استطاع مهرجان قمم للفنون الأدائية الجبلية أن يبرز الألوان الشعبية المختلفة بالمملكة بجانب الحرف والأعمال الفنية التشكيلية، على أراضي منطقة عسير، وذلك خلال فعالياته التي بدأت يوم 9 يناير وأنتهت 15 يناير الجاري، وبتنظيم من هيئة المسرح والفنون الأدائية استطاع المهرجان أن يعزز مفهوم الفنون الجبلية كموروث ثقافي.
من جانبه أوضح "سلطان البازعي"، الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية، أن الألوان الشعبية المشاركة بالمهرجان ارتبطت بعدد من المنتجات المحلية التي يقوم على صناعتها وإنتاجها مجموعة من الحرفيين السعوديين، حيث أتاحت الهيئة الفرصة لهم للمشاركة في إثراء المهرجان، جاء ذلك وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء السعودية.
واستطاع المهرجان أن يعكس العمق الثقافي للمجتمعات، خاصة وأن منطقة عسير مليئة بالعديد من الفنون التي استوحت فنها من ارتباط الإنسان بالمكان، وذلك حسب ما قاله "فايع الألمعي" الفنان التشكيلي، وفي إطار دمج وتعميق قيمة الموروث بالثقافة، استطاعت مصممتا الأزياء بتول الشهراني، ورزان البسامي، تحقيق هذا الهدف من خلال تصميم الأزياء الحديثة بلمسات شعبية فنية، مؤكدين على ثراء الموروث العسيري بتفاصيل إبداعية خاصة.
وشهد المهرجان أيضًا وجود حرف مرتبطة بالألوان الشعبية، من خلال مشاركة "مسعود الصقور"، والذي أمتهن هذا الفن منذ 50 عامًا، بمنتجات الأدوات الموسيقية الخاصة بالألوان الشعبية في المنطقة وصناعتها من أخشاب الأثل، والتين، ودبغ جلود المواشي، لصناعة الزير والطبل، التي تزخر بها عسير.
وكان المهرجان شاهدا على تنظيم 3 ندوات ثقافية بالتعاون مع نادي أبها الأدبي، تمحورت عناوينها حول "الجبل في الفنون الشعبية – قراءة سيميائية"، و"أنواع وأغراض الفنون الجبلية الشعبية"، إضافة إلى "تحليل الغناء الجبلي"، في وجود مجموعة من الأدباء والمثقفين.
تجدر الإشارة إلى أنه من المتوقع أن تنعقد الدورة القادمة للمهرجان في منطقة عسير وأيضا بشكل دولي، في إطار يدعم الفنون الجبلية المحلية التي تتميز بطابع فريد.