يُعرف ليوناردو دافنشي بلقب "رجل عصر النهضة"؛ فقد كان متنوع المواهب، متعدد الأدوار، عبقريته لم تتوقف عند حدود الفن؛ فقد كان فناناً ورساماً ومعمارياً ومهندساً ومخترعاً وفيلسوفاً وجيولوجياً، فتحت عبقريته ومواهبه واهتماماته مسارات لإنجاز العديد من الأشياء العظيمة، وقد نال إعجاباً واسعاً وشهرةً عظيمة بسبب رسمه لوحة الموناليزا .
• ما تبقى لوحات أصلية قليلة مبدعة
من المعروف أن عدداً كبيراً من أعمال ليوناردو دافنشي قد دُمّر ، ونجا عدد قليل من لوحاته الأصلية، وتبقى بعض الإسكتشات؛ فقد كان ليوناردو فضولياً تجاه الفن لا يشبع، غالباً ما يرسم بمواد تجريبية غير معلوم مدى صمودها، وقد يرسم لوحات على سبيل التجربة ثم يهجرها إذا استشعر عدم إتقانها؛ ليعيد المحاولة والمواجهة مع بعض التحديات الفنية الإبداعية التي يجدها أثناء الرسم.
تميزت لوحات دافنشي بالواقعية الشديدة حتى اقتربت تماماً من الصورة الحديثة التي يتم التقاطها بالكاميرا، وقد تنقّل دافنشي بين رسومات المناظر الطبيعية والبورتريه وتركيبات الأشكال؛ مستخدماً المذهب الواقعي والطبيعي في تصوير الأشكال والمنظور في رسم المناظر الطبيعية، موقع discoverwalks.com يعرفك على أشهر لوحات دافنشي، فى السياق التالي.
الموناليزا (1503-1519)
الموناليزا ليست فقط واحدة من أشهر لوحات دافنشي، ولكنها أيضاً واحدة من أشهر اللوحات في العالم، وهي عمل فني يمثل تحفة نموذجية من عصر النهضة، وقد رسمت للسيدة النبيلة الإيطالية ليزا غيرارديني، رسمها دافنشي بألوان الزيت على لوحة بيضاء، وتُظهر اللوحة امرأة في مشهد يشبه الحلم، وتعد اللوحة مثالاً مذهلاً لطريقة ليوناردو للنمذجة sfumato الناعمة المظللة بعمق.
التعبير الغامض لوجه الموناليزا، المغري والمعزول على حد سواء، أكسب اللوحة شهرة عالمية.. ترمز الابتسامة الشهيرة للوحة الموناليزا للكلمة الإيطالية "gioconda" التي تعني "السعادة".
اللوحة معروضة بمتحف اللوفر، باريس، دخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية لأغلى قيمة تأمين معروفة.
تابعي المزيد: بعد لوحة دافنشي بيع ثاني أغلى لوحة قديمة في العالم
• لوحة بورتريه لجينيفرا دي بينشي (1474- 1479)
إحدى أقدم لوحات دافنشي.. تعد صورة Ginevra de 'Benci واحدة من أروع الأمثلة في تاريخ الفن الواقعي الإيطالي؛ حيث تظهر السيدة في وضع ثلاثة أرباع بدلاً من الوجه (أمامي)، والسيدة المرسومة هي جينيفرا دي بينشي، وهي امرأة فلورنسية تزوجها راعي دافنشي الفني، دوق ميلانو، تم رسم هذه اللوحة في فلورنسا من 1474 إلى 1478، وكان الغرض الأساسي منها إحياء ذكرى خطوبتها مع الدوق في سن 16 عاماً؛ حيث كان الرسامون يرسمون صوراً لشخصيات نسائية بشكل أساسي لسببين، إما الاعتراف بالخِطبة أو الزواج، توجد في: المتحف الوطني للفنون، واشنطن العاصمة، الولايات المتحدة.
• سيدة مع فقم (1489-1491)
العمل الفني هو نادر للغاية، يعد صورة مذهلة للجمال المثالي الذي يوضح عبقرية ليوناردو دافنشي الفنية الاستثنائية، اللوحة عبارة عن بورتريه لامرأة تحمل فقم، ويعتبرها العديد من النقاد واحدة من أفضل لوحات ليوناردو دافنشي، تم رسمها على لوحة من خشب الجوز باستخدام الزيوت، وكان موضوعها سيسيليا جالييراني، والتي كانت أيضاً مملوكة لأحد رعاة ليوناردو من الأثرياء (دوق ميلانو)، وقد رسم لها أكثر من ثلاث لوحات، لكن هذه هي اللوحة الوحيدة التي نجت كل هذا الوقت، واللوحة هي مثال رائع على إتقان دافنشي للواقعية، من خلال يد المرأة وكذلك رأس فقم واقعي بشكل جميل، توجد في: المتحف الوطني، كراكوف، بولندا.
• لوحة رأس ليدا (1505 – 1508)
تمثل اللوحة صورة دقيقة لرأس امرأة تدور برأسها (ثلاثة أرباع) جهة اليسار وتحدق لأسفل، تم تجديل شعرها بأنماط معقدة، وتم لف جدائل من الشعر الأملس حول الأذنين.
تعد اللوحة دراسة لرأس ليدا في لوحة ليدا والبجعة المفقودة (التي دمرت حوالي عام 1700)، وتمثل ليدا ملكة سبارتا وفقاً للأساطير اليونانية، اللافت فى اللوحة أن دافنشي لم يهتم كثيراً بنظرتها الرقيقة إلى أسفل، وبدلاً من ذلك ركز على أصعب تسريحات الشعر، الجزء العلوي من رأسها مغطى بضفائر متوازية، بنمط متشابك كان يستخدم في رسوم ومنحوتات في المعابد القديمة.
• لوحة رأس امرأة (1500-1510)
تم رسمها بالزيت والأومبر ودهانات الرصاص الأبيض على لوحة صغيرة من خشب الحَور، اللوحة تصور امرأة مجهولة الهوية تنظر إلى أسفل وشعرها يملأ الإطار من خلفها، تم تقديم العديد من النظريات حول اللوحة، بما في ذلك أنها رسم تخطيطي للوحة غير مكتملة، إلا أن دافنشي استطاع بمقدرة فائقة غرس سمات نابضة بالحياة في اللوحة، يُطلق على اللوحة اسم La scapigliata، والذي يُترجم إلى "أشعث" ويشير إلى تسريحة شعرها الفضفاضة.
توجد في: المعرض الوطني، بارما، إيطاليا.
تابعي المزيد: بيع نسخة مقلدة من الموناليزا الشهيرة بملايين الدولارات
• بورتريه ذاتي (1490 / 1515–16)
تعد من الصور القليلة التي رسمها دافنشي لنفسه، يُطلق على هذه اللوحة أحياناً اسم Portrait of a Man in Red Chalk، لكنها تعتبر إلى حد كبير صورة ذاتية.. ومع ذلك، يجادل بعض المؤرخين بأن الرجل في الرسم الطباشيري أكبر من أن يكون دافنشي نفسه؛ لأنه توفي عن عمر يناهز 67 عاماً، إلا أن دافنشي غالباً ما تخيل نفسه على هذه الصورة: رجل محترم، مسن مع عيون مظللة بشدة، كث الحاجبين، ذو لحية بيضاء طويلة، وغالباً ما تكون هذه الطريقة النموذجية لتمثيل الفلاسفة، توجد في: المكتبة الملكية، تورين، إيطاليا.
تابعي المزيد: اكتشاف سر العبقري دافنشي الذي صار لُغـزاً بعد 5 قرون