تبين من دراسة طبية حديثة أن السمنة المفاجئة التي تصيب بعض الأشخاص ليست سبباً في الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري، وذلك خلافاً للاعتقاد السائد لدى غالبية الناس بأن الوزن الزائد يسبب المرض وأن خفض الأوزان يؤدي لتراجع الإصابة به.
وبحسب ما توصلت له الدراسة فإن معظم المرضى المصابين بمرض السكري (Type 2) يعانون من الوزن الزائد، إلا أنهم لا يعانون من السمنة المفرطة التي يعتقد غالبية الناس أنها المسبب الرئيس لهذا المرض.
ووجد الأطباء أن الذين يعانون من الوزن الزائد لعدة سنوات هم أكثر ميلاً للإصابة بمرض السكري من أولئك الذين يعانون من السمنة المفرطة التي تظهر على أجسادهم بصورة مفاجئة في مرحلة من مراحل العمر.
وبالاستناد الى نتائج هذه الدراسة فإن الأطباء يرون أن الطريقة الأفضل لخفض أعداد المصابين بمرض السكري تتمثل في التركيز على خفض الأوزان في المجتمع بشكل عام، وليس التركيز على الأشخاص الذين يسود الاعتقاد أنهم أكثر عرضة للإصابة بالمرض.
وأجرى الدراسة باحثون تابعون لمركز "ستينو" لأمراض السكري في الدنمارك حيث أخضعوا 6705 حالات للبحث والمراقبة مدة عشر سنوات ومن بينهم مجموعة موجودة في العاصمة البريطانية لندن.
وعندما بدأت الدراسة قبل عشر سنوات كان كل المشاركين فيها لا يعانون من مرض السكري، الا أن 645 منهم كانوا قد أصيبوا بالمرض بعد مرور السنوات العشر، مدة الدراسة.
ووجد الباحثون أن الأغلبية الساحقة من الذين أصيبوا بالمرض في نهاية السنوات العشر كانوا يعانون من الوزن الزائد طيلة هذه المدة، وتحديداً 606 مرضى من أصل 645 مصاباً.
وكتب رئيس فريق البحث أن "استراتيجية التركيز على خفض الأوزان الصغيرة الموجودة في المجتمع ككل ربما تكون أفضل وأجدى من التركيز على خفض أوزان الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالمرض".
لكن الباحثين اعترفوا على الرغم من هذه الدراسة الطويلة والمتبعة بأن تأكيد هذه النتائج يحتاج لمزيد من العينات ومزيد من البحوث والدراسات.