رغم أن جائحة كورونا عادت قبل سنتين تحديدا آواخر 2019 لتتصدر المشهد حول العالم، إلا أن المسحات المخبرية الخاصة بالفيروس تواجدت قبل ظهوره من جديد بحوالي 16 عاما، تحديدا عام 2003 عندما اخترعت شركة "كوبان" التي تأسست قبل 43 عاما من الآن أول مسحة مخبرية، والتي كانت سببا رئيسيا للدخول في صراعات مع منافستها "بيوريتان ميديكال برودكتس".
وخلال تصريحات لـ"ستيفانيا تريفا"، 57 عاما، صاحبة الأصول الإيطالية وصاحبة النصيب الأكبر من الأسهم في شركة "كوبان"، في مجلة "فوربس" الشهيرة، أعلنت أن الأمر بدأ عندما تضررت مدينة بريشيا شمال إيطاليا بشكل واضح من الموجة الأولى لفيروس كوفيد -19، الأمر الذي جعل شركة "كوبان" تتخذ موقفا سريعا تجاه الفيروس من خلال توفير أكثر 415 مليون مسحة في 2020.
وعلى حسب قولها أوضحت أن المسحة عبارة عن قطعة قطن يتم من خلال التقاط العينة من أنف المصاب، إلا أن المميز في تلك المسحة عن سواها أنها مزودة بآلية ربط الألياف بالعصا التي تستطيع أن تلتقط 80% من العينة المراد فحصها، وبفضل هذا التميز استطاعت "كوبان" أن تنتج مليار واحد سنويا.
نتيجة لهذا الأمر ارتفع صافي الدخل الخاص بالشركة إلى إلى 79 مليون دولار أمريكي، بإيرادات قدرها 372 مليون دولار أمريكي عام 2020، بينما وصلت المبيعات لـ445 مليون دولار في 2021، وبفضل هذا الاختراع تبدل الحال نسبة إلى "تريفا" وعائلتها الذين يمتلكون شركة "كوبان"، لتحتل "تريفا" مرتبة الملياردير، بثروة تقدر بنحو 1.2 مليار دولار، مقارنة بباقي أفراد العائلة الذين يمتلكون نسبة تصل لـ1.3 مليار دولار.
وصرحت "تريفا" خلال حديثها أن الشركة استطاعت أن تثبت قدمها وسط المنافسين في السوق، قائلة « نتلقى عروضًا كل يوم تقريبًا، لكننا نحب الاستقالال وأن نحافظ على ملكية العائلة للشركة مع تحمل كافة المخاطر التي يمكن أن تواجهنا»، وأضافت "تريفا" أن الشركة أيضا تنتج مسحات تستخدم في الكشف عن الجرائم من خلال استخلاص الحمض النووي للطب الشرعي من مسرح الجريمة، أي أن الموضوع ليس مقتصرا على مسحات كورونا فقط.
واسترسلت في حديثها موضحة أن شركة "كوبان" تمتلك في الوقت الحالي منتجا عالي التقنية يمكنه معالجة اختبارات البول والالتهابات البكتيرية المعقدة بشكل آلي، والذي يشهد نموا ملحوظا في السوق مقارنة بالمسحات.
اختراع "كوبان" لتقنية المسحة 2003
في عام 2003، توجه "دانييل تريفا"، أخو "ستيفانيا" وهو أحد أفراد العائلة المالكة لشركة "كوبان"، لشراء معطف شتوي، ومن هنا لاحظ الدور الذي تلعبه شراط ألياف النايلون على الحامل الخاص بالملابس، وجاءت فكرة تطبيق هذا الأمر بشكل عملي على منتج المسحات، ومن تلك الصدفة استطاعت "كوبان" أن تحدث طفرة في التشخيص، بشكل سهل إجراء الاختبارات الروتينية للفيروسات والالتهابات البكتيرية، حسبما قالت "تريفا".
وبسبب هذا النجاح واجهت "كوبان" بعد الصراعات غير الشرعية مع منافسيها على رأسهم شركة " بيوريتان ميديكال برودكتس" التي انتهكت براءة الاختراع الخاصة بالمسحات وقامت بإنتاجها، تقول "ستيفانيا" بشأن هذا الأمر «لقد كانوا دائمًا منافسنا غير الشرعي».
إلا أن التحدي الحقيقي الذي واجه "تريفا" هو مع ظهور أول حالة كورونا في بلدة "كودوجنو" التي تقع على بعد 50 ميلا جنوب غرب بريشيا، حيث تم تشخيص الحالة بفضل مسحات "كوبان"، وخلال جائحة كورونا عينت الشركة موظفيها في نوبات عمل متواصلة لمدة 7 أيام لتلبية متطلبات الحكومة الإيطالية لمواجهة جائحة كورونا، كما أنها بدورها ساعدت الولايات المتحدة الأمريكية من خلال إرسال الإمدادات لها والتي قدرت بحوالي 4 ملايين عينة.
كما وظفت الشركة مئات العمال الجدد لمواكبة الارتفاع غير العادي في الطلب، كما تلقت منحتين بقيمة 10 ملايين دولار لكل منهما في عام 2020، إحداهما من صندوق التصنيع المتقدم التابع لشركة Apple لبناء مصنع جديد في كاليفورنيا، والأخرى من وزارة الدفاع الأمريكية لزيادة الإنتاج في مصنعها في بورتوريكو.
أوضحت "تريفا" أن الشركة توفر أحدث ابتكاراتها والتي تتمثل في آلة يمكنها تقليل وقت التشخيص بنسبة 80% للعدوى، من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي، واختتمت "تريفا" حديثها موجهة الشكر لفريقها وشقيقها على الرحلة التي شهدت عليها خلال تواجدها كعنصر ضمن مجموعة "كوبان".