نظم الجناح السعودي في إكسبو 2020 دبي، بالتعاون مع الهيئة السعودية للسياحة، جلسات نقاشية تحت عنوان "رحلة عبر السعودية"، للحديث عن أهمية قطاع السياحة في المملكة العربية السعودية، والمشروعات والخطوات الجادة التي تعمل عليها من أجل تحقيق الاستدامة في هذا القطاع المهم، والإنجازات التي تحققت في ظل جائحة كوفيد-19، وذلك في مركز دبي للمعارض.
وفي كلمته الترحيبية، قال حازم الحازمي، الرئيس التنفيذي للاستراتيجية في الهيئة السعودية للسياحة: "انطلقت السعودية في رحلة تحول طموحة للغاية منذ عدة سنوات. يُطلق على هذه الرحلة اسم ’رؤية 2030‘، وهي لا تهدف فقط إلى ضمان الاستدامة الاقتصادية للمملكة من خلال التنويع بعيدا عن الاعتماد على النفط، بل تشمل أيضا بُعدا مهما في التنمية الاجتماعية الهادفة إلى تحسين نوعية الحياة للسعوديين والمقيمين والزوار. فالسياحة قلب هذه الرؤية، وهي قطاع لم يكن موجودا في المملكة. لذا وضعنا استراتيجية وطنية طموحا للسياحة، تحدد ملامح المستقبل بحلول عام 2030، لتغدو السعودية بين أفضل خمس دول على مستوى العالم في جذب السياح، وللوصول إلى 100 مليون زائر سنويا، بالإضافة إلى إنشاء مليون وظيفة إضافية في هذا القطاع، وهذا كله سيُترجم إلى مساهمة بنسبة 10% من الناتج المحلي الإجمالي السعودي."
وأضاف: "لقد قررت قيادة المملكة إنشاء نظام بيئي سياحي شامل وإضفاء الطابع المؤسسي عليه، وتأسيس ثلاثة كيانات حكومية جديدة، هي أولا وزارة السياحة، المسؤولة عن الترخيص وجذب الاستثمار، ووضع الاستراتيجيات وتطوير رأس المال البشري داخل القطاع، بالإضافة إلى تطوير بنية تحتية محددة لها وجهات ذات أولوية في جميع أنحاء المملكة؛ وثانيا هيئة السياحة السعودية، التي أمثلها اليوم، وهي المسؤول الأول عن تحفيز الطلب وتوليده، محليا وعالميا، لقدوم الزوار واستكشاف المملكة العربية السعودية كوجهة سياحية، من خلال الاستثمار في أنشطة بناء العلامات التجارية والأنشطة الترويجية، والمشاركة في معارض التجارة الدولية، بالإضافة إلى تصميم وإدارة وقياس رحلة الزائر من البداية إلى النهاية؛ وثالثا صندوق التنمية السياحية، وهو صندوق تنمية وطني مكلف بتعزيز وتغذية الاستثمارات في هذا القطاع، ودعم تكلفة رأس المال مع مستثمرين مختارين، عالميين ومحليين، بمشروعات متوافقة مع الاستراتيجية التي ستؤدي إلى تحقيق رؤيتنا".
وناقشت الجلسات تأثير جائحة كوفيد-19 على قطاع السياحة، الذي تأثر بشكل كبير بعد إغلاق الحدود الدولية، وفرض بروتوكولات الإغلاق في جميع أنواع الأسواق، فضلا عن القواعد الجديدة لبروتوكولات الصحة والسلامة. ودفع هذا المملكة لاتخاذ خطوة التركيز على السياحة الداخلية، حيث شُجع السعوديون على زيارة وجهات جديدة في السعودية لأغراض الترفيه، ليبدأ بذلك المحرك لإنشاء مزيد من المشروعات، ويبدأ السعوديون للمرة الأولى في استكشاف بلادهم كسائحين. وقد كانت النتائج إيجابية للغاية، ما حفّز الإنفاق على المزيد من الاستثمار من القطاع الخاص. وفي نهاية الربع الثالث من العام الماضي، أعلنت المملكة بفخر عن نجاح إدراج مفهوم السياحة المحلية.
وعن سعي المملكة لتمكين قطاع السياحة وتحقيق الاستدامة التي يتطلع إليها العالم في هذا القطاع، قالت ترايسي لانزا، رئيس مجموعة تطوير العلامات التجارية العالمية لتطوير البحر الأحمر: "السياحة المتجددة والمستدامة بالنسبة لي هي الناس والأرض والاقتصاد. فنحن لدينا 20,000 كيلومتر مربع نعمل على تطويرها ضمن مشروعنا، كما نعمل على التزامنا بحياد الكربون، وسنعمل أيضا على إخفاء جميع أنواع البلاستيك أحادية الاستخدام. وأعتقد أن التجدد يجعل الأمور أكثر شمولا، إذ نلتزم نحن بزراعة 25 مليون شجرة، وهو ما اقتضى تدريب وتوظيف الأفراد لإدارة الأرض، قدم كلهم من المجتمع المحلي، فهم من المزارعين الذين كانوا موجودين بالفعل ويعملون في الأرض لأجيال".
وتقول ميلاني دي سوزا، المدير التنفيذي للتسويق في مشروع العلا: "تضم منطقة العلا معالم تاريخية غير مستكشفة، يتجاوز عمرها 200 ألف عام. ونتبع نحن خطة ونهجا دقيقا ومستداما على المدى الطويل، يراعي التنمية الحضارية والاقتصادية والتراثية، مع الحفاظ على الطابع الطبيعي والتاريخي الرائع للمنطقة، التي تشرع أبوابها بوصفها مكانا مهيئا للعيش والعمل والزيارة. وقد أنشأنا بنية تحتية مستدامة ومسؤولة، ولم ننس أبدا أن العلا هي موطن لـ55 ألف شخص، لذا تتضمن خططنا مجموعة واسعة من المبادرات في مجالات الآثار والسياحة والثقافة والتعليم والفنون، تساهم في التنوع الاقتصادي، وتمكين المجتمع المحلي والحفاظ على التراث.