أصبغت الأعمال الدرامية التي عشقها الجمهور على عدد من النجمات على مر تاريخ السينما المصرية لمسة صادقة من الارتباط بينهن وبين الجمهور الذي يتذكرهن دائمًا بأنهن الأمهات اللائي ينتمون اليهن دائمًا، وهو ما سرده الناقد السينمائي محمود قاسم في كتاب من خلال إصدارات مهرجان سينما الإسماعيلية الدولي بعنوان (تاريخ السينما المصرية) حيث خصص إحدى أبواب الإصدار إلى النساء اللائي جعلهن الفن أمهات. "سيدتي" وبمناسبة يوم الأم تحتفي بهن في السطور التالية.
فردوس محمد
عاشت يتيمة الأبوين فتولت أسرة تربطها صلة قرابة بوالدتها تربيتها وإعدادها للمستقبل، فألحقتها بمدرسة إنجليزية بحي الحلمية، فتعلمت القراءة والكتابة والتدبير المنزلي، ثم تزوجت وهي صغيرة السن وتطلقت أيضاً وهي صغيرة السن. بدأت موهبتها في التمثيل تبدو عليها وانضمت إلى فرقة عبد العزيز خليل وعملت خلالها في الأوبرتات. ومن المسرحيات التي عملت بها "إحسان بك". تزوجت فردوس محمد للمرة الثانية من الممثل محمد إدريس، ودامت حياتها الزوجية خمسة عشر عامًا انتهت بوفاة الزوج ولم تعرف الأمومة رغم أنها صارت من أهم الأمهات في السينما المصرية. ورغم أن السينما وضعتها دائمًا في دور الأم فإن أغلب الأدوار كانت قوية الشخصية لا تعرف الخضوع أو الضعف. قدمت الراحلة 27 فيلماً ومسرحيتين.
كانت الفنانة الكبيرة فردوس محمد ولا زالت أشهر أم في السينما المصرية، فهي من أصدق الفنانات اللاتي جسدن أدوار الأم على الشاشة والتي يشعر الجميع بصدقها وإبداعها في تجسيد هذا الدور وبأنها لا تمثل بل تعبر عن مشاعرها الحقيقية. وكانت الفنانة الكبيرة تتمتع بمحبة كل أبناء الوسط الفني، واعتبرها الكثير من النجوم بمثابة الأم التي يبوحون لها بكل أسرارهم ويستشيرونها في كل أمورهم. وحظيت فردوس محمد بمكانة كبيرة لدى الفنانة فاتن حمامة التي جمعتها بها صلة قوية منذ طفولتها وكانت تبوح لها بكل أسرارها، فتبكي فردوس محمد إذا رأتها حزينة وتنصحها بما تنصح به الأم ابنتها، كما كانت من أقرب صديقات كوكب الشرق أم كلثوم، وكانت أم السينما المصرية تجود بمعظم ما تحصل عليه من أجر على المحتاجين من العمال وصغار الفنانين. وبلغت مكانة فردوس محمد بين أهل الفن أن نقابة الممثلين كرمتها في أول احتفال بيوم الأم وتسلمت التكريم وهى لا تتمالك دموعها وسط تصفيق جميع الفنانين. عانت الفنانة الكبيرة في نهاية حياتها مع المرض لفترة قبل وفاتها، حيث أصيبت بمرض السرطان وأحاطها كل أبنائها وزملائها في الوسط الفني بمشاعر الحب.
عزيزة حلمي
برعت في تجسيد دور الأم خلال مشوارها الفني، وظلت تعمل حتى آخر أيام حياتها، كما استطاعت بأدائها أن تقدم مثالًا حقيقيًا للأم المصرية بطِباعها وحنانها وتضحيتها، ومن منا ينسى ظهورها اللافت بإحدى كليبات أغنية "ست الحبايب" بصوت الفنانة الراحلة فايزة أحمد. بدأت حلمي رحلتها الفنية في سن مبكرة من خلال علاقتها بالفنانة زينب صدقي والفنانة فردوس محمد حيث قدماها للمخرج أحمد بدرخان الذي أسند إليها دورًا في فيلم "يا أبي" مع محمد فوزي ونور الهدى عام 1946.اشتهرت بتأدية دور الأم التي تخاف على أولادها، وتكافح في تعليم أبنائها وترسيخ القيم والمبادئ بداخلهم، ومن أشهر هذه الأفلام، "ظلموني الناس" و"حماتي قنبلة ذرية" و"سيدة القطار" و"الملاك الظالم" و"شاطئ الأسرار".
