اتفقت غالبية آراء الشباب على أنَّ عيد الحبِّ هو للعشيقة لا للزوجة، خصوصاً في حال كان الزواج على الطريقة التقليديَّة لا عن علاقة حبٍّ، لكنهم أكدوا على أنَّه في حال كان يحب زوجته سوف يحتفل معها وليس العكس، وقد يكون ذلك بحكم التربية الشرقيَّة التي كبر عليها المجتمع الخليجي بشكل عام، إلا أنَّ ذلك المعتقد هو أحد العوامل الرئيسة التي قد تؤدي للطلاق.
لا ضرورة للرومانسية
عبد العزيز جوهر شاب متزوج منذ عام ونصف العام، يبلغ من العمر 28 عاماً، يجد أنَّ عيد الحب للعشيقة لا للزوجة، خصوصاً في حال كان الزواج على الطريقة التقليديَّة، ويؤكد بأنَّ الزوجة هي من تستطيع أن تحدِّد طريقة الحياة الرومانسية بين الزوجين كيف تكون، ويقول: منذ أن تزوجت لم احتفل مع زوجتي بأي مناسبة، وأفضل أن احتفل مع أصدقائي بمناسبة عيد الحب أو غيره من الأعياد فأنا لا أشعر بأنَّ الرومانسية المفرطة بين الزوجين، خصوصاً بعد إنجاب الأطفال ضرورة.
لو لم أكن أحبُّها ما احتفلت معها
ويشاركه الرأي فهد المطيري الذي يؤكد أنَّه إن لم يكن يحب زوجته ما احتفل معها بعيد الحب، فهو عيد لمن يحبون بعضهم بعضا، وهو متزوج يبلغ من العمر 26 عاماً، ومضى على زواجه ما يقارب الثلاث سنوات، ويوضح بأنَّ حبَّه لزوجته هو ما يدفعه فقط للاحتفال معها في مثل هذه المناسبة، مشدداً على أنَّه في حال شعر بأنَّه لم يعد يحبها فلن يحتفل معها.
عيد الحبِّ فرصة لكسر الحواجز
بينما يخالفهم الرأي عبد الرحمن خالد وهو متزوج منذ أربع سنوات و له طفلة، إذ يجد أنَّ الاحتفال مع الزوجة في مثل هذه المناسبات مفيد جداً، خصوصاً أنَّ ذلك يمنح الزوجة شعوراً جميلاً تجاه زوجها، ويقول: منذ أن تزوجنا حرصت على الاحتفال بعيد الحب وعيد زواجنا وعيد ميلاد زوجتي، إذ إنَّ زواجنا كان تقليدياً، ولهذا السبب احتفل معها بهذه المناسبات وذلك لكسر جميع الحواجز وجعل الحياة العاطفية بيننا مستقرة وجميلة، وذلك بدوره ينعكس على حياتنا كلها.
فتاة ليل لزوجها
ومن الجانب النفسي يوضح استشاري علم النفس السلوكي والأسري، الدكتور ماجد قنش، بأنَّ التربية لها دور كبير في تعامل الأزواج فتربية المجتمع لدينا تفرض على الرجل والمرأة أسلوب تعامل محدداً عندما يتزوجون، بسبب تلك التربية تتكون بين الزوجين حواجز كبيرة تمنعهما من التعامل بحريَّة مع بعضهم بعضا، ولذلك يسهل على الطرفين التعامل مع العشيق أو العشيقة بكل أريحيَّة، إذ إنَّ المرأة المتزوجة أكثر خجلاً من العشيقة، وفي حال حاولت المرأة التقرب من زوجها والتعامل معه بتلك الحرية يبدأ معتقده الشرقي المتزمت بالظهور، وتبدأ الشكوك تراوده حولها وحول كيفيَّة حصولها على تلك المعلومات، ولهذا يصعب على الزوجة أن تبادل زوجها مشاعرها من دون خجل أو تردد، بالإضافة إلى نمط التربية الذي كبرنا عليه وهو عدم رؤية الوالدين وهما يتبادلان كلام الحب أو يحتضنان بعضهما أمام صغارهما فيعتقدون بأنَّ ذلك عيب، وبالتالي تتعمق هذه الأفكار من جيل لآخر.
ويضيف قنش: لا بد أن تكون العلاقة بين الزوجين مليئة بالجرأة وذلك لكسر الحواجز بينهما، إذ لا يمنع أن تكون الزوجة فتاة ليل لزوجها، فهي حلال له وهو حلال لها، حيث إنَّ الخجل بين الزوجين يؤدي إلى كثير من المشكلات بينهما، وذلك يعالج بالدورات السلوكية للأزواج، إذ يتوجب على حديثي الزواج أن يتوجهوا لمثل تلك المساعدات من دون خجل أو تردد، أو سؤال أحد الكبار الذين لهم خلفية بتلك الأمور الزوجيَّة لمحاولة حل المشكلات بينهم، وتحسين العلاقة الحميمة، فتلك العلاقة هي أساس الحياة الزوجيَّة في حال تعطلت تضرر المنزل بأكمله.