يخلط الناس بين الإيجابية والتفكير الإيجابي وما علموا أن بينهما اختلاف، "فالإيجابية" هي مفهوم واسع، في حين أن "التفكير الإيجابي" هو توجه ذهني يتعلمه الإنسان ويستثمره في حياته في كل وقت، وخاصةً إذا مر بالمواقف المحبطة أو المراحل الصعبة.
نعم؛ "التفكير الإيجابي" هو توجه من الممكن أن نلتقطه من قول الله تعالى: "وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً"، ومن قوله تعالى: "فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ"، ومن قوله تعالى: "ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"، ومن قوله تعالى: "وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً".
كما يمكن أن نستقي معالم "التفكير الإيجابي" من أحاديث نبوية كثيرة مثل؛ «وَمَنْ يَتَحَرَّ الْخَيْرَ يُعْطَهُ، وَمَنْ يَتَوَقَّ الشَّرَّ يُوقَهُ»، ومن قوله عليه الصلاة والسلام: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْراً أَوْ لِيَصْمُتْ» ما يعني أن الخيارات إما أن تقول خيراً وإما أن تصمت، فليس هناك خيار ثالث، وهناك أحاديث مباشرة وصريح في أهمية تعلم "التفكير الإيجابي" مثل؛ «مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلاَّ أَخَذَ أَيْسَرَهُمَا مَا لَمْ يَكُنْ إِثْماً».
في النهاية أقول:
يا قوم؛ إن الإنسان يولد بذاكرة بيضاء محايدة ليست متشائمة ولا متفائلة، وليست سلبية ولا إيجابية، ولكن مع الوقت يكتسب الإنسان من الصفات ما يريد حسب التربية والعادات والتقاليد والبيئة والمدرسة والإعلام والأصدقاء.
و"التفكير الإيجابي" مثله مثل العلم والحلم، إنها مهارة يمكن اكتسابها وتعلمها، والحديث واضح وصريح عندما قال: «إِنَّما العلمُ بِالتَّعَلُّمِ، وإِنَّما الحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ».