صعد نجم محمود الترابي، المشترك المغربي في برنامج "ذي فويس"، مباشرة بعد أن تتبعه المشاهدون في أول ظهور له، إذ حظي بقبول المدربين الأربعة، برغم اكتمال حصص بعضهم من الأصوات، وأصبح محمود حينها موضع بحث على الجوجل ومواقع التواصل الاجتماعي في المغرب. محمود لم يكن سوى ابن المنشد المغربي محمد الترابي؛ الأمر الذي زاد فضول المتتبعين، فكيف يتحوّل مجوّد للقرآن إلى مشارك في برنامج غنائي؟ كلّ التساؤلات حملناها إلى محمود ووالده محمد، حيث كان لنا لقاء معهما في بيت العائلة بالدارالبيضاء.
استقبلنا الأب والابن معاً.
سألنا الأب بداية:
كيف سمحت لابنك بالمشاركة في برنامج غنائي، وهو الذي تتلمذ على يدك في أصول تجويد القرآن الكريم؟
ـ أنا لم أسمح له بشيء، ولم أعرف بالأمر في البداية. ابني تلميذي، ودربته جيداً، وهو من خير المجوّدين لقراءة ورش المغربية للقرآن الكريم. لكنه للأسف حورب كثيراً، ولم يأخذ مكانه الذي يستحقه في بلده.
هل شارك بدون أن يأخذ مشورتك؟
ـ أخبرني في ما بعد، بعدما تمّ قبوله، وأوضح لي وجهة نظره. هو اختار وقرّر، لأنه مسؤول عن اختياره. لقد اشتدّ عوده، وليس لي الحق في أن أضغط عليه أكثر، لأنه عانى الأمرّين، لا لشيء سوى أنه ابن الترابي. لقد عانى إقصاءً كبيراً، ولم يتوّج في أيّ مسابقة أو مباراة لتجويد القرآن الكريم، وأعرف أن ذلك أثر فيه كثيراً؛ لذلك لم أشأ أن أكون غليظاً معه في اختياره، فهو الآن مسؤول عن نفسه ويريد أن ينطلق بموهبته الصوتية.
وماذا كان رد فعلك كأب حينما شاهدته في البرنامج؟
ـ شعرت بالبرد والسلام. كانت رسالة قوية إلى كلّ من أقصاه، مفادها: انظروا كيف أبهر صوت هذا الشاب في دقائق كلّ العالم، بينما أنتم أقصيتموه. أنا فخور بابني، وأدعوا له بالصلاح والفلاح.
ولمَ كان هذا التضييق عليه بنظرك في وسط أهل الدين والفقه؟
ـ الله أعلم. إنه إحساس بالحسد عند بعض النفوس، ولا أريد أن أقول أكثر. لديّ مدرسة للمواهب الصوتية لتجويد القرآن الكريم والإنشاد الديني، وقد تخرّج على يديّ العشرات من المجوّدين، خصوصاً في قراءة ورش، ودافعت باستمرار عن الطريقة المغربية، وعلمت ابني أصول الصوت، وكان مميزاً، وكنت باستمرار أقول إنني وهبته للقرآن. لكن ما حصل معه أمر غريب فعلاً.
وما النصيحة التي قدمتها لابنك وهو ذاهب إلى البرنامج؟
ـ أوصيه دائماً بأن يُحافظ على نبله وخلقه، وأن يكون صوته لله، فقد حباه الله بهذه الموهبة وعليه أن يوظفها في كلّ ما هو خير وفن رفيع، وعليه أن يتغنّى بملكوت الله ليجعل الناس يتفكّرون ويتدبّرون ويسعدون بصوته.
نلتفت إلى الابن ونسأله:
هل كنت بموازاة مع التجويد تستمع إلى الطرب وتغني؟
ـ أجل، كنت أدندن باستمرار بأغاني الكبار، من مثل أم كلثوم بصفة وعبد الوهاب وعبد الحليم. وكنت أغني بمفردي بعيداً عن أفراد العائلة الذين كان يصلهم صوتي من بعيد، وأنا في غرفتي.
