اكتشف علماء الآثار أكبر مجموعة من "المفكرات" المصرية القديمة وجدت منذ بداية القرن العشرين في مدينة أثربيس المفقودة منذ فترة طويلة، في وسط مصر، حيث صنف الباحثون أكثر من 18000 قطعة فخارية منقوشة، يبدو أن بعضاً منها كتبها الطلاب.
• البقايا من الجرار المكسورة والأوعية دفتر أحوال يومية
تُعرف شظايا الفخار المرسوم بالحبر باسم "أوستراكا"، وتم استخدام البقايا من الجرار المكسورة والأوعية الأخرى في مصر القديمة بشكل يومي للكتابة عليها وتسجيل الحياة اليومية كبديل لورق البردي، حيث تعد تلك الأوعية الفخارية والشظايا أرخص بكثير ويمكن الوصول إليها أكثر من ورق البردي، واستخدمت لتفصيل قوائم التسوق وتسجيل الصفقات ونسخ الأدب وتعليم الطلاب كيفية الكتابة والرسم.
• الدفاتر الفخارية ضمن بقايا مدرسة قديمة
حسب موقع sciencealert.com، يبدو أن عدداً كبيراً من النقوش الموجودة في موقع أثريب الأثري هو بقايا مدرسة قديمة، ويوضح عالم المصريات كريستيان ليتز من جامعة توبنغن في ألمانيا أن هناك قوائم بالأشهر والأرقام والمشكلات الحسابية وتمارين القواعد و"أبجدية الطيور"، وقد تم تخصيص طائر لكل حرف يبدأ اسمه بهذا الحرف، لافتاً إلى أن أحد الطلاب ربما قام بنسخ نص مقدس مكتوب بالهيروغليفية، كما تم العثور على قوائم بالأشهر والأرقام والمشكلات الحسابية وقواعد الرياضيات.
تم تغطية أكثر من مائة من الجمل ومظاهر الحياة الموجودة في أثربيس Athribis في تمارين كتابية متكررة، مع كتابة نفس الأحرف مراراً وتكراراً، في الأمام والخلف.
يقول كريستيان ليتز: "حتى قبل ألفي عام، يبدو أن الأطفال المشاغبين قد تم تأديبهم بعقوبة بارت سيمبسون الكلاسيكية"، لافتاً إلى أن معظم الملاحظات المكتشفة تمت كتابتها باللغة الديموطيقية، والتي كانت نصاً إدارياً تم استخدامها في عهد بطليموس الثاني عشر (المعروف اليوم باسم والد كليوباترا).
تابعي المزيد: مومياء قطة أغرب اكتشاف فرعوني!
• الكتابات المكتشفة تشير إلى تاريخ المدينة متعدد الثقافات
حسب موقع thetimes.co.uk فعلى الرغم من أنه من الواضح أن الديموطيقية كانت النص الأكثر شيوعاً في هذا الوقت، فإن شكلاً مبسطاً من الكتابة الهيروغليفية كان لا يزال يُدرّس للأطفال، وتشير اللغات المختلفة التي شوهدت على شارات أتريب، بما في ذلك الهيروغليفية واليونانية والعربية القبطية، إلى تاريخ المدينة المتعدد الثقافات، على أنه مع ظهور الديانة المسيحية، بدأت النصوص المتعلقة بالآلهة المصرية القديمة في التراجع.. ومن الكتابات المكتشفة رسم توضيحي لقرد البابون وطائر أبو منجل، وهما حيوانان مقدسان لتحوت، أيقونة الحكمة المصري القديم، ويمكن أيضاً استخلاص علامات أخرى من التأثير الروماني من قطع الفخار. بعد سقوط النظام البطلمي في القرن الأول الميلادي، فقد بدأت النصوص تشير إلى سلسلة من الأباطرة الرومان، بما في ذلك نيرو وفيسباسيان وتيتوس ودوميتيان وحتى هادريان، الذين حكموا مصر ما بين 117 و138 م.
• النصوص المكتشفة ليست هي الأولى
النصوص المكتشفة ليست هي الأولى، فقد تم العثور على مثل هذه المجموعة الكبيرة من ostraca. في أوائل القرن العشرين، حيث اكتشف علماء الآثار العديد من القطع الكتابية في قرية دير المدينة القديمة، الواقعة على مسافة أبعد قليلاً من نهر النيل. ومع ذلك، كانت هذه النصوص القديمة في الغالب ملاحظات حول الطب والممارسات الطبية. من ناحية أخرى، يمكن أن تخبرنا شظايا أثربيس المزيد عن شكل الحياة اليومية في واحدة من أقوى حضارات العالم القديم.
يُذكر أن بطليموس الثاني عشر حكم مصر من 81 إلى 59 قبل الميلاد، ومرة أخرى في وقت لاحق من 55 إلى 51 قبل الميلاد، خلال هذا الوقت، كانت مدينة أثريبس عاصمة دولة مصرية تقع على طول نهر النيل، والأبجدية القبطية هي مزيج من اللغات اليونانية والمصرية، وترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمسيحية.
تابعي المزيد: اكتشاف مقبرة فرعونية «لم تُمس من قبل» في جنوب القاهرة