جميلة الجميلات أو حلاوتهم بالعامية هذا ليس اسم فنانة سينمائية أو مغنية أوبرا شهيرة بل أيقونة حب نقش اسمها على جدران ومعابد أبو سمبل انها امرأة ذات الوجه الدائري الجميل والخدود الممتلئة والوجه المولع بالإكسسوارات والزينة بجميع ملابسها إنها نفرتاري أيقونة الحب زوجة رمسيس الثاني قبل أن يتولى العرش وكان عمره وقتها تسعة عشر عاماً، وكانت نفرتاري واحدة من عامة الشعب أحبها بل عشقها فأطلق عليها لقب حبيبة .
• المصريون شعب محب منذ قديم الأزل
وتقول الباحثة في الآثار داليا عثمان لسيدتي عن عاطفة الحب عند المصريين القدماء، إنها عاطفة مقدسة وهي نفسها عند المصريين في العصر الحاضر بذات القيمة والماهية، فما برح المصريون القدماء يتحدثون ويتغزلون ويهيمون عشقاً في نسائهم، وكانوا أول من أقام يوماً للاحتفال بالحب وأول من قدم هدية احتفاء بمناسبة .
• قصة حب خالدة
تقول داليا: من اشهر قصص الحب المدونة والمنقوشة على جدران معبد أبو سمبل قصة الملك رمسيس الثاني ونفرتاري، التي ذاب عشقاً فى حبها فقام بتتويج هذا الحب ببناء معبد خاص لها كهدية تخليداً لحبه لها وحتي تتعبد فيه، وقد وصفتها النقوش بكلمة حبيبة، والزوجة المفضلة فقد كانت سيدة الدلتا والصعيد، بل سيدة الأراضي.
لم يكتف الملك رمسيس بإعلان حبه على الملأ بل وثقه أيضاً على جدران هذا المعبد فقد كتب عليه من أجل حب زوجتي قمت ببناء هذا المعبد ولكن القدر لم يلهم هذه المحبوبة افتتاح هذا المعبد فقد أنابت ابنتها ميريت للافتتاح بدلاً منها بسبب مرضها ويقال انها وافتها المنية اثناء سفرها لهذا الافتتاح لتنهي برحيلها أجمل قصة حب عرفها التاريخ المصري وإن كان سيظل اسمها محفوراً على جدران معبد أبوسمبل.
تابعي المزيد: "صعود آتون" المدينة الذهبية المفقودة.. اكتشاف جديد يكشف غموض الحضارة الفرعونية
• الحب شعور مقدس عند المصريين القدماء (الفراعنة)
تقول داليا: كان الحب شعوراً مقدساً عند قدماء المصريين، فقد كان له آلهة ومعابد يذهبون إليها للتعبد وكذلك للقاء من يحبونهم، وتسجل البرديات وجدران المعابد قصصاً وأشعاراً مدهشة تكشف أن الحب سيطر على قلوب ملوك وملكات الفراعنة، وجعلهم يكسرون الصورة النمطية للحكام الأشداء، ويظهرون مشاعرهم الإنسانية للعلن.
• المصريون القدماء أول من احتفل بيوم الحب
- المصريون القدماء أول من احتفل بيوم الحب والاحتفال في مدينة منف، حيث يبدأ في أول الشهر الرابع من كل عام وكانت زهرة اللوتس رمز البلاد هي زهرة الحب المقدس التي يقدمها المحبوب لمحبوبته.
- المصريون القدماء أول من عرفوا تقديم الهدايا في الأعياد، فقد كان المصري قديماً يقدم لحبيبته أو لزوجته الورود في احتفالية خاصة تسمي الوليمة وكانت تقام بشكل مستمر
- كان المصريون القدماء يتمتعون بعواطف جياشة ومشاعر نبيلة، وكانوا يبرعون في نظم الشعر، ويكتبون قصائد الغرام للاحتفاء بالمحبوبة، حيث كان لتلك القصائد دور كبير في الاحتفالات حسب ما نقش على جدران المعابد.
- استخدم المصريون القدماء التعبيرات اللغوية البليغة للتعبير عن الحب مثل الحب المقدس، وكلمة محبوبة أو ملكة وتم منح الحبيبة ألقاباً مثل جميلة الوجه وعظيمة المحبة ومنعشة القلوب وجميلة الجميلات.
- من أجمل وأبلغ ما قاله المصريون القدماء عن الحب:
(الحب هبة السماء تسكبه الطبيعة في كأس الحياة تلطيفاً لمذاقها )
• كيف اختلف يوم الحب عند المصريين قديماً وحديثاً..؟
يقول داليا: لا تختلف مظاهرالاحتفال بين يوم الحب العالمي ويوم الحب، حيث يحرص المصريون على استعادة العواطف الرومانسية وشراء الهدايا التذكارية والزهور والورود كرمز للمحبة والتقدير بين الأحبة والعشاق.
يحتفل المصريون بعيدين للحب:
- الأول: بيوم الحب العالمي وهو 14 فبراير عن طريق إهداء الورود وإرسال الهدايا والقلوب الحمراء.
- الثاني: وهو 4 نوفمبر من كل عام والذي أسسه الكاتب الصحفي مصطفى أمين وهي فكرته في الأساس والتي لاقت هجوماً كبيراً في البداية ولكن تغيرت هذه الفكرة واصبح الاحتفاء بهذه الفكرة معتاداً كل عام حيث يتبادل المحبون الهدايا والورود والحلوي خاصة الشيكولاتة في احتفالية خاصة يستمتع بها الجميع.
تابعي المزيد: في السعودية آثار فرعونية وبعثة مصرية للتنقيب عن رمسيس الثالث