المصممة البحرينية هلا كيكسو، من أوائل المصممين الذين تفانوا في ابتكار أقمشة مستدامة (صديقة للبيئة) بأسلوب عصري وحديث، موظفةً التطريز والحياكة اليدويّة في تصاميمها، تنسجها من مواد طبيعية كالكتان الخام والحرير والقنب، في أنماط وأنسجة أخرى، منفتحة على ثقافات العالم، آخذة حرفة النسيج في الاعتبار كجزء متأصل في جذور الثقافة البحرينية، وهو ما يتيح لمرتديها الارتباط بشكل رمزي بالبيئة التي يعيش فيها، ساعدها على ذلك إتقانها عدة لغات إلى جانب لغتها العربية: الإنجليزية، والإيطالية، الفرنسية، والفارسية، مستمدة إلهامها من كلّ أشكال الحرف والأعمال اليدويّة..
عن حياتها وتصاميمها وطموحاتها تتحدث إلى «سيدتي»، فإلى التفاصيل:
عرفينا ببساطة عن الخطوة التي ساهمت في بلورة شخصية هلا كيكسو، وانطلقت منها نحو العالمية؟
هلا كيكسو، فنانة تشكيلية، ومصممة وصانعة أزياء في مملكة البحرين، وأعمل بشكل رئيسي مع المنسوجات، إذ أقوم بحياكة الأقمشة والتطريز في التصميم، وأقوم بصباغة الأقمشة باستخدام مواد طبيعية، وصنع «أزرة» للملابس التي أصممها.
خريجة بكالوريوس فنون، متخصصة في المعادن والزجاج من جامعة تافتس في بوسطن الولايات المتحدة الأمريكية، مايو 2012، حاصلة على ماجستير في تصميم المجموعات من فلورانس إيطاليا 2015، تلقيت تعليم مهارة الحياكة اليدوية والصباغة الطبيعية لمدة ثمانية أسابيع في (Istituto Marangoni) وقمت بتصميم الأزياء لمدة عام في فرنسا في كل من باريس وتولوز عام 2018، وقبلها في إيطاليا عام 2015 وانجلترا 2013، وأيضاً خضعت لدورة مكثفة في الحياكة الآلية بإنجلترا عام 2013. عملت على مساعدة الطلاب في المشاريع المدرسية، وشاركت بعروض في متحف الفنون الجميلة في بوسطن وأيضاً مدرسة متحف الفنون الجميلة في بوسطن، الولايات المتحدة الأمريكية، وفزت بجائزة أفضل مصممة صاعدة من بين 24 بلداً و80 مصمماً، شاركوا في معرض الأزياء العالمية في أسبوع لندن لخريف وشتاء 2016، حاصلة على جائزة جميل الدولية الخامسة 2019، والجائزة السنوية لقسم المعادن 2012 في أسبوع عمان للتصميم، وغيرها، وأمتلك مهارات تشغيل المعادن والزجاج وفن زجاج الفرن، وفن الزجاج المعشق، وصب المعادن الثمينة، ولدي مهارات التصوير الفوتوغرافي والرسم التصويري بالأبيض والأسود، وتطوير الأفلام، والرسم الزيتي، ولدي مهارات الخياطة والتفصيل، ومهارات العمل اليدوي..
ممن تلقيت الدعم والتشجيع؟
تلقيت الدعم والتشجيع من مجتمع مملكة البحرين ومجموعة دول مجلس التعاون الخليجي، حيث أقيم وأنتمي، وفي هذا الدعم والاحتضان ما يبعث على السرور.
أين تجدين راحتك؟
أحب السفر، والترحال يلهمني في مهنتي.
ما العقبات التي واجهتها وكيف تغلبت عليها؟
الحياة المهنية مليئة بالتحديات ومحفوفة بالمصاعب والعقبات، ولكن بالمثابرة وقبول التحدي يكون النجاح، وأكثر التحديات التي تواجه كل من يعمل في مجال الأزياء هو مدى قدرته على إقناع الناس بقبول إبداعاته وابتكاراته التي تطرح، وتقديم الجديد المبتكر.
صناعة التغيير
بوصفك مؤثرة وملهمة للشباب.. ما الذي يمثله لك الرأي الآخر؟ وكيف يمكن أن تكوني مؤثرة؟
الرأي الآخر يمثل بالنسبة لي إضافة وإثراء، أهتم بسماعه والإنصات إليه لأستفيد منه في تنمية قدراتي وأفكاري، ومراجعة وجهات نظري بما يعزز من تأثيرها وفائدتها في مجال نشاطي المهني، ويعزز تعميق ما أقدمه من إبتكارات تفرح الآخرين وتجعلهم أكثر ثقة بأنفسهم.
وفيما يتعلق بالتأثير، فإنني أتطلع أن أصنع تغييراً إلى الأفضل، وتطوراً إيجابياً في مجال تخصصي، الذي هو عالم الأزياء، من حيث الإبداع والاستهلاك الواعي.
