بهدف دعم وتطوير الأبحاث المتعلقة بتعديل الجينات لعلاج مرض السكري من النوع الأول "من خلال استبدال خلايا بيتا في البنكرياس" قدم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة منحة إلى معهد هارفارد للخلايا الجذعية.
وبحسب وكالة أنباء الإمارات "وام" يأتي هذا الدعم المقدم إلى معهد هارفارد للخلايا الجذعية في إطار "مبادرة بلوغ الميل الأخير" التي ترتكز إلى توطيد العلاقات مع الأطراف المعنيين من أجل تحقيق تغيير فعال ومستدام، وتستمد المبادرة زخمها من الإيمان بأهمية بناء مستقبل يضمن الاستقرار ويعزز الكرامة الإنسانية ويشمل الجميع.
كما تعمل مبادرة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لدعم مشاريع الصحة العالمية "بلوغ الميل الأخير" على مكافحة الأمراض وتعزيز الأنظمة الصحية بجانب دعمها تطوير الأبحاث والتكنولوجيا المبتكرة لتشجيع التقدم في القضاء على الأمراض.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية فإنّ نحو 422 مليون شخص في مختلف أنحاء العالم مصابون بمرض السكري؛ حيث يتسبب المرض في نحو 1.6 مليون حالة وفاة مباشرة سنويًّا وشهدت العقود الماضية زيادة مضطردة في عدد الإصابات ومدى انتشار مرض السكري.
ويمثل هذا الدعم إلى معهد هارفارد للخلايا الجذعية فرصة للانضمام إلى مهمته لتحقيق إنجاز كبير في مجال مكافحة مرضى السكري من النوع الأول.
من جهته قال "الدكتور دوغلاس ميلتون" - الذي يشغل كرسي أستاذية زاندر للخلايا الجذعية وعلم الأحياء التجديدي في جامعة هارفارد والمدير المشارك لمعهد هارفارد للخلايا الجذعية -:" إنّ النتائج الواعدة التي شهدناها في أبحاث الخلايا الجزرية المشتقة من الخلايا الجذعية تبشر بإمكانية إيجاد علاج يغير حياة الأشخاص الذين يعانون من عبء مرض السكري من النوع الأول مدى حياتهم، واستطعنا تحقيق هذه النتائج بفضل الجهود طويلة الأمد التي بذلها الطلاب وفريقنا في معهد هارفارد للخلايا الجذعية لتحويل الخلايا الجذعية البشرية متعددة الإمكانيات إلى خلايا بيتا منتجة للأنسولين وبالتالي إنتاج إمدادات لا تنضب من الخلايا القابلة للزراعة، وقد حققت صناعة التكنولوجيا الحيوية تقدمًا كبيرًا في هذا المجال من أجل تصنيع الخلايا واختبار النتائج في التجارب السريرية، وجاءت النتائج الأولى المعلنة مؤخرًا مبشرة إلى حد كبير، فيما يتمثل التحدي التالي الذي يواجهنا الآن في حماية خلايا بيتا المزروعة من رفض الجهاز المناعي للمتلقي، وفي حال نجحت استراتيجياتنا سيصبح العلاج بخلايا بيتا مستقبلًا العلاج المعياري للمرضى المصابين بمرض السكري".
تجدر الإشارة إلى أنّ هذه الشراكة ستتيح الفرصة لاثنين من الباحثين الإماراتيين للانضمام إلى "مختبر دوغلاس ميلتون" للإسهام في الأبحاث والعمل على تطوير علاج مبتكر لمرض السكري من النوع الأول.
بدورها قالت "الدكتورة فاطمة الكعبي" المديرة التنفيذية لبرنامج زراعة نخاع العظام في مركز أبوظبي للخلايا الجذعية:" إنّ فرصة انضمام مواطنين اثنين إلى مختبر ميلتون بوصفهما زميلين بحثيين ستسهم في تحقيق إثراء ثقافي وعلمي هائل لجميع المشاركين، كما يقدم هذا التعاون فرصة قيمة إلى الزملاء المشاركين في هذا البحث من حيث اكتساب الخبرة والعلم والمعرفة من خلال عملهم في المختبر تحت إشراف باحث علمي مرموق، ونتطلع إلى ترشيح أفضل الكوادر من فريقنا العلمي الموهوب وكلنا أمل بأن تسهم مشاركتهم في تسريع الأبحاث وإيجاد علاج ناجح لمرض السكري من النوع الأول".
يذكر أنّ مرض السكري من النوع الأول ينتج بسبب الافتقار لخلايا "بيتا" المنتجة للأنسولين والتي يدمرها الجهاز المناعي بواسطة آليات لا تزال غير معروفة، وبالرغم من أنه يمكن للمرضى التعايش مع مرض السكري، إلا أنه لا يوجد له علاج حاليًّا وستدعم المنحة المقدمة من الشيخ محمد بن زايد المشروع الرئيسي الأول المتمثل في تصنيع خلايا بيتا قادرة على تفادي الهجوم المناعي لها، فيما يشمل المشروع لاحقًا تحديد الخلايا المناعية المسؤولة عن رفض خلايا بيتا المشتقة من الخلايا الجذعية المزروعة، والتي ستتيح تحديد الخلايا المناعية التي تبدأ وتواصل الهجوم المناعي وإيجاد آلية للقضاء عليها، كما يشمل المشروع تطوير نماذج لخلايا جذعية مماثلة لتلك الموجودة داخل جيوب في البنكرياس تسمى "جزر" لزراعتها في الإنسان، وسيسمح هذا البرنامج الطموح للخلايا الجزرية المنبوذة الاستمرار والعمل لسنوات بعد زراعتها في مرضى السكر مما سيسهم في علاجهم من المرض.
ويرأس البرنامج البحثي "منظمة JDRF الخيرية، وهي منظمة عالمية رائدة تمول أبحاث مرض السكري من النوع الأول، والتي أطلقت في عام 2021 "مركز JDRF للتميز" في إقليم نيو إنجلاند بالولايات المتحدة وهو تعاون مؤسسي بين كبار الخبراء في "ماساتشوستس".
وتعمل مؤسسة " JDRF" بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين في مختلف أنحاء العالم على تسريع الأبحاث من خلال مبادرات تحفز التعاون والابتكار وتسخر الموارد وتشرك المواهب الناشئة، وتعمل مراكز التميز المشتركة على النهوض بهذه الجهود، وتشكل محورًا أساسيًّا للاستراتيجية الشاملة لمؤسسة JDRF في إيجاد علاج ناجح لمرض السكري من النوع الأول.