بعد أكثر من سنتين على أفول وهجه وانحسار مساحة الضوء عنه بسبب تفشي جائحة كورونا، استعاد أسبوع ميلانو للموضة تألقه بحضور جماهيري وبمشاركة كبار المصممين، مثل روبيرتو كافالي Roberto Cavalli وفندي Fendi والبيرتا فيريتي Alberta Feretti وغيرهم.
وقد تمكن الحدث من استعادة التألق الذي كان عليه في العام 2019. وسنستعرض أهم العروض التي افتتح الحدث نشاطاته بها وهو عرض دار Capasa Milano التي تُعتبر من الدور العريقة التي تعرّضت لمشاكل مادية في العام 2016، الأمر الذي أدى الى احتجابها، ولكن عودة الدار الى ممارسة نشاطها يبعث الأمل والتفاؤل في ساحة الموضة العالمية.
ولقد تميز عرض الدار بتركيزها على الألوان القوية المستوحاة من ألوان الأحجار الكريمة ومنها الأصفر والأزرق النيلي والأخضر الزمردي. وقد ركّزت الدار على طابع الستريت ستايل Street Style مع تطوير للأحجام في قصات الأكتاف وأشكال التاييرات والمعاطف، إضافة الى طبعات الفهد التي تُعتبر من الأقمشة الأيقونية التي تذكّرنا ببدايات الدار وقد سُميت مجموعتها Before it starts أي "قبل البداية".
طبعات برية بنفحة معاصرة
دمجت الدار في مجموعتها الشتوية لخريف 2022 القماش المطبّع بنقش الحيوانات البرية بالجلد الباهت المزود بحزام تحت الصدر، ليضفي طولاً على قامة العارضات. وتفنّنت الدار بهذا القماش الأيقوني الذي تدين له بشهرتها، فصاغت المعاطف والبدلات والسترات الطويلة على شكل كاب ذات أكمام مفتوحة، ودمجت معه الجلد والشراريب في إطار راق ومتجدد. ولم تنس الدار الاستعانة بنقش المربعات الإسكتلندية باللونين الأخضر والبيج وصمّمت السترات بأقمشة متعددة في زي واحد.
الأزرق والبنفسجي معاً
تمحورت المجموعة الشتوية لخريف 2022 للمصممة ألبيرتا فيريتي على اللون الإنديغو الذي تلاعبت فيه بأقمشة مختلفة، من كريب وصوف وتويد وكشمير، ودمجته مع ألوان قوية كالبرغندي أو البنفسجي، فاعتمدت الديو كولور او التريكولور في زي واحد. واستعانت بتفاصيل أنثوية على القماش الموحّد، كالفرو أو التطريز أو القصات الهندسية غير المتجانسة أحياناً.
وشكّلت الجزمات العالية السوداء الطابع المشترك بين كل الأزياء تقريباً.
كما لفتتنا الإكسسوارات كالحقائب الكبيرة التي تحمل باليد والقبعات الأنيقة، واستعانت المصممة بالقصات المريحة في السراويل والتي اختارتها بخصر عالي لإضفاء طول على القامة مع الحرص على تحديد الخصر بحزام جلدي مع سروال فضفاض. ولم تنس الياقات العالية الصوفية التي تعيد التوازن الى شكل القامة، وتمنح المرأة الدفء الذي تحتاج إليه في موسم الشتاء.
تابعي المزيد: الرومانسية والجرأة عناوين تظهر في أسبوع لندن للموضة
بين رومانسية الباستيل وأنوثة النيود
أبدعت دار فندي Fendi في مجموعتها الشتوية التي صمّمها كيم جونز Kim Jones، وقد بدا تأثره واضحاً بعدة عوامل أبرزها تأثره بالراحل كارل لاغرفيلد Karl Lagerfeld لأنه جمع من إرث الدار واستوحى من قطعها الأيقونية ومن أرشيفها في الثمانينات السراويل والسترات. كما عدّل في نوعية القماش وطورها.
استوحى جونز من أناقة نساء الدار وعلى رأسهن سيلفيا فنتوريني Silvia Venturini، واستوحى من لباسها عدة تصاميم كالتاييرات والقمصان التي ترتديها. ودمج بين ألوان النيود التي تتراوح من البيج لتصل الى الكاراميل، والباستيل كالبنفسجي او الزهري. وكان لعمله لدى ديور Dior على المجموعات الرجالية أثراً كبيراً تجلّى في عرضه وخصوصاً عند تنفيذ القمصان او السراويل او السترات حتى، فأتى التفصيل مُحكماً كما نلاحظه في البدلات الرجالية. وقد استوحى عدة تصاميم لحقيبة الباغيت Baguette من فندي التي يصادف مرور 25 عاماً على ولادتها وجاء التوقيت مناسباً خاصة بعد صدور مسلسل سارة جيسيكا باركر الجديد And Just Like That التي ساهمت النجمة في الترويج لهذه الحقيبة منذ سنوات وحتى اليوم.
تابعي المزيد: أسبوع نيويورك للموضة يكرس 5 ألوان لخريف 2022