ما مدى صحة مقولة «إن الطبيعة لا تستعمل إلا الخيوط الطويلة لتنسج النموذج الذي يؤلف بتكراره كامل المنسوج، ما يجعل أصغر قطعة من هذا النسيج تنبئ عن بنية القماش كله»؟ ما رأيك بها، وهل هناك أمور تحرصين على تواجدها في تصاميمك؟
نعم صحيح، أصغر قطعة من هذا النسيج تنبّئ عن بنية القماش كله، الذي يكسب جودته من الطبيعة، لذلك أحرص على استخدام الألياف والأصباغ الطبيعية قدر الإمكان، وجميع ما يعبر عن البيئة والتراث والحضارة المحلية. إلى جانب تقنية وحداثة الجديد من متطلبات العصر في مجال الأزياء والتصاميم. وفي مجال تلبية طلبات وطموحات البعض الفردية في تصاميم أزياء متفردة، كما أحرص على فهم واستيعاب نفسية الفرد، لتصميم الأزياء التي تضيف إلى الشخصية وتزيدها تألقاً وإشراقاً.
الاكتفاء الذاتي
ما هي المسؤولية المجتمعية التي تقوم عليها العلامة التجارية لأزياء المصممة هلا كيكسو؟
المسؤولية الاجتماعية، والاكتفاء الذاتي، مفهوم رئيسي تقوم عليه العلامة التجارية لتصاميمي، وذلك من خلال حياكة النسيج يدوياً بمنسوجات صديقة للبيئة، تولد الحد الأدنى من النفايات وأقمشة مقاومة للرصاص.
ما التغيير الذي صنعته في عالم التصميم؟ وما الذي يميزك؟
أحاول التعامل مع العمل بشكل مختلف، والتفكير في وظائف التصميم، لصنع قطع جميلة ويمكن ارتداؤها، الملابس مستوحاة من أعمدة الصلب المتشابكة، التي تشكل جزءاً أساسياً من هندسة الجناح، وتطبق التصاميم تقنيات الحرف اليدوية البحرينية التقليدية على الملابس المعاصرة، للخروج بتصميمات فريدة من نوعها، وتدمج جميع القطع أنماط النسيج التقليدية، حيث عملت بشكل وثيق مع مصنع بني جمرة للنسيج لتطوير تصاميمي، تحكي هذه الأقمشة قصة المجتمع البحريني والعمل المشترك، والثقافة، إن حرفة النسيج جزء متأصل في جذور الثقافة البحرينية، والمنسوجات والملابس المعروضة تمثيل حقيقي لمساحة وتاريخ المملكة، وهو ما يتيح لمرتديها الارتباط بشكل رمزي بالبيئة التي يعيشها.
هل يوجد زبون لا تحبين التعامل معه؟
بالتأكيد لا، فأنا أحرص على اقتطاع وتخصيص جزء من وقتي للجلوس والحوار الشخصي مع الزبون، كي أتمكن من فهم نفسيته، وبما يجعلني أتلمس رغباته وطموحاته في التعبير عن شخصيته أمام الأصدقاء والمعارف والآخرين، من خلال أناقته وذوقه في اختيار ملابسه عند مشاركته في المناسبات الاجتماعية، وأنشطته في حياته اليومية.
هل تتبعين الموضة أم الإبداع في تصاميمك؟
قليلاً من كليهما، ومصممة الأزياء لديها القدرة على الإبداع والخروج عن المألوف من خلال إعداد نماذج لموديلات تحمل لمسات ابتكارية ومظاهر جمالية مميزة، وعليها أن تسعى دائماً للبحث والتطوير ليظهر التصميم كلوحة فنية.
الأنسجة مأوى للجسد
من واقع خبرتك في صناعة الأقمشة، ما الأقمشة التي تنصحين بها المرأة؟
علمت نفسي كيف أستوحي صناعة منسوجاتي من واقع تأصُّل ذلك في ثقافتي ومعطيات كثيرة أخرى تأخذ في الاعتبار حقيقة أن المنسوجات هي وسيلة خلق مأوى لأجسادنا، وأنسجها من مواد مثل الكتان الخام، والحرير، والقنب، في أنماط وأنسجة أخرى، وأود أن أوصي المرأة بارتداء الأقمشة الطبيعية التي توفر التهوية والراحة والاستدامة.
حدثينا أكثر عن علامتك التجارية، كيف أصبحت جزءاً أساسياً من السوق؟
نحن مهتمون جداً باحتضان صناعة اليد، أو الحرفية، والحفاظ التام على جودة وسمعة العلامة التجارية لصانعي الأزياء الذين نتعامل معهم، كما أن إتقاني لعدة لغات غلى جانب العربية، مثل الإنجليزية والإيطالية المتوسطة، والفرنسية الأساسية والفارسية، ساهم بشكل كبير في فتح آفاق في المناحي الأخرى.
التوسع والنمو
ما هي طموحاتك المستقبلية؟
نحن نطمح للنمو والتوسع، ومواصلة الإنتاج، ونأمل الوصول إلى العالمية في أعمالنا التصميمية.