سبعة أعمدة، ويبلغ ارتفاع كل عمود بشكل متفاوت عن ثلاثة أمتار، أما سماكتهم فتبلغ حوالي ستين سنتيمترًا تقريبًا.
تاريخ أعمدة الرجاجيل
كان هذا المكان من قبل مقصدًا للمتعبدين والحجيج والذين يتوافدون إليه من أماكن مُختلفة من الجزيرة العربية وبادية الشام.ورجح بعض الباحثين والمهتمين في شئون تاريخ الجزيرة العربية قديماً، أن موقع أعمدة الرجاجيل، ارتبط بمعبد كان مبنيًا في تلك الفترة الزمنية، وأشاروا إلى أن هناك قد يوجد سرًا مرتبط بهذه الأعمدة الضخمة، وراح البعض منهم للاعتقاد بأنّ الموقع، قد يكون جزءً من مجموعة معابد كانت قائمه في المكان، وكل عمود من هذه الأعمدة يتبع قبيلة أو مجموعة بشرية، تُدين وتعبد ما لا تعبد المجموعات الأُخرى، كما أن بعض الروايات تشير إلى أن الموقع هو بمثابة أحد الأشكال الاستدلالية بعلم النحو والفلك، وهناك من يقول: إن هذه الأعمدة ماهي إلا شواهد على قبور علية القوم من الشعوب القديمة التي سكنت منطقة الجوف
تسمية الموقع
تعود أسباب تسمية الموقع بهذا الاسم، لاشتباه الناس قديماً بأنّ تكون هذه الأعمدة المُنتصبة، عبارةً عن مجموعةٍ من الرجال، ليندهش الشخص الذي يراها أول مرة، بأنها مجرد أعمدة حجرية ورملية منصوبة في هذا الموقع.
يُذكر أن منطقة الجوف إحدى مناطق المملكة، والتي تقع على الحدود الشمالية مع المملكة الأردنية، فهي تعدّ من أقدم مناطق الاستيطان في شبه الجزيرة العربية، كما تحوي العديد من المناطق الأثرية والتاريخية التي يعود تاريخها إلى القرن العاشر الميلادي، كما تشتهر المنطقة بخصوبة التربة ووفرة المياه الجوفية، مما ميزها في زراعة أشجار الزيتون حيث تقوم الجوف بإنتاج ما يقارب 67% من الإنتاج المحلي لزيت الزيتون في المملكة، كذلك زراعة النخيل، كما تنتج عدد من أصناف الفواكه والخضروات والقمح.