هل عانيت فعلاً من الإقصاء في التجويد، فاخترت الطرب؟
ـ أنا ضحية نجاح والدي؛ فكل ناجح محسود. أقصيت لأنني ابنه، ووالدي لم يكن ليفعل شيئاً. فالقرآن في النهاية يتلى تقرباً إلى الله، وليست فيه أهداف أو مآرب. لكنني كنت أتمنى فعلاً أن أتبارى في مسابقات على أعلى مستوى. أنا اخترت "ذا فويس" بالضبط، لأنه البرنامج الأنسب؛ فهو برنامج عالمي واحترافي، ويستوعب المواهب الصوتية الراقية.
بمَ شعرت وأنت على مسرح "ذا فويس"؟
ـ إحساس بالرهبة، خصوصاً أن حظوظي كانت قليلة؛ فأغلب المدربين اكتملت حصصهم من الأصوات، وكان التحدّي هو أن تكون فعلاً في مستوى عالٍ جداً. كنت واثقاً من إمكانياتي، لكن الفرص القليلة أخافتني فعلاً.
ما تقول عن المدربين؟
ـ شيرين: فنانة بمعنى الكلمة، وأشكرها كثيراً لدعمها لي، فتفاعلها مع أدائي منحني القوة والثقة.
ـ كاظم الساهر: فنان ذو إحساس عال، وفي صمته وهدوئه حكمة خاصة.
ـ صابر الرباعي: فنان يحتفي بالمواهب ولطيف جداً.
ـ عاصي الحلاني: مرح وحيويّ وطيّب.
هل ستعمل بنصيحة والدك
ـ والدي على عيني وعلى راسي. أخذت منه أصول المقامات وقواعد الصوت وربّاني على الالتزام وأخلاق الإسلام الراقية. والدي رجل منفتح، وقد قدّر اختياراتي في الحياة، وهو يعرف أنني لن أخذله.
هل لديك أمل بالفوز باللقب، خصوصاً أن الملكة أحلام تنبأت لك بالفوز؟
ـ أشكر أحلام فهي فنانة مقتدرة وأحسّت بإمكانياتي، ورغم الثقة التي أتمتع بها والثقة التي منحني إياها الجمهور، أقول إن المنافسة قوية في "ذا فويس" هذا العام؛ فالأصوات كلها جميلة، ولها حضور مميز.
وماذا لو لم تحظَ باللقب؟
ـ سأكون دائماً ممتناً وسعيداً بتجربتي في "ذا فويس"، لأن البرنامج عرف بموهبتي، وأصبحت اسماً متداولاً عند الناس الذين صفقوا لي وشجّعوني. طريقي بدأ في "ذا فويس"، ولن ينتهي بإذن الله.
و ما هي رسالتك في الفن؟
ـ أريد أن أعيد الناس إلى زمن الطرب الأصيل.
وماذا عمّن ينتقد انتقالك من التجويد إلى الغناء؟
ـ كبار المطربين بدأوا بالتجويد والترتيل. أنا شاب مسلم، ولديّ طموحات، وأريد أن أشق طريقي في الحياة عن طريق الفن الرفيع. القرآن في دمي، وأذكره في كلّ صلواتي وفي دعواتي، لكنني أردت أن أبيّن قدراتي وموهبتي التي حباني بها الله، فهل هذا حرام؟ وما أثلج صدري أنني التقيت شباباً في البرنامج قمة في التدين والخلق النبيل.
و ماذا عن الدراسة؟
ـ أتابع الدراسة بمعهد للصحافة والإعلام، في هندسة الصوت. الصوت عالمي، أينما ذهبت، وأتمنى أن أبدع فيه وأقدمه إلى الناس في أجود حالاته.
من هو مثلك الأعلى في الغناء؟
ـ أم كلثوم "كوكب الشرق" والمنشد المصري محمد عمران الذي يجمع الطرب الراقي والإنشاد الديني.
تابعوا أيضاً:
أخبار المشاهير على مواقع التواصل الإجتماعي عبر صفحة مشاهير أونلاين
ولمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"