عاشت الأمهات متوجات على عرش قلوب الأبناء، لكنّ هناك رموزاً نسائية تُوّجت على عرش قلوب شعوبها لما قامت به لأجل أبنائهن وكانت ضمن هؤلاء الرموز السيدة العربية التي لقبها شعبها بأم بلادها وهو ما سرده كتب "الزعيم الخالد وأم المصريين فى جبل طارق" لمؤلفته فهيمة ثابت للسيدة صفية زغلول التي لقبها الشعب المصري (بأم المصريين) سيدتي بمناسبة عيد الأم الذي تحتفل به الأسر والعائلات والشعوب العربية تلقي الضوء على هذا الرمز .
أم المصريين
من كتاب "الزعيم الخالد وأم المصريين فى جبل طارق"ذكر فيه أن الراحلة صفية مصطفى فهمي ابنة مصطفى فهمي باشا وهو من أوائل رؤساء وزراء مصر منذ عرف البلد نظام الوزارة في أواخر القرن التاسع عشر.. وزوجة زعيم ثورة مصر الأولى سعد زغلول. لقبت باسم "صفية زغلول" نسبة إلى اسم زوجها وكذلك بلقب "أم المصريين" إثر مشاركتها في المظاهرات النسائية إبّان ثورة 1919حيث كان لها دور بارز في الحياة السياسية المصرية " صفية زغلول " أطلق عليها الجميع لقب "أم المصريين " وذلك لعطائها المتدفق من أجل قضية الوطن العربي والمصري خاصةً، حيث خرجت على رأس المظاهرات النسائية من أجل المطالبة بالاستقلال خلال ثورة 1919. وقد حملت لواء الثورة عقب نفي زوجها الزعيم سعد زغلول إلى جزيرة سيشل، وساهمت بشكل مباشر وفعّال في تحرير المرأة المصرية.
حرم الزعيم سعد زغلول
هي حرم الزعيم المناضل سعد زغلول قائد ثورة 1919 بمصر. و حينما تزوجته لم يكن سوى قاضٍ مصري ولكن عندما دخل المعترك السياسي ساعدته ووقفت بجانبه في الشدائد ولقبت بصفية زغلول نسبة إلى زوجها سعد زغلول.كما لقبت أيضاً بأم المصريين بسبب دفاعها المستميت عن القضية العريية بشكل عام والقضية المصرية بشكل خاص وأُطلق عليها هذا اللقب عندما ألقت السكرتيرة الخاصة بها بياناً على المتظاهرين حينها هتف أحد المتظاهرين بأم المصريين ومنذ ذلك الحين وهي تلقب بأم المصريين. نصَّ هذا البيان على "إن كانت السلطة الانجليزية الغاشمة قد اعتقلت سعداً ولسان سعد فإن قرينته شريكة حياته السيدة صفية زغلول تُشهد الله والوطن على أن تضع نفسها في نفس المكان الذي وضع زوجها العظيم نفسه فيه من التضحية والجهاد من أجل الوطن، وأن السيدة صفية في هذا الموقع تعتبر نفسها أماً لكل أولئك الأبناء الذين خرجوا يواجهون الرصاص من أجل الحرية".
خرجت صفية زغلول في صفوف النساء المتظاهرات المنددات بالاحتلال الانجليزي والمطالبة بحصول مصر على الاستقلال من قبضة الانجليز. وعندما نُفي سعد زغلول إلى جزيرة سيشل طالبت المندوب البريطاني بالانضمام إلى زوجها في المنفى إلا أن المندوب رفض ذلك، ولكن بعد حملها لواء الثورة بعد نفي زوجها فكر المندوب البريطاني في الأمر ووجد أن خطورة صفية زغلول مماثلة لخطورة زوجها لذلك غيّر رأيه وقرر الموافقة على نفيها مع زوجها ولكن صفية هي الأخرى قامت بتغيير رأيها عندما شعرت أن واجبها تجاه وطنها أكبر وأعظم من واجبها تجاه زوجها وأن وطنها يحتاج إليها أكثر.كانت صفية تخرج في المظاهرات وتلقي خطابات تُشعل الحماس في نفوس المصريين وتدفعهم إلى المضي قدماً. وكان لها أثر كبير في ظهور الشعارات والتنديدات حتى إن أول الشهداء في تلك المظاهرات كانت من النساء مما أشعل الغضب في النفوس.