في جلسة أدارها رئيس مجلس إدارة شبكة ريادة الأعمال العالمية جيف هوفمان، وتتناول المشاريع والابتكارات الصديقة للبيئة، عرض ميشال دي روتير وهو خبير في الجرافين graphene، ومؤسس شركة GRAFINCO، المشروع الذي تقوم عليه شركته، وهي شركة ناشئة متخصصة في إدخال مادة الجرافين على الاسمنت لعدة اعتبارات وأهمها اعتبارات بيئية.
وابتدأ ميشال حديثه بشرح عن الاسمنت وهو "المادة المستخدمة بكثرة في العالم كونها أساسية للبناء، وهي المادة التي تأتي في المرتبة الثالثة عالميًا في التسبب بانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، والثانية في زيادة استهلاك المياه بواسطة الانسان."
وأضاف: "الاسمنت ليس مادة سيئة لكن المشكلة هي في كثرة استخدامه، وسيستمر استخدامه مستقبليًا لأنه مادة صلبة تشكل الدفاع الأول ضد الاحتباس الحراري الناتج عن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون."
لذا يمكن القول: "إنها دورة مترابطة متكررة تفرض استهلاكًا هائلًا للمادة، لذلك أردنا أن نفعل شيئًا حيال ذلك.. تستخدم GRAFINCO طريقة أكثر استدامة، من خلال ابتكار مواد بناء محسّنة مثل الجرافين، وهي مواد ذات أساس حيوي وهي أقوى بمئتي مرة من الفولاذ وأخف خمس مرات من الألمنيوم، وتتميز التقنية بمصفوفة من المتغيرات التي يجب التحكم فيها لتحقيق المزيج الصحيح.."
وأكد دي روتير أن هذا يمثل تحديًا للشركة قائلًا: "نحن بحاجة إلى مزج المواد بشكل صحيح، آخذين بعين الاعتبار المتغيرات، فإذا فعلنا ذلك بشكل صحيح، ستصبح الخرسانة أقوى، وهذا يعني أنه يمكننا توفير الكثير من الاسمنت، الكثير من التكلفة، الكثير من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، من خلال الطريقة التي ابتكرناها يمكننا توفير ما يصل إلى 40٪ من الاسمنت عالميًا مع تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة تصل إلى 4٪، مع العلم أنه يمكننا إضافة 30 % من القوة، أما بالنسبة للجرافين فكلفته قليلة جدًا مقارنة بالاسمنت.."
وبعد انتهاء دي روتير من تقديم عرضه قام مدير الجلسة هوفمان بطرح بعض الأسئلة عليه أولها عن الشريحة المستهدفة من الناس والتي تطمح الشركة في إيصال مشروعها لها، فقال: "نطمح للتواصل مع شركات التطوير العقاري، المتخصصين بالبناء، مصانع الاسمنت ومواد البناء وغيرهم من الجهات التي قد تستفيد من ابتكارنا هذا."
وردًا على سؤال آخر حول كيفية إقناع العالم للمجازفة واستخدام ابتكار شركته قال: "تستخدم GRAFINCO عمليات ومواد ومعدات يمكن استخدامها في مصانع الاسمنت العادية الموجودة، ويمكنهم استئجار المعدات منا حتى لا يضطروا إلى استثمار مبالغ كبيرة فيها، عليهم فقط تغيير بعض الجوانب التنظيمية لتتناسب مع ذلك."
يذكر أن هذه الجلسة تأتي ضمن برنامج الجلسات الحوارية للمؤتمر العالمي لريادة الأعمال (GEC) الذي تنظمه الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة "منشآت" بالتعاون مع الشبكة العالمية لريادة الأعمال (GEN) وذلك تحت رعاية الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظه الله – في الفترة الممتدة ما بين 27 و 30 مارس 2022، في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات.