تفوقت مبيعات السيارات الكهربائية في المنطقة على مبيعات سيارات الديزل في ديسمبر 2021، وذلك للمرة الأولى تاريخياً؛ وفقاً لبيانات جمعتها شركة تحليلات السيارات المستقلة "ماتياس شميت" Matthias Schmidt لصالح "فاينانشيال تايمز"، وأظهرت البيانات أن أكثر من خُمس السيارات الجديدة المبيعة عبر 18 سوقاً أوروبياً - بما يشمل المملكة المتحدة -كانت تعمل بالبطاريات، بينما شكلت السيارات الهجينة أقل من 19% من المبيعات، وبلغت الحصة السوقية للسيارات الكهربائية أكثر من 20% من السيارات الجديدة المبيعة في أوروبا وبريطانيا في ديسمبر، وتراجعت مبيعات سيارات الديزل، التي كانت تمثل أكثر من نصف مبيعات السيارات الجديدة في الاتحاد الأوروبي حتى عام 2015، إلى أقل من 19%، حيث تم بيع 176 ألف سيارة تعمل بالبطارية في أوروبا الغربية، وهو مستوى قياسي مرتفع، ويزيد بأكثر من 6% عن المبيعات المسجلة في نفس الشهر من عام 2020، في حين تم بيع حوالي 160 ألف سيارة تعمل بالديزل في ديسمبر 2021، وذلك مع تفضيل المشترين للمركبات المدعومة الخالية من الانبعاثات عن السيارات الأخرى العاملة بالوقود، إلى جانب القيود الصارمة التي قدمت عام 2020، والتي تجبر المصنعين في الاتحاد الأوروبي على بيع المزيد من المركبات قليلة الانبعاثات؛ حيث ارتفعت مبيعات السيارات التي تعمل بالبطاريات في أوروبا والولايات المتحدة والصين العام الماضي، بينما عانت السيارات التقليدية من الركود.
سبب ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية
يأتي ذلك، بعد أن جعلت الحوافز الحكومية السيارات الكهربائية في متناول الجميع، وتزايدت الطرازات المعروضة من السيارات الكهربائية للاختيار من بينها، كما أصبح المشترون أكثر وعياً بالتكلفة البيئية للمركبات التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي، وقدتراجعت مبيعات السيارات الجديدة في الاتحاد الأوروبي بأكثر من 20% في نوفمبر الماضي، بسبب النقص في أشباه الموصلات، الذي أعاق الإنتاج؛ وفقاً لاتحاد مصنعي السيارات الأوروبيين، واشترى الأوروبيون سيارات كهربائية أكثر من سيارات الديزل في ديسمبر، وهي المرة الأولى التي تتفوق فيها مبيعات السيارات الكهربائية على سيارات الديزل، الأكثر شعبية في أوروبا تاريخياً.
الديزل شائعٌ بأوروبا منذ فترة طويلة
قال شميت، إن تسلا كانت العلامة التجارية الأكثر مبيعاً للسيارات الكهربائية في عام 2021، تليها فولكس فاغن، كما يعتقد أن تسلا ستكون في وضع جيد لتوسيع ريادتها عندما تفتح مصنعاً بالقرب من برلين هذا العام لخدمة السوق الأوروبية؛ حيث تقوم الشركة الأميركية الرائدة للسيارات الكهربائية بالاستيراد من الصين لتغذية الطلب في السوق الأوروبي، كان الديزل شائعاً لفترة طويلة في أوروبا بسبب السياسات الضريبية التي جعلت وقود الديزل أقل تكلفة من البنزين، وتعتبر المركبات التي تعمل بالديزل بشكل عام، أكثر كفاءة في استهلاك الوقود من السيارات التي تعمل بالبنزين، ولكنها تنتج تلوثاً أكثر ضرراً.
بدأ تراجع الديزل في عام 2015 بعد أن اعترفت فولكس فاغن بأنها باعت ملايين السيارات التي تعمل بالديزل المزودة ببرامج تنتج انبعاثات منخفضة بشكل مصطنع خلال الاختبارات الرسمية، البرنامج غير القانوني جعل المركبات تبدو أكثر نظافة مما كانت عليه، ولفتت الفضيحة الانتباه إلى التلوث الذي تسببه سيارات الديزل، والذي تسبب في عشرات الآلاف من الوفيات المبكرة، وحظرت مدن مثل هامبورغ وبرلين السيارات التي تعمل بالديزل في بعض الأحياء، بينما شدد الاتحاد الأوروبي قواعده بشأن تلوث المركبات، كما يتعين على شركات صناعة السيارات دفع غرامات كبيرة إذا لم تقلل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى المستويات المحددة.. حالياً، لاتزال سيارات البنزين أكثر شيوعاً؛ حيث تمثل 40% من مبيعات السيارات الجديدة، ولكنها أيضاً في انخفاض طويل الأجل.
يذكر أن مبيعات سيارات الديزل شهدت انخفاضاً ثابتاً منذ فضيحة شركة فولكس فاجن؛ حيث تحايلت الشركة على اختبارات الانبعاثات لمحركات الديزل في 11 مليون سيارة.. اللافت أن رغم هذه الانخفاضات في المبيعات، حافظت الشركة الألمانية على منصبها كأكبر منتج للسيارات الكهربائية في أوروبا الغربية العام الماضي؛ حيث باعت أكثر من 310 آلاف نسخة تعمل على البطاريات في المنطقة خلال 2021، وذلك من إجمالي 3.5 مليون سيارة.