دانية عبداللطيف العلي، مصمّمة أزياء بحرينية، ومؤسسة العلامة التجارية «بريفلج»، تبلغ من العمر خمسة وعشرين عاماً، وحاصلة على شهادة البكالوريوس في المحاسبة من جامعة البحرين. أسّست علامتها وفق مبدأي «الموضة المستدامة» و«الموضة البطيئة».. نتعرّف عليها أكثر وعلى تصاميمها ومصادر إلهامها، وعلى فلسفتها في التصميم والتسويق والبيع، في اللقاء الآتي..
ماذا اخترتِ اسم «بريفلج» لعلامتك؟
«بريفلج» يعني الامتياز، ولقد اخترت هذا الاسم لعلامتي التجارية نظراً لطبيعتها المستدامة، ما يعني إيجاد توازن عند تصميم الأزياء بين تصنيعها واستهلاكها. وكما هو شائع، غالباً ما تميل العلامات التجارية المستدامة إلى أن تكون علامات راقية بسبب مصادر النسيج وظروف العمل الصحية. و«بريفلج» تخدم أيضاً حركة الموضة البطيئة، إذ غالباً ما تكون تصاميمنا صالحة لكل زمان ومكان، أي أنّها ليست عصرية، أو محددة لفترة زمنية معينة، ما يمنح المشتري «امتياز» شراء أزياء ذات جودة أفضل، ستستمر لفترة أطول، وستعطي المشتري فرصة تكرار اللبس أكثر، مع كمّية شراء أقل.
هل يمكن أن تسمّي بعضاً من خصائص الموضة البطيئة التي تميّز أزياءك؟
غالباً ما تكون تصاميمنا مصنوعة من مواد عالية الجودة ومستدامة، مثل الكتان والقطن الطبيعي، وهي صالحة لكلّ زمان أكثر من كونها عصرية، أو منحصرة بفترة زمنية محدّدة، وما ينتج عنها من أزياء تُباع وتصنع محلياً، مع مراعاة ظروف عمل صحّية وغير استغلالية. بالإضافة إلى أننا نصدر تصاميم معدودة ومحدّدة لكلّ مجموعة، حيث نقدّم مجموعتين إلى أربع كحد أقصى في السنة، ويكون بعضها دائمة وغير موسمية. وغالباً ما نصنع تصاميمنا حسب الطلب لتقليل الإنتاج غير الضروري.
كيف دخلتِ عالم الأزياء؟
لطالما كنت مهتمّة بالموضة والأزياء، وقد كان لديّ دفتر قصّاصات أزياء خاصّ بي في المدرسة الإعدادية، وكنت أجمع النقود من مصروفي لشراء مجلات الأزياء. وكان حلمي أن أدخل عالم الأزياء، وحتى عندما التحقت في تخصّص المحاسبة في جامعة البحرين، كان الأمر دائماً في ذهني، ولكنّي لم أعرف كيف أبدأ ومن أين. في الحقيقة، لم أكن أجيد الرسم، وكنت أعتقد أنّ هذا الأمر قد يشكل تحدياً لي عندما سأدخل عالم التصميم. ولكن في الواقع عملية تصميم الأزياء عملية ذهنية أكثر من كونها مهارة يدوية. هي عملية تعتمد على التفكير والتنسيق بين الأقمشة والألوان للوصول إلى أنسب تصميم، وأساس عمل ووظيفة المصمّم هي ابتكار أفكار الزيّ، والموهبة بالنسبة للمصمّم هي حبه لعمله، وهذا هو الدافع للنجاح في هذا المجال. وبمساعدة أمي وبدعم من والدي، أصدرت أول مجموعة لي في ديسمبر 2017، وكانت هذه المجموعة تتضمّن خمسة تصاميم فقط، وفيها اعتمدت على تنسيق ألوان متناقضة معاً لتكوين مجموعة مثيرة للاهتمام ومتكاملة. في الوقت نفسه، لم أكن متأكدة من قاعدة العملاء التي كنت أستهدفها، لذلك جعلت تصاميم هذه المجموعة بسيطة، مع التركيز على تفاصيل صغيرة وجودة الخياطة والقماش. ومع كل إصدار جديد، أو إطلاق مجموعة جديدة، شعرت بأنني أقترب أكثر لقاعدة العملاء المستهدفين.
