مصمّمة المجوهرات الأردنية، رزان باسم، هي أيضاً مهندسة معمارية، ومصمّمة خطوط عربية، درست وعملت بمجال العمارة في الإمارات، ومن ثم بدأت بتطوير مهاراتها بالخط العربي، قبل أن يأخذها حبها للثقافة العربية للتعبير عنها ضمن إطار بصريّ معاصر. حضرت العديد من ورش العمل مع مصمّمين مبدعين في تصميم الحَرف العربيّ العصريّ، لدى كلّ من الدكتورة نادين شاهين، والخطّاط العراقي وسام شوكت، وباسكال زغبي، وطارق عتريسي، ومؤسسة خط فاونديشن – بيروت. بعد ذلك قرّرت العودة إلى بلدها الأردن، وتأسيس مشروعها الخاصّ «مجوهرات هارموني». في الحوار التالي نتعرف عليها وعلى تصاميمها عن كثب.
ما الذي يميِّز أي قطعة مجوهرات من تصميمك؟
تتميّز مجوهراتي بطريقة رسمي للخطّ، لأنّني لا أستخدم بتصاميمي أية خطوط جاهزة، بل أرسم بـ «روح يدي»، لكي لا يتكرّر رسم الاسم ذاته. ودائماً أحرص على سؤال عملائي عن طبيعة عملهم، أو المجال الذي يعملون به، مثلاً تختلف طريقة رسم اسم امرأة تدعى نادين وهي دكتورة، عن امرأة ثانية تحمل الاسم نفسه وتعمل مدرّبة رياضة.
ما هي فلسفة علامتك في التصميم؟ وماذا تعني تسمية علامتك «هارموني»؟
«هارموني» Harmony تعني التناغم والانسجام الموجودين في حياتنا، وفي كل مكان. التناغم في الطبيعة بين الجبال والأنهار والوديان؛ التناغم في الموسيقى بين الكلمات والألحان؛ التناغم في الرياضة بين لاعبي كرة القدم.. أحببت التركيز على هذا المعنى، فعلامة «هارموني» تعكس التناغم والانسجام بين الحرف العربي والبيئة المحيطة، مثلاً أول مجموعة أطلقتها هي «التصاميم الهندسية»، وهي عبارة عن تصميم كامل للأبجدية العربية بطابع هندسي، تمثلت في أساور وقلائد وأقراط، حملت حروفاً وأسماء هندسية، وما زالت هذه المجموعة تلاقي إقبالاً كبيراً. أما مجموعة «فريستايل» Freestyle فتعني «الخط الحرّ»، وهي تصاميم لحروف وأسماء بخطّ يدي، وفيها إحساس بالرقص والموسيقى.
التراث الأردني
هل للتراث الأردني مساحة في تصاميمك؟
للتراث العربي مساحة كبرى في تصاميمي، لما يحمل من فن وتاريخ عبر عصور.. والأردن ملتقى لكثير من الحضارات، وهي بلد تجعل المساحة مهيّئة للمزج وتقديم تصاميم معاصرة. ففكرة أن أسخّر تصاميمي لخدمة التراث تندرج في لائحة أولوياتي كمصمّمة، وحققت ذلك من خلال تصاميمي التي تساعد في دعم اللغة والثقافة العربية، وتشجع العرب على حبّ إرثهم، والشعور بالفخر حيال ارتداء عناصر نابعة منه.
حدّثينا عن مراحل التصميم؟
تبدأ مرحلة التصميم باختيار الأسماء والحروف عند طلبها من قبل عملائي، وأحب دائماً أن أقيم حواراً معهم لأنّ المجوهرات تعكس شخصيتهم وتحكي قصصهم. ثم أبدأ بالتنفيذ مع فريق العمل بمشغلي الخاص، والإشراف على القطع بنفسي، ومتابعة الطلب إلى أن يصل للعميل.
ما هي المواد التي تستخدمينها؟
أستخدم الفضة والذهب والأحجار الكريمة في صياغة حروفي، واختيار المعدن يكون من قبل العميل بعد اعتماد التصميم.
ما هي تفاصيل آخر مجموعة أطلقتها؟
آخر مجموعة أعمل عليها حالياً تتمثل في فكرة 2 في 1، أي خاتم مزدوج يمكن ارتداؤه على جهتين: مثلاً، جهة تحمل الاسم، وجهة عليها رسم البرج. أو مثلاً على كل جهة اسم، وأدخل في التصميم ألوان المينا المخصّصة للمجوهرات. وسوف أوفر أيضاً قلادة وسواراً من الفكرة نفسها، حتى تتميز المرأة في قطعها وتستفيد منها أكثر.
أفتخر بأنّ في الأردن مصمّمين متخصّصين في عدة مجالات، ونسبة كبيرة منهم ناجحة عربياً وعالمياً
لا أستخدم بتصاميمي للمجوهرات أي خطوط جاهزة، بل أرسم كلّ خطّ بـ«روح يدي»
أحجار وألوان رائجة
ما هي الأحجار التي ستكون رائجة لعام 2022، وما هي ألوانها؟
عام 2022 مليئ بالألوان بالأزياء والمجوهرات، فالألوان دائماً تعطي روحاً وحياة للقطع، وأنا منذ بداية مشواري، أستخدم الألوان بتصاميمي، ولكن هذا العام سوف يطغى اللونان البنفسجي والأخضر الفيكتوري.
قطعة من تصميمك لها مكانة خاصة في نفسك؟
صعب الاختيار، ففي كل مجموعة هناك قطعة قريبة إلى قلبي، ولكنّ حرف الهاء بالخط الحُرّ، وحرف الجيم من المجموعة الهندسية، هما ما أفضّل.
هل من دور مجوهرات عالمية تطمحين إلى المشاركة معها؟
الطموح هو أساس العمل والنجاح، فأنا أطمح دائماً للمشاركة مع مصمّمين محليين وعالميين، وأحب أيضاً فكرة دمج الأفكار والثقافات، للوصول إلى قطع فنّية معاصرة بها إحساس عربي.
إذا أتتك الفرصة لتصممي لإحدى الشهيرات، من تختارين؟
بالتأكيد أحب أن ترتدي الشهيرات من تصاميمي، ولكن بالنسبة لي الأهم أن يرتدي تصاميمي من يحبّها حقاً. ولو كنت سأختار واحدة لتعكس تصاميمي فسأختار الفنانة نيلي كريم، لأنّها مشبعة بالفنون، أحب تمثيلها وشخصيتها، وهي راقصة باليه أيضاً. كما أنني أستوحي العديد من تصاميمي من حركات الباليه والرقص التعبيري.
أعطي أسماء ثلاثة مصمّمين تحبّين أعمالهم؟
- أحب تصاميم بترا أورفلي، مصمّمة أزياء تعكس التراث الأردني، وقد استطاعت أيضاً أن تصل بتصاميمها إلى العالم العربي.
- أتابع أيضاً ندى دبس في بيروت، فهي تقوم بعصرنة الذوق العربي التقليدي من خلال أعمال الديكور التي تصمّمها.
- كما أحب جدّاً أعمال الفنانة السعودية لولوة الحمود.
المستقبل
ما هي المرحلة الثانية؟ أين تجدين علامتك في 2030؟
أنا شخصية لا تحبّ أن تحدّد نفسها بمسار معيّن في التصميم، فأنا أفضل دائماً أن أطوّر من الخط نفسه، وأصنع قطعاً تعجب الناس، وتعبّر عنهم. ولديّ إيمان أن هذا الشيء سوف يفتح لي أبواباً جديدة.
كيف تصفين مستقبل مصمّمات المجوهرات الأردنيات؟
حالياً نعيش بزمن يتغنّى بوعي كبير جدّاً بأهمية التصميم، ليس من قبل المصمّمين فقط، بل أيضاً من الناس، فالكثير منهم يتواصلون مع المصمّمين في كافة المجالات، ليس فقط المجوهرات، كما أن بلدي مليء بالمصمّمين المتخصّصين في عدة مجالات، ونسبة كبيرة منهم ناجحة عربياً وعالمياً، وهذا شيء أفتخر به.
ما هي استراتيجيتكِ لمواجهة المنافسة القوية مع علامات المجوهرات الأخرى؟
هناك العديد من مصمّمي المجوهرات المتخصّصين بالخط العربي، وأنا شخصياً أحب تصاميمهم وأجد أنّ لكلّ مصمّم طابعاً خاصاً يميّزه عن غيره. لكل منا كمصمّمين بصمة خاصة، وهذا جميل جداً، بل بالعكس سيخلق بيننا منافسة شريفة وطموحاً عالياً.
المرأة العربية تتفاخر بزينتها التي تعكس وضعها الاجتماعي والاقتصادي، فما رأيك بذلك؟
المجوهرات زينة المرأة، وتعكس شخصيتها وأنوثتها، وعليها ارتداء ما ينال إعجابها الحقيقي، أفضل من أن تكون طلّتها متماشية مع الموضة فقط. وهي ليست بكثرة ما ترتديه من قطع، بل بتفرّدها، حيث من الممكن أن تلبس قطعة واحدة تعكس ذوقها، وتكون لها مكانة خاصة في قلبها، دون المبالغة في ارتداء المجوهرات.
كيف يمكن لقراء مجلة «سيدتي» الحصول على تصاميمك؟
تصاميمي متوفرة على مواقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك وانستغرام، Harmony by Razan Basim، وأعمل حالياً على إطلاق موقعي الإلكتروني الخاص.
كما أنها متوفرة على موقع بازار سيلين - بدبي Bazaar Celine.