عرض بينالي الدرعية للفن المعاصر أعمالاً سعودية وعالمية متنوعة لـ 64 فناناً في حي جاكس في الدرعية، وهو أول بينالي دولي يقام في الشرق الأوسط، وقد حظي باهتمام العديد من الفنانين والمهتمين بالفن، ولا سيما أنه أول حدث للفن المعاصر بهذه الضخامة. وقد التقت "سيدتي" عدداً من الفنانات السعوديات المشاركات للحديث عن مشاركاتهن وتفاصيل أعمالهن.
الوضع العالمي
بدايةً تحدّثت الفنانة مھا محمد الملوح عن فكرة عملها، مؤكدة أنها مستلهَمة من الوضع العالمي الذي نعيشه كل الوقت الحاضر، وقالت: مع تعافي العالم ببطء من كوفيد 19 الوباء العالمي، یبدأ الواقع الجدید في الحیاة بتشكيل علاقة رمزیة بین التجربة الموحدة والروح الفردیة. وتكشف الاستجابات المختلفة للأفراد عن السلوك الفردي والقدرة على التحمل والرغبة في البقاء. وبینما تمكن البعض من تغذیة الروح والبحث عن الراحة بعیداً عن الجانب المادي، فيا عبّر البعض الآخر عن مدى حماسه للحیاة الظاھریة. وشھد الجمیع إحیاءً أو تحولاً في الكثیر من المفاھیم، سواء تجاه أنفسنا أو تجاه العالم من حولنا. لیُمنح العالم فرصة جدیدة لإعادة التفكیر في 2022.
الأشكال الهندسية
فيما تميزت الفنانة لولوة عبد الرزاق الحمود في التعبير الإبداعي بالأشكال الهندسية المجرَّدة، وهي واحدة من روَّاد الفن المعاصر في السعودية، وعن وجودها في بينالي الدرعية تقول: سعيدة جداً لوجودي في بينالي الدرعية؛ لأنه جمعنا مع فناني العالم، وأعطانا فرصة للتبادل الثقافي ووضع الفن السعودي في منظومة عالمية.
وعن عملها تقول: كوني أول سعودية تحصل على الماجستير من جامعة سانت مارتن المركزية للفنون في تخصص الفن الإسلامي فقد بدأت عملي كمشروع مستمر منذ 21 عاماً. إذ بدأته في 2000 بعمل أسماء الله الحسنى، وانتهيت من الـ 99 اسماً في هذا العام، وهو مستلهم من نظريات الفنون الإسلامية القديمة، ويجمع بين فن الخط والزخارف الهندسية بشكل يهدف إلى جعل الزخارف الهندسية لغة بأشكال جديدة للحروف بناءً على علاقتها بالأرقام لإنشاء لغة كونية تعبّر عن علاقة الخلق بالخالق، والعمل عبارة عن جزأين؛ الأول هو لغة الوجود، ونقشت خلاله على زجاج البلكسي مع شرائط إضاءة LED زرقاء مغلفة، وحجم كل قطعة من الأسماء: 30 × 40 سم، والعمل الثاني هو الأبجدية، وجسدت خلاله أشرطة إضاءة LED سوداء قابلة للبرمجة على كل لوح، مع إطار صلب، وخلفية عاكسة 332 × 253 × 320 سم.
النسيان
وعرَّفت دانية الصالح فنانة تشكيلية سعوديةالفن المعاصر من منظورها بأنه "الفن الذي يعكس الحاضر والأحداث والأخبار، وينقل ما يشهده المجتمع من مشكلاتٍ وقضايا"، مبينةً أنها تتطرَّق في عملها إلى ظاهرة الذاكرة والنسيان، وترصد التقدم السريع للمدن والحضارة.
ورأت أن هناك صعوبةً في الحفاظ على الذاكرة الفردية في إطار العائلة، عكس الحال مع الذاكرة الجماعية، مثل الاحتفالات الوطنية، لذا "يتساءل عملي: ماذا يمكننا أن نقدم لتعزيز الذاكرة الفردية، خاصةً في المجتمعات الصغيرة كالقرى".
وحول عملها في المعرض، ذكرت دانية: "يطرح عملي أسئلةً عدة، تدور كلها حول كيفية المحافظة على الذاكرة الفردية التي تعكس ماضينا، الذي بدوره يقرِّر مستقبلنا، وقد عملت عليه طوال خمسة أشهرٍ، منها ثلاثة أشهرٍ من التحضير قبل إطلاق العمل الفعلي، واستخدمت فيه تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي عبر تجسيد أشخاصٍ غير موجودين في العالم، نراهم فقط ضمن برنامج فني في لوحاتٍ دائريةٍ معلَّقة، ترمز للمباني والحضارة والتقدم، وركزت فيه على فكرة: ماذا يحدث للذاكرة التي نتوارثها جيلاً بعد جيل، ومَن يقرِّر ما الذي يبقى وما الذي يجب نسيانه؟".