يتجاوز عدد أفلام الفنانة الراحلة عزيزة حلمي، 200 فيلم، أهمها، "عدو المجتمع، نرجس، البيت الكبير، ظلموني الناس، ليت الشباب، سر الأميرة، أيام شبابي، ست الحسن، ليلى غرام، حماتي قنبلة ذرية، البنات شربات، أولادي، كأس العذاب، البيت السعيد، حياتي أنت، غلطة أب، جنة ونار، يسقط الاستعمار، بلال مؤذن الرسول، مليون جنيه، شاطئ الأسرار، المراهقات، طريق الأبطال، نصف عذراء، هذا الرجل أحبه، أيامنا الحلوة". عملت عزيزة حلمي في الإذاعة مع محمد محمود شعبان "بابا شارو" في برنامج "عذراء الربيع"، ومن أشهر أعمالها الإذاعية مسلسل "عيلة مرزوق أفندي".
- تزوجت عزيزة حلمي من الكاتب الروائي علي الزرقاني وأنجبت منه ابنها الوحيد، وذات يوم فقدت عزيزة نجلها، وتوفي أثر وعكة صحية شديدة. قالت إن والدها قاطعها بعد عملها في التمثيل، لكنها تحولت لمصدر فخر لعائلتها فيما بعد.
أمينة رزق
الفنانة الكبيرة أمينة رزق كانت مدرسة في تقديم دور الأم الذي اشتهرت به، تميزت الفنانة الكبيرة أمينة رزق في أدوار الأم، بالرغم من أنها لم تتزوج ولم تنجب، إلا أنها كانت علامة ورمز للأمومة على الشاشة، فلا يُذكر دور الأم إلا وذكرت الفنان الكبيرة التي كانت في عام 1924 أحد الوجوه الجديدة التي اكتشفها مسرح رمسيس، وكان أول دور مثلته على هذا المسرح هو دور الصبي الكسيح في مسرحية راسبوتين. وتُعد أمينة رزق واحدة من الفنانات اللاتي برعن في الأدوار التراجيدية، واشتهرت بدور المرأة الحزينة والمغلوبة على أمرها والمضحية من أجل أبنائها، ورغم ذلك تنوعت في العديد من الأدوار ولم تقدم صورة واحدة للأم.
كما جسدت دور الأم بين أجيال مختلفة فكانت أمًا لنعيمة عاكف في فيلم "4 بنات وضابط" وجسدت دور الأم الارستقراطية، وعائشة أم أحمد عاصم (صالح سليم) في فيلم "الشموع السوداء"، وسامية هانم والدة ماجدة في فيلم "أين عمري"، وقدمت دور أم فاتن حمامة الأم الفلاحة في فيلم "دعاء الكروان"، والأم الصابرة في فيلمي "بداية ونهاية"، و"التوت والنبوت"، وبركة أم عادل إمام في "فيلم المولد"، وأصيلة أم الأولاد في فيلم "العار"، وتفيدة أم فاطمة في فيلم "الإنس والجن"، وحليمة السعدية في فيلم "الشيماء"، وبهية أم محمود عبد العزيز في مسلسل "البشاير" وعلوية هانم في مسرحية "إنها حقًا عائلة محترمة"، وغيرها مئات الأدوار التي أتقنتها أمينة رزق على اختلافها.
كريمة مختار
أعمال فنية عدة جسدت فيها الفنانة الراحلة كريمة مختار دور الأم الطيبة والمثابرة في مراحل عمرية متنوعة، بأداء لا يتشابه مع أدوارها الأخرى، فهي "ماما نونا"، الأم التي تفسد ابنها بدلعها المبالغ فيه بمسلسل "يتربى في عزو"، أو الأم زينب المُدبرة المُتفانية في خدمة زوجها وأبنائها في فيلم "الحفيد"، أو الأم المتسامحة التي يقسو عليها ابنها وتتجاوز عن أخطائه في فيلم "الفرح".
وعللت الراحلة أداءها لأدوار الأم الطيبة طوال مشوارها الفني، قائلة: "أنا إنسانة هادئة في حياتي الخاصة ومعروف عني الطيبة وبطبيعتي أكره الشر والتعامل معه، لذا أعتقد أنني عندما جسدت دور الأم القاسية مرة أو اثنتين لم يتقبلني الجمهور في هذا الدور، فهو يفضلني أمًا طيبة حنونة".
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي»
وللاطلاع على فيديوجراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي»
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن»