أقامت هيئة البحرين للثقافة والآثار يوماً مفتوحًا في موقع أبو صيبع الأثري، وحضره عدد كبير من الأشخاص والمهتمين بالتاريخ والآثار. وفيها أعلنت الهيئة نتائج الحفريات الأثرية التي أجراها الفريق الأثري الفرنسي، أمس الإثنين 21 مارس الجاري.
وأعلنت الهيئة عن الاكتشافات المثيرة هذا العام، حيث تم اكتشاف قبر طفل يبلغ من العمر حوالي شهر، مدفون داخل قبر مبني بالحجارة، برفقة عناصر جنازته، وهي مجموعة من اللؤلؤ والخرز، ودمية على شكل إنسان صنعت من العظام، وكذلك إناء صغير من المرمر، مما يدل على أن هذا القبر هو طفل من عائلة ذات امتياز اجتماعي، كما تم اكتشاف العديد من القطع العظمية الصغيرة في مقبرتين. كانوا في الأصل يزينون الصناديق الخشبية التي اختفى خشبها بمرور الوقت، مما أدى إلى تكسير الحشوات العظمية المنفصلة والمنقسمة والمنفصلة.
ولأول مرة، تم العثور على نرد في مقابر تعود إلى فترة تايلوس، وأيضا العثور على جزء من تمثال أنثى من الفخار، رأسه مفقود وتفاصيل جسدها واضحة. واستمع الجمهور إلى شرح مفصل عن تاريخ الموقع والاكتشافات الأثرية الأخيرة فيه، حيث استأنف الفريق الأثري الفرنسي من متحف اللوفر بباريس، برئاسة الدكتور جوليان كوني، الموسم السادس من الحفريات الأثرية في موقع أبو صيبع الأثري، في 16 فبراير 2022، بمشاركة علماء آثار فرنسيين وبحرينيين.
وأشار مدير إدارة الآثار والمتاحف الدكتور سلمان المهاري إلى أن هذا الحدث جاء استمرارًا للمبادرة التي أطلقتها الهيئة قبل عدة أشهر بعنوان "شراكة مجتمعية- أصدقاء الآثار" تسعى من خلالها للانتشار والوعي الأثري في المجتمع المحلي وإشراكهم في الحفاظ على التراث الوطني. وأضاف "إننا نسعى من خلال فعالية اليوم التي أقيمت في موقع أبو صيبع إلى جعل الأشخاص القريبين من الموقع الأثري أكثر دراية بتاريخ الموقع ومكوناته وأهميته. مما يساهم في الحفاظ عليها والحفاظ عليها، وتوعيتهم بالجهود التي تبذلها هيئة الثقافة والآثار مع شركائها تجاه هذه الآثار التاريخية" وأكد المهاري أن الهيئة ستواصل جهودها للكشف عن الآثار الموجودة في أرض البحرين والتي تشهد على الازدهار الحضاري لشعبها على مر العصور.
موقع أبو صيبع عبارة عن مقبرة تل، يعود تاريخها إلى فترة تايلوس الوسطى (50 ق.م - 150 م)، ويبلغ قطرها الأقصى 70 متراً، وارتفاعها من 4 إلى 4.5 أمتار. منذ بداية العمل في الموقع في عام 2017 وحتى اليوم، تم الكشف عن حوالي ثلث المساحة الإجمالية للتل، وتم تحديد 93 مقبرة. خلال هذا العام 2022 تم اكتشاف 23 قبرًا جديدًا و11 قبرًا بالكامل. من بين هذه المدافن الإحدى عشر التي تم التنقيب عنها، كانت ثلاثة منها سليمة، أما المدافن الأخرى فقد تعرضت للنهب والسرقة عمدًا، على الأرجح في العصور القديمة، لكنها لا تزال تقدم في بعض الأحيان مواد أثرية وأنثروبولوجية مثيرة للاهتمام.
وذكر جوليان كوني، رئيس الفريق الفرنسي، أن الهدف الرئيسي من التنقيب في موقع أبو صيبع هو دراسة الثقافة المادية لشعب البحرين خلال فترة تايلوس، للحصول على معلومات دقيقة عن التسلسل الزمني والمواد والتصنيع وطقوس الجنازة والعلاقات التجارية، بينما توفر الدراسة الأنثروبولوجية معلومات عن العمر والجنس والظروف الصحية ومرة أخرى دلالات الجنازة والإيماءات.
وعادة ما يتم دفن الميت مع متعلقاته، وبعضها وجد سليما. هي في الغالب أوانٍ فخارية، عادة ما تكون خضراء مزججة، مثل الأطباق أو الزجاجات الصغيرة أو الأمفورات الصغيرة. في بعض الأحيان، توجد الأواني الزجاجية أيضًا، ولكنها هشة جدًا وغالبًا ما تتحلل أو تنكسر. ولوحظ أن أكثر الطقوس الجنائزية شيوعًا في هذه المقبرة هو وضع إناء مقلوب فوق الجزء العلوي من المقبرة ويحتوي على رماد ناتج عن احتراق مادة مجهولة الهوية. ثم غُطيت الوعاء وبقية القبر بالرمل والحصى لتشكيل كومة صغيرة. كانت هذه العادة شائعة في مقابر تايلوس في مختلف مناطق البحرين.
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر «تويتر» «سيدتي»