تعدُّ ليليان إسماعيل اسماً رائداً في مجال التصميم وتدريب مصممي المجوهرات في المملكة العربية السعودية. أطلقت علامتها التجارية حينما كانت في الـ 17 من عمرها، وجاء ذلك بعد فترةٍ من العمل في المجال، واكتساب خبرةٍ جيدة، وتطوير مهاراتها الحرفية في الفن والموضة. دعمت موهبتها بدراسة التخصُّص أكاديمياً في الولايات المتحدة الأمريكية، واختارت لنفسها خطاً خاصاً، يقوم على الدمج بين التراث السعودي والموضة المعاصرة لتقديم قطعٍ تلبي كافة الأذواق."سيدتي" التقت ليليان، فحدَّثتنا عن مميزات مجموعاتها الأربع، وقدمت نصائح للحفاظ على المجوهرات وتنسيقها بحرفية.
"المجوهرات تروي قصة"
بدايةً، عرِّفينا بنفسك، مَن ليليان إسماعيل؟
مصممةٌ وصائغة مجوهراتٍ، ومدربةٌ ومستشارةٌ في المجال. لقَّبني الإعلام السعودي بـ "أصغر مصممة مجوهرات في السعودية"، إذ بدأت مسيرتي حينما كنت في الـ 17 من عمري بتأسيس علامةٍ تجاريةٍ، وبيع منتجاتي على مستوى البلاد.لم أكتفِ بالخبرة العملية، إذ دعمتها بدراسة التخصّص، والحصول على درجة البكالوريوس في تصميم وصياغة المجوهرات من جامعة برات في نيويورك، وتدرَّبت مع عديدٍ من المصممين المشهورين، منهم أوسكار دي لا رينتا، كما درَّبت أكثر من 400 مصمم ورائد أعمالٍ على فن تصميم المجوهرات.
لماذا اخترتِ العمل في مجال تصميم المجوهرات تحديداً؟
منذ كنت طفلةً وأنا أهتم بالتصميم، وقد عزَّز من شغفي بالمجال أنني ترعرعت في عائلةٍ مبدعة، وتعلَّمت في مدرسةٍ، نمَّت في داخلي أهمية الفن، وبعد إنهائي دراستي الثانوية، زاد اهتمامي بالمجوهرات، حتى إن مشروع تخرُّجي كان عبارةً عن تصميم مجموعة مجوهراتٍ، ضمَّت سبع قطعٍ، وفي 2013 حينما كان السوق السعودي يفتقر إلى وجود المصممات الناجحات في عالم المجوهرات، قررت خوض المجال لتقديم صورةٍ جديدة عن المصممات السعوديات.
من وجهة نظركِ، أيهما يصنع مصمماً ناجحاً، دراسةُ فن التصميم أم الموهبة؟
خلال السنوات الأربع التي أمضيتها في جامعة برات بنيويورك، حرفيةً وصائغةً، تعلَّمت أن عالم المجوهرات يتطلَّب خلفيةً أكاديميةً، إذ يساعد ذلك المصمم في توسيع نطاق أفكاره، ويفتح أمامه أبواباً جديدة للإبداع.
على مصمم المجوهرات أن يدرس صياغة المجوهرات، فهو أساس هذه المهنة، ومن المهم أن يفهم خطوات إنتاج تصاميمه حتى يستطيع تطوير مهاراته، وأن يتقن عملية التواصل مع العميل، وأن يكون قادراً على التحكُّم في تكلفة الإنتاج، واختيار الطريقة الأنسب لتقديم قطعٍ ذات جودةٍ عالية.
تُعدِّين من أشهر مصممات المجوهرات العربيات، ما الصعوبات التي واجهتكِ في بداياتكِ بالمجال؟
بوصفي مصممةً وصاحبة عملٍ، واجهت تحدياتٍ كثيرة في بداياتي، فقد دخلت المجالين دون خبرة، وغامرت بالعمل فيهما دون خلفيةٍ أكاديمية، لكنني بفضل الله تمكَّنت من الحصول على درجة البكالوريوس في الفنون الجميلة، قسم تصميم المجوهرات، في معهد برات بنيويورك، وجاء ذلك بعد أن أسَّست علامتي التجارية في السعودية عام 2013، لكنني وجدت صعوبةً في الترويج لها حتى عام 2017، فلم يكن من السهل عليَّ إدارة أعمالي، والتصميم، والدراسة في الوقت نفسه، ما أجبرني على التراجع خطوةً إلى الوراء بالتقليل من حجم علامتي التجارية.
أستطيع أن أقول أنني تعلمت إدارة عملي بالطريقة الصعبة، إذ لم يكن لدي معلمٌ يرشدني، وسافرت إلى الهند بمفردي حينما كنت في سن 21 عاماً بحثاً عن مورِّدي الأحجار، وأعتقد بعد هذه المسيرة الصعبة أن الخبرة أفضل معلمٍ في عالم الأعمال.
ما الرسالة التي توجِّهينها من خلال تصاميمكِ؟
دراستي في جامعة برات غيَّرت من تصوُّراتي للمجوهرات وتصميمها كلياً. أصبح لدي اعتقادٌ قوي بأنَّ المجوهرات ليست فقط سلعةً يتم بيعها وتداولها بقيمةٍ مادية استناداً إلى ثمن المواد الخام المستخدمة في صياغتها وتصميمها. المجوهرات ببساطة قطعٌ فنية تعبِّر عن الفرد، مثل اللوحة التي تعبِّر عن مشاعر الرسام. إنها وسيلةٌ للتعبير، يستخدمها المصمم لرواية قصةٍ ما، وقطعةٌ فنية، تردِّد صدى روح الصائغ، الذي يبني علاقةً قويةً مع المادة عند صياغتها وتصميمها. هذه الرسالة التي أسعى إيصالها إلى العميل عن طريق قطعنا الفريدة.
من أين تستمدين إلهامكِ وأفكاركِ؟
وُلِدت وترعرعت في السعودية، لذا أحرص من خلال عملي على إلقاء الضوء على تاريخها القريب إلى قلبي، وإحياء تراثها، مع المزج بين عناصر معاصرة ومفاهيم من الثقافة الإسلامية.
كل قطعةٍ ومجموعةٍ أقدِّمها، تحكي قصَّةً فريدةً من نوعها، وتعدُّ قطعةً فنيةً بحد ذاتها، مع العلم أنني لا أحصر نفسي بالتراث السعودي فقط، إذ أعبِّر أيضاً عن هويتي الشخصية وكل ما يلهمني ويرتبط بي من خلال تصاميمي.
تابعي المزيد: المصممة سارة الحميد: مجوهراتي قصة مختلفة تلامس الروح وقطع فنية تبقى للأبد
"الفيروز أقرب حجرٍ كريمٍ إلى قلبي"
ما الحجر الكريم المفضَّل لكِ، وبماذا تميَّز؟
الفيروز، هو أقرب حجرٍ كريمٍ إلى قلبي، لأنه يذكِّرني بطفولتي، حيث كنت ألبس مجوهرات أمي حينما كنت صغيرة، خاصةً عقداً من الفيروز والألماس.
بماذا تميَّزت مجموعتك "فلك"؟
استوحيت تصاميم المجموعة من المخطوطات العلمية الإسلامية التي تحتوي على نصوصٍ ورسومٍ فلكية، ويعود تاريخها إلى عام 515 هجرية. تترجم التصاميم التي تضمُّها "فلك" الرسوم التوضيحية الفلكية من أشكالٍ وألوانٍ، وقد استخدمت فيها الذهب، وأحجار الملاكيات الخضراء، والفيروز، بوصفها رمزاً للهوية الإسلامية، مع منحها طابعاً جريئاً بإضافة العقيق الأسود.
ما الأفكار التي قدَّمتِها في مجموعة "جديلة"؟
"جديلة" هي أول مجموعةٍ أصمِّمها من الذهب والألماس، واستوحيتها من جدائل الشعر التي تنساب على الكتفين، وتميِّز السيدات العربيات، حيث تحكي قطعها عن جمال الجدائل العربية.
استخدمتِ في مجموعة "جنيهات" قطعاً ذهبية، ما السبب؟
مجموعة "جنيهات" إعادة صياغةٍ حديثةٍ للاستخدام التقليدي للعملات الذهبية والمعدنية السعودية.
في تراثنا الحجازي يعدُّ استخدام العملات الذهبية بوصفها هدايا تقليداً قديماً، قمت بإحيائه من خلال مجموعة "جنيهات" بطريقة عصريةٍ ومواكبةٍ للموضة.
مجموعة "1441 هـ" بماذا ترتبط؟
ترتبط بمدينة جدة القديمة. منذ مدةٍ طويلةٍ وأنا أعدُّ "جدة التاريخية" مصدرَ إلهامٍ لي، واستفدت من معالمها التراثية في تصميم هذه المجموعة القريبة جداً من قلبي.
في رأيكِ، ما أهمية المجوهرات في إطلالة أي سيدة؟
المجوهرات من وجهة نظري تعبِّر عن هوية السيدة وشخصيتها، كما تعكس روحها، وتحكي لنا تفاصيل كثيرة عنها، لذا عليها أن تحسن اختيار مجوهراتها.
ما أفضل طريقة للمحافظة على المجوهرات؟
يجب حماية الذهب والأحجار الكريمة من المواد الكيميائية، والمنظفات، ومستحضرات التجميل، والعطور، إذ يؤدي تعريضها لهذه المواد إلى تغيير لونها، وقد تؤثر أيضاً على درجة لمعان المعدن.
الأحجار الطبيعية الملوَّنة ناعمةٌ، ويحتوي سطحها على مساماتٍ، لذا تتطلَّب كثيراً من العناية، وأنصح بتخزين المجوهرات في علبٍ خاصة بها لحمايتها من التعرُّض للأكسدة.
كيف أثَّرت أزمة فيروس كورونا على علامتكِ التجارية؟
بحمد الله، لم يؤثر تفشي فيروس كورونا على علامتي التجارية، لأننا من محلات المجوهرات القليلة التي أطلقت موقعاً إلكترونياً قبل هذه الأزمة، ما سهَّل على عملاء مجوهرات ليليان إسماعيل اقتناءها وإهداءها للأحباب.
ما المهارات التي يجب أن توجد في مصممة المجوهرات حتى تنجح؟
عليها إتقان أساسيات صياغة المجوهرات، إذ تساعد في توسيع مداركها، وتزيد من إبداعها، إلى جانب مهارة الخروج عن المألوف، وتجريب كل ما هو جديد.
ما مشروعاتكِ وخططكِ المستقبلية؟
نعمل الآن على افتتاح مقرِّنا الأول في جدة ليكون أول متجر لـ "براند ليليان إسماعيل"، ونستعد لتوسيع أعمالنا ونقلها من النطاق المحلي إلى العالمي بالعمل مع متاجر خارج العالم العربي، وإطلاق براند عالمي بمعايير تنافس أشهر دور المجوهرات.
تابعي المزيد: مصممة المجوهرات هاجر الدخيل لـ "سيدتي": الحرف اليدوية عززت مهاراتي.. والتميز والتفرّد هدفي
.