كشابة بحرينية، هل واجهتك تحديات لتصبحي مصمّمة؟
مجال تصميم الأزياء مليء بالتحدّيات، من أجل تصميم وتسويق مجموعة، قد يستغرق الأمر سنوات عديدة للنجاح. وتماماً مثل أي صناعة أخرى، صناعة الأزياء تتطلب من المصمّم أن يكون مبدعاً، ليس فقط في تصميم الملابس، لكن أيضاً في مواجهة المشاكل والتحديات. أكبر تحدّ قد يواجهه مصمّم الأزياء هو بناء علاقات عامة. في هذا القطاع، الأمر كله يتعلق بالعلاقات العامة مع أشخاص في المجال نفسه أو لديهم اهتمام بالأزياء. فمن أجل إطلاق مجموعة معينة، قد يستغرق الأمر وقتاً ومجهوداً، إن لم يكن لديك الاتصالات الصحيحة، والأمر يتطلب خبرة كبيرة في السوق. ومن التحدّيات التي واجهتها كمصمّمة أزياء هو عدم توافر القماش، والبحث عن شركات مصنّعة موثوقة، وأكثر مشكلة شائعة في هذا المجال هي تقليد التصاميم، حيث قد يقوم بعض المصمّمين بنسخ تصميم لمصمم آخر وبيعه بسعر أقل.
مصدر إلهامي الرئيسي هو: أين أرى نفسي في المستقبل
إلى من تتوجهين بتصاميمك؟
تصاميمي صنعت للسيدات اللواتي يستمتعن بالتفاصيل الصغيرة،واللواتي يجدن في البيئة متسعاً لهنّ؛ لمن يستطعن التمييز بين أزياء الموضة السريعة والموضة البطيئة. أهدي علامتي التجارية لمن يجدن الجمال في الأقمشة الفاخرة، ويستمتعن بفنّ ارتداء الملابس. فجمهوري المستهدف هن اللواتي يستمتعن بكونهن مختلفات.
تابعي المزيد:كيف ظهر اللون البرتقالي في عروض صيف 2022؟
زاد مؤخراً استخدام الكتّان أو القماش الياباني، فهل تشترين القماش من اليابان أم من البحرين؟
نتعامل مع وكيل في البحرين يستورد الأقمشة من اليابان، منها الحرير الياباني الطبيعي والتفتا؛ كما أنّه يستورد أيضاً اللينين من أوروبا، وبلجيكا بالتحديد.
هل خضعت لدورات ودروس علمية في الموضة؟
لم أدخل أي دورة تدريبية في الأزياء، إنما كلّ ما أعرفه في مجال الموضة يرجع إلى حقيقة كوني شديدة الشغف بهذا المجال، وحريصة على قراءة وتعلم المزيد بكل ما يخصّ الأزياء والتصميم. وأيضاً من خلال خبرتي التي اكتسبتها في هذا المجال خلال السنوات الخمس الماضية.
أهداف المستقبل
ما هي أهدافك المستقبلية؟
هدفي هو تغيير طريقة شراء الناس لملابسهم وارتدائها والتخلص منها بعد الاستعمال بطريقة آمنة، لذلك يتم إرفاق دليل الرعاية مع كلّ عملية شراء، لمساعدة العميل في الحفاظ على الملابس لفترة طويلة.
كيف تقومين بتسويق تصاميمك؟
أفضل أشكال التسويق هو التسويق الشخصي المباشر. إذا كانت العلامة التجارية تهتمّ بعملائها وآرائهم، فهي بدورها تقدم منتجاً رائعاً ترضي به الفئة المستهدفة، فيقوم العميل بنفسه بالترويج لهذا المنتج بسهولة، من خلال مشاركة تجربته الإيجابية وجلب مشترين جدد. ويمكن لأي عميل بأن يصبح جزءاً من عملية الترويج الشخصي، وبعدة طرق، حيث بإمكانه أن يسوّق عبر مقطع فيديو يتمّ تحميله على إنستغرام، أو تدوينه في موقع إلكتروني، أو كتابة تعليق إيجابي، وأيضاً ارتداء الملابس نفسها يعتبر نوعاً من أنواع التسويق للمنتج. ونتيجة لذلك، يمكن للأشخاص رؤية المنتج والتفاعل معه.
كيف تصفين تصاميمك؟
تركز علامتي التجارية على ثلاث خصائص، هي: الإبداع والأصالة والفخامة. حيث صُنعت أزيائي لمنح المشترين أكثر من مجرّد مظهر، ولكن ليشعروا ويعيشوا القصة الكاملة وراء إنشاء هذا التصميم الخاص. لقد تغيرت مفاهيم الشراء لدى العميل مع تقدم أساليب الموضة وتوافر العديد من العلامات التجارية. الآن، لم يعد العميل يدفع مقابل عنصر ما، إنما يدفع مقابل الإحساس الذي يمنحه هذا المنتج والتجربة من خلال الشراء وأسلوب الحياة ما بعد الشراء. كلّ هذا مستمدّ من صورة العلامة التجارية، وكيف تصوغ نفسها في نظر الجمهور.
تابعي المزيد:تصاميم جمبسوت من عروض ربيع وصيف 2022
خيال ينبض بهيئة زيّ
ما هي نصيحتك لمن يريد دخول هذا المجال؟
مجال تصميم الأزياء رائع، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يستمتعون بمشاهدة خيالهم وهو ينبض بالحياة على هيئة زيّ، ولكنه أيضاً أحد أكثر المجالات تحدّياً. ونصيحتي لمن يريد الانضمام إلى هذا المجال هي أن يكون شغوفاً، فكل شيء سيمرّ بسلاسة عندما تكون شغوفاً بما تفعله، خاصة في مجال يتطلب الكثير من الابتكار والإبداع كمجال الأزياء. وإن لم تكن تستمتع بالرحلة فستكون غالباً تجربة مرهقة. وما لا يراه الناس حقاً هو كمّية القلق والعمل الذي يواجهه المصمّمون كلّ يوم حتى بلوغ المنتج النهائي.
وكذلك أنصح كل شخص له رغبة بأن يدخل هذا المجال، أن يكون فنياً بأسلوبه الخاص، وأن يكون متميزاً، ليس فقط بالتصاميم، إنما في طريقة تواصله مع المشترين، وبالطريقة التي يبيع بها، والطريقة التي يعرض بها قطعه، والطريقة التي يقدمها للعالم.
ما هو صدر الإلهام الأساسي في حياتك؟
يمكن لمصمّمي الأزياء الحصول على مصدر لإلهامهم من كلّ مكان: قد يكون في المباني القديمة، مدينة معينة قمت بزيارتها، الطبيعة، الفنّ والشعر، وحتى الطعام.. لكنّ مصدر إلهامي الرئيسي هو أين أرى نفسي في المستقبل.
أرى أنّ هذا الأمر مفيد جداً عند محاولة اتخاذ القرارات الصحيحة، كونه يعطيني منظوراً أوضح للتخطيط والتخلص من كل السلوكيات والأنشطة التي لا تساعد في تحقيق خطتي الأساسية. فبمجرد أن أتخيل المرأة التي أرغب أن أكونها مستقبلاً، يمكنني معرفة ما إذا كانت اختياراتي الحالية تتماشى مع رؤيتي التي أسعى لها.
مَن من مصمّمي الأزياء تفضّلين؟
لديّ الكثير من المصمّمين المفضّلين، ويعتمد ذلك أيضاً على فئة الملابس التي أختارها. لطالما أعجبت بمعاطف المصمّم الأسترالي ديون لي Dion Lee، وبأزياء توني ماتيسيفسكي Toni Maticevski المصبوغة بتقنية الدريب Drip؛ كما تشدّني شخصية المصمّمة العراقة زينا زكي Zeena Zaki القيادية. إلى ذلك، يبقى ألكساندر فوتييه Alexandre Vauthier هو مصمّمي المفضّل لفساتين المناسبات والسهرات.
حدثينا عن أكثر التصاميم مبيعاً؟
لدينا العديد من التصاميم التي تعتبر الأكثر مبيعاً، ويعتمد ذلك غالباً على الموسم أوّلاً، ثم نوع القماش والألوان والتصميم نفسه، وغير ذلك من الأمور التي تؤثر على القوة الشرائية. ولكنّ التصميم الذي لاحظت أنه كان يباع بنفس الكمّية، بغض النظر عن العوامل الأخرى التي تؤثر على القوة الشرائية، هو التصميم الذي أطلقناه في صيف 2020؛ هذا التصميم صنع من الكتّان البلجيكي الخالص، الذي يركّز على تفاصيل السطح وملمس الكتان الراقي. يتميّز هذا التصميم بطيّات على شكل صندوق مطرّز في ظهر العباءة المزيّنة بأزرار مبطّنة على الأطراف. ونظراً للأقبال الشديد على هذا التصميم، قمنا بتوفيره بعدة ألوان تناسب جميع الفصول والأذواق.
كيف يمكن لقراء «سيدتي» الحصول على تصاميمك؟
يمكن لمتصفحي مجلة «سيدتي» الحصول على تصاميمي من خلال موقعنا الإلكتروني privilegeofficial.com
أو من خلال إنستغرام privilegeofficial@
تابعي المزيد:موديلات فساتين مزيّنة بالأحزمة من عروض صيف 2022