أعْلن معْهد العالم بِباريس أنّه سيُنظّم بِداية من يوْم الحادي عشر من مارِس(آذار)2022 دوْرة لتعْليم اللّغة العربيّة لغيرِا لنّاطقين بها، والمُلفتُ أنّ هذه الدّورة التّي ستتواصلُ الى 1 يُوليو المُقبل ستكونُ تحْت عِنوان:" تعلّمْ اللّغة العربيّة بالغِناء !".
منْهج جدِيد
ووِفق مصادر المعْهد فإنّ المُشاركين في الدّورة ستتاحُ لهم فُرصة اكتشافُ المُوسِيقى العربيّة بمقاماتها وتاريخِها وأغانِيها و ذلك أثناء دُروس تعلّم اللغة العربيّة التّي ستكون مُوجّهة للكبار و سيُقدمها إسلام الجماعي، وهو مُوسِيقيّ تُونسي شابّ وعازف عُود ومُلحّن ، وقد ذكر في لقاء معه تمّ نشره على موقع معهد العالم العربي بباريس أنّه سيعْتمد في دُروسِه على أغنيّات لودِيع الصّافي وفيْروز وأمْ كلثوم و محمد عبد الوهّاب. وُيولِي معْهد العالم العربي بباريس تعْليم اللغة العربيّة اهتماما خاصّا ،وفي هذا السّياق تندرجُ هذه الدّورة الجديدة في تعليم اللّغة العربية بالغناء.
تقرير لليونسكو
وذكر تقرير سابق أعدّته "اليُونسكو"(مُنظمة الأمم المتّحدة للتربيّة والثّقافة والعُلوم)ومقرُّها" باريس" أنّ اللغة العربيّة هي ثالث أصعب لُغة يُمكن تعلّمها في العالم لغير الناطقين بها . وأشار التقرير أنّ اللغة العربية التّي تضمّ 28 حرفا أبجديّا تكتب وتقرأ من اليمين إلى اليسار وأنّه من الصعب تعلّمها لغير النّاطقين بها بسبب قواعدها النّحويّة والصرفيّة الصّعبة . وجاء في ترتيب أصعب لغات العالم تعلما- وفق نفس المصدر - اللغة الصينيّة في المرتبة الأولى ،واليابانية في المرتبة الخامسة والألمانية في المرتبة السابعة واللغة الفرنسية في المرتبة العاشرة. والجدير بالذكر انّه تمّ ومنذ 1974 اعتماد اللغة العربية كلغة عمل في اليونسكو" ووضعها في نفس المكانة التي تحظى بها اللغات الأخرى المعتمدة في المُنظّمة الأممِيّة.
كنْز لِفرنسا
وفي فرنسا تقاليد عريقة في تعليم اللغة العربيّة في المؤسّسات التعليمية كجامعة "السوربون "وجامعات أخرى في مدينتي "لِيل" و"آكس إنْ بُروفانس" ومدرسة اللغات الشرقيّة إلى جانب المدارس الخاصّة. وقد ألف جاك لانغ ـ رئيس معهد العالم العربي بباريس ـ (وهو وزير سابق للثقافة في فرنسا) كتابا عنوانُه: "اللّغة العربيّة :كنز لفرنسا ىسلّط فيه الضّوء على المكانة المرموقة للغة الضاد باعتبارها لغة حضارة عريقة وعلوم وثقافة ومعْرفة.
الرّئيس الفرنسي واللّغة العربيّة
والجدر بالذّكر أن الرئيس الفرنسي الرّاحل جاك شيراك تلقى دروسا مطوّلة ومكثفة في الّلغة العربية على يد أستاذ تونسي هو الرّاحل بن محمود ، وقد أوْفدت الحُكومة التُّونسية في عهد الوزير الأوّل المرحوم الهادي نُويرة ـ بطلب من شِيراك ـ ( الذّي كان وقتها عُمدة لمدينة بارِيس) الأستاذ بن محمود الذي يجيد اللغتين العربيّة والفرنسيّة وهو خرّيج جامعة "السوربون" لتعليمه أصول اللغة العربية، وقد شغل الرّاحل بنْ محمُود منصب مديرا للإذاعة والتلفزيون التونسي في وقت لاحق.