استضاف متحف الفن المصري الحديث بدار الأوبرا المصرية معرض (ألحان بصرية) للفنانة الدكتورة داليا فؤاد، الأستاذ بقسم الديكور بكلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان، والذي اهدته لروح الدكتور ناجى شاكر، الفنان الكبير الراحل المُلهم، رائد فن العرائس في مصر والعالم العربي.
يقول الناقد التشكيلي جمال القصاص لـ"سيدتي" "الأعمال الفنية بمعرض (ألحان بصرية)، متنوعة ما بين الطبيعة الصامتة التي تم تحليلها من العناصر، لتكون ظاهرة وواضحة، إلى أن تم تجريدها لدرجة تصبح غير موجودة، الورد عنصر أساسي، تم تناول الزهور بأسلوب تجريدي من خلال شخصيات على شكل عرائس أشبه بالمشاهد المسرحية، المعرض تعبير عن رؤية فنية، وفكرة الدراسة الأساسية المتأثرة بها هي فكرة الإضاءة، وفكرة العنصر الموجود في المسرح، حيث أتخيّل أي عنصر طبيعي أراه برؤية مختلفة، أتخيّله كأنه جزء من ديكور مسرح، أو جزء من لقطة فنية في مشهد سينمائي، والخامات المستخدمة في تنفيذ الأعمال الفنية متنوعة، ما بين سوفت باستيل، وأكريليك، وأقلام خشب، وألوان مائية، وحبر ملون، وزيت، على ورق كانفاس وخشب إم دي إف".
*ما تبحث عنه الفنانة في (ألحان بصرية)
وتبحــث الفنانــة الدكتورة داليا فؤاد، الأستاذ بقسم الديكور بكلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان، فــي هــذه المجموعــة المتنوعــة عــن لغــة تشــكيلية، ذات إيقـاع موسـيقى تدركـه العيـن، معبـرة عـن تأمـلات في الطبيعـة والحيـاة، مـن خـلال خطـوط وتكوينـات تجريديـة تعبيريـة، فتبــدو أقــرب لتشــكيلات بصريــة تتبـع لحـن لونـى، كونهـا فـي الأساس مصممـة سـينوجرافيا مسـرحية، تلعــب الســينوجرافيا دوراً فــي لوحاتهــا مــن حيــث التعبيــر الدرامــي الديناميكــي للخطــوط والتكوينــات والألوان، والتحكــم فــي الإضاءة والقــدرة علــى التلاعب بالظــل والنــور.
تداعيات لنباتات وخطوط رأسية وملتفة تتشابك لتصنع نسيجاً من زهرات برية تتعانق كثيفة، لتكوّن منظراً مسرحياً أو كواليس عدة، تتداخل في تكوينات على خشبة مسرح من ورق، تبدو وجوه بطلاتها من الدمى بعيون تحملق فيك بقوة، وكأنها تدعوك إلى مصاحبتها في مشهد مسرحي سوف يبدأ بعد سماع دقات المسرح حين يرفع الستار.
المعرض يكشف عن قدرة ساحرة للسرد البصرى، ليس كما هو متعارف من السرد المرتبط بمحتوى موضوع يعادل صور الحياة المختلفة، لكن على نحو تجريدي بالغ الرقة والحساسية ورهافة التناول لتجمع كل عناصر اللغة البصرية بقيمها الخالصة المتجاوزة للوصفية الأدبية التي ارتبطت بالفن مع عصر النهضة الأوروبية، فقد جاءت شاعرية التناول تقترب من اللغة الأساسية للفن البصرى.
المعرض يسير بالمتلقي إلى نوع من المتعة الجمالية بوصفها مصاغة بانسيابية ابتعدت بها الفنانة عن الحدة في الخطوط وقساوتها ليؤثر في المتلقي بشاعرية وجدانية، ومن ثم يمكن تشخيص بعض المحطات التي يبنى المتلقي عليها تصوراته، وبشكل عام يمكن وضع خلاصة لقراءة معرض الدكتورة داليا أنها بنيت على مناخ مسرحي درامي مؤطر بمشهدية سينوغرافية مؤثثة بعناصر الدراما (ظل، ضوء، فضاء، حركة، فعل أو حبكة)، فضلاً عن الشخصية الرئيسة التي أوكلت لها الفنانة البوح لما تهدف، لبث رسالة وجدانية يخطها القلم الرصاص، فضلاً عن التخطيطات فهي تنم عن إحساس بالحياة والتشبث بأركانها كنوع من التفاؤل.
*الدكتورة داليا فؤاد
جدير بالذكر أن الدكتورة داليا فؤاد أستاذ بقسم الديكور بكلية الفنون الجميلة بالزمالك، حصلت على دكتوراه في الفنون الجميلة تخصص ديكور المسرح والسينما والعرائس 2001، اشــتركت فــي العديــد مــن المعــارض: معــرض شــباب الخريجيــن 1991، صالــون الشــباب الرابــع بالقاهــرة والإسكندرية 1992، معـرض الربيـع بالقاهـرة 1992، صالـون الشـباب الخامـس بالقاهـرة والإسكندرية 1993، معــرض المــرأة والفــن التشــكيلي بقصــر الأمير طــاز 2010، معــرض ألــوان مــن الشــرق والغــرب بمتحــف الفــن الحديــث بالكويــت 2013، معــرض مــن وحــى الطائــر الأزرق بكليــة الفنــون الجميلــة بالزمالــك 2015.
زار المعرض للاستمتاع بالأعمال الفنية المتميزة كلاً من الفنان المخرج خالد جلال، رئيس قطاع شئون الإنتاج الثقافي، والدكتور عمرو سامى، عميد كلية الفنون الجميلة بالزمالك، والدكتور تميم النجار، رئيس قسم الديكور سابقاً، والفنان الدكتور أشرف رضا، والدكتور طاهر عبدالعظيم، الأستاذ بقسم الديكور بفنون جميلة الزمالك، والدكتورة صفاء فهمى، والدكتورة رضوى العشماوي، والدكتور فخرى العزازي، والدكتورة ريم هيبه، والدكتور وليد رسمي، والمهندس خالد جمال، والعديد من أعضاء هيئة تدريس الفنون جميلة بالزمالك وعدد كبير من الطلاب والطالبات بالكلية.
ملاحظة: كافة الصور أرسلتها الفنانة لـ "سيدتي"