منذ قديم الزمن، سعى الرجال والنساء إلى إيجاد طرق لفهم وتفسير موضوع الحب، ذلك الغامض المستتر، الخفي المخفي، المتدثر بين جنبات الصدر المتخفي في دهاليز القلب، ولكنه ساحر أخاذ يلون الحياة بالبهجة والسعادة، على أن كل لغة لديها مجموعة مختلفة من الكلمات لوصف الحب. قد تفسر نفس السياق الاجتماعي للحب كحالة ولكن بطرق مختلفة جداً.
• الحب فكرة خالدة أبدية
تقول د. نجوان سعيد عبد المولى الباحثة فى علم الاجتماع الثقافي، ولديها رسالة علمية في علاقة البناء الاجتماعي بالثقافة في ظل الدراسات الأنثربولوجية، لسيدتي: هناك العديد من قيم الحب التي تختلف وتختلف قيم التعبير عنها، فوفقاً لدراسات علم الاجتماع لاحظ العلماء ودرسوا قيم الحب والعواطف والأحاسيس في ثقافات مختلفة، ويبدو أن التنشئة الفكرية والموقع الجغرافي يساعدان في التعبير والفهم الثقافي للرجال والنساء وعلاقاتهم مع بعضهم البعض.
• العواطف والتعبير عن الحب في فرنسا
تقول د. نجوان: فرنسا بلد الحرية والانطلاق والتعبيرات الواضحة والصريحة عن الحب والمشاعر، حيث يميل الفرنسيون إلى إظهار إيماءات الحب بشكل أكثر صراحة مقارنة بالثقافات الأخرى.
وتؤكد د. نجوان أن الاتصال بالعين في فرنسا يعد أمراً ضرورياً، فهناك حقيقة واضحة هي أن الفرنسيين مشاعرهم حرة وعواطفهم ظاهرة ويجيدون التعبير عنها، على أن الفرنسيين تقليديون تماماً في مناهجهم لإظهار الولاء، فأقوى رمز للحب الرومانسي عند الفرنسيين يكون كلاسيكياً تماماً، فالرجل يقدم الزهور للسيدة ويدعوها إلى مطعم جميل مع شموع على المنضدة؛ ليخبرها بمشاعره ويطلب يدها للزواج، على أن كثيراً من الفرنسيين لا يتحدثون للناس كثيراً عن شعورهم بالحب، فالحب بمشاعره الجميلة وعواطفه الراقية وأحاسيسه المرهفة يعد موضوعاً شديد الخصوصية، تنظر الفتيات للشباب المنفتحين الذين يتحدثون عن مشاعرهم مع الآخرين أنهم مبتذلون.
تابعي المزيد: خطوات للسيطرة على عواطفك
• العواطف والتعبير عن الحب في أمريكا
يميل الأمريكيون إلى الاعتقاد بأن هناك قواعد خاصة يجب اتباعها عندما تكون مهتماً بشخص ما - عادةً ما تكون المواعيد الأولى مهمة جداً، ويتم طرح أسئلة محددة كبداية للعلاقة الرومانسية، فيعتبر الكثيرون هذا اللقاء وكأنه مقابلة عمل في المرة الأولى، وعادة ما ترتدي النساء الأمريكيات ملابس فاخرة أو مكياجاً أكثر من المعتاد خاصة في لقاء المرة الأولى.
• العواطف والتعبير عن الحب في اليابان
تقول د. نجوان: اليابانيون ليسوا مهتمين بلغة الجسد. فاللمس غير مرحب به أثناء المحادثة، خاصة بين رجل وامرأة ببساطة ، تُعتبر الإيماءات غالباً شكلاً غير ضروري من أشكال التعبير في اليابان، وعلى الرغم من حقيقة أن اليابانيين يتمتعون بإحساس رائع بالحب ولديهم عواطف وأحاسيس رومانسية ولا ينظر لعلاقات الحب بالضرورة على أنها من المحرمات، إلا أن المودة العامة غير مقبولة، فالصغار والكبار على حد سواء متحفظون جداً في إظهارهم عواطفهم ومشاعرهم، على أن العائلة فى اليابان تعتبر مقدسة، فالمرأة تقدس زوجها وتعامله بطريقة شديدة الاحترام؛ حيث يفسر هذا الاحترام على أنه قمة مشاعر الحب.
• العواطف والتعبير عن الحب في أفريقيا - السنغال
تقول د. نجوان: يميل السبنغاليون إلى الوقوف بشكل عرضي بالقرب من الأشخاص الذين يتحدثون معهم، وقد يلاحظ الأجانب في داكار، عاصمة البلاد، رجلين يمسكان أيدي بعضهما بشكل طبيعي ولا يعبر إلا عن الصداقة ، وهي علامة يمكن تفسيرها بشكل خاطئ في بلاد أخرى، على أن السنغال تمتاز بعادات وتقاليد خاصة وذات صفة ذكورية، فالابن الذكر يلقى حفاوة وتكريماً أكثر من الأنثى، في حين أن الأنثى من تقوم بكافة الأعمال؛ حيث تعمل هذه البيئة الظرفية بعاداتها الاجتماعية على تجسيد معنى العلاقة بين الذكور والإناث في الثقافة السنغالية.
تقول د. نجوان: بالنهاية تخضع وجهات النظر حول الحب والعواطف والمشاعر والعلاقات السيسيولوجية للزمان والمكان والثقافة، وعلى الرغم من أن الأعراف المتعلقة بعرض المشاعر تختلف من ثقافة إلى أخرى، فإن قدرتنا على التعرف على طريقة للتعبير عن العواطف وإنتاجها تبدو عالمية، حيث توفر الثقافة التي نعيش فيها هيكلاً وإرشادات وتوقعات وقواعد لمساعدتنا على فهم مختلف المشاعر وتفسيرها والتعبير عنها.
تابعي المزيد: كيف نعرف أن المرأة تتمتع بـ الذكاء العاطفي